الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

استمرار هروب الأقباط من «العريش»

استمرار هروب الأقباط من «العريش»
استمرار هروب الأقباط من «العريش»




خاص - روزاليوسف

لا يزال مسلسل نزوح الأقباط مستمرا.. حيث تواصل عشرات الأسر انتقالها من العريش وباقى مدن المحافظة إلى محافظات أخرى، وذلك عقب تكرار عمليات استهدافهم من قبل عناصر إرهابية، الأمر الذى دفع الجميع إلى الهرب للنجاة بأرواحهم وأبنائهم من الموت المحقق.
وتشير مصادر كنسية إلى أنه يوجد فى محافظة شمال سيناء 450 أسرة مسيحية، منهم 400 أسرة فى العريش العاصمة، و50 أسرة فى مدينة بئر العبد، ناهيك أن هناك مصادر أهلية تشير إلى أن حوالى 1000 فرد رحلوا عن مدينة العريش منذ الأسبوع الماضى بسبب الأحداث الأخيرة، ولا تزال أعداد منهم تنهى أعمالها للرحيل إلى مناطق أخرى، فى مقدمتها الإسماعيلية والقاهرة التى استقبلت عشرات الأسر، بخلاف بعض المحافظات.
وأكد مصدر كنسى، رفض ذكر اسمه، أن سيناء أرض مقدسة بالنسبة للمسيحيين مثلما هى مقدسة للمسلمين وجميع المصريين، حيث إنها كانت مسار العائلة المقدسة أثناء دخولها مصر قادمة من أرض فلسطين، هربًا من شر الإمبراطور هيرودس، الذى اضطهد المسيحية.
وأشار المصدر إلى أن أرض مصر كلها أيضًا مباركة، وأن المسيح جاء لنشر السلام ودعا لأهل مصر قائلا: «مبارك شعب مصر»، وأن أرض مصر فرحت بوجوده، وستفرح بوجود كل المخلصين المصريين المحبين لمصر وشعبها مثل الرئيس عبدالفتاح السيسى وكل القيادات المعاونة له، سواء كانت عسكرية أو شرطية أو أمنية.
ولفت إلى أن الله أراد أن تمتلئ قلوب الجميع بالسلام والمحبة والفرح، فإذا امتلأ قلب الإنسان بالسلام فإنه يفيض على الآخرين، ولهذا لا يمكن لفاقد السلام أن يعطيه لأحد، مشيرًا إلى أن فاقدى السلام من الذين امتلأت قلوبهم بالصراعات والمحاربات لا يستطيعون نشر السلام، لكنهم ينشرون الحرب والإرهاب والصراع الذى تمتلئ به قلوبهم، وأن هؤلاء تمتلئ قلوبهم وأنفسهم بالأفكار الشيطانية، لذا فهم أعداء للبشرية.
وأضاف المصدر: «إننا كمصريين فى محافظة شمال سيناء تألمنا من الإرهاب، الذى لا يفرق بين مسلم أو مسيحى، لكن بين الحين والآخر تتحسن الأحوال الأمنية إلى حد كبير، إلا أننا نتطلع إلى أكثر من ذلك»، منوها إلى أن الظروف الأمنية غير مواتية ولا تسمح بإقامة المسيحيين لشعائرهم الدينية فى رفح، لكنهم برغم ذلك واثقون من أنه سيأتى اليوم المناسب لتعمير الكنيسة لتجمع الشعب القبطى برفح والشيخ زويد، بحيث يصبح مكانا جاهزا للعبادة وممارسة الشعائر الدينية.
وأكد أن معظم الأسر المسيحية غادرت رفح والشيخ زويد إلى العريش وبئر العبد، لكنها لم تترك سيناء، إلا للظروف الأخيرة التى استهدفت مؤخرا عددا من المسيحيين، كما أنه سبق منذ سنوات تخصيص مدافن للمسيحيين فى منطقة بئر لحفن، وبالفعل تم دفن موتى بها، إلا أن المسيحيين لا يتمكنون من دفن الموتى بها حاليا بسبب الظروف الأمنية، وأنه فى حالة الوفاة يتم الدفن فى المحافظات الأخرى، مشيرًا إلى أنه تم دفن شهداء العمليات الإرهابية الأخيرة فى محافظاتهم الأصلية.
ولفت إلى أن الحوادث التى تعرض لها المسيحيون فى شمال سيناء، خاصة العريش هى حوادث إرهابية لأنها لم تحدث من قبل، وأن الكنيسة بالتعاون مع الجهات المعنية تحاول تعويض الذين تعرضوا لمثل هذه الحوادث فى حدود الإمكانات المتاحة.
إلى ذلك أكدت العديد من الأسر المسيحية أنها تركت العريش وغادرت إلى الإسماعيلية والقاهرة وبعض المحافظات الأخرى لحين استقرار الأوضاع فى العريش، علاوة على أن العاملين منهم اضطروا إلى الحصول على إجازات مفتوحة لحين استقرار الأوضاع، كما اضطر التلاميذ والطلاب إلى التغيب عن كلياتهم ومعاهدهم ومدارسهم فى العريش بسبب الأوضاع الأخيرة، حيث وصلتهم تهديدات لتحذيرهم من البقاء فى المحافظة، خاصة مدينة العريش.
من جانبها، تحرص محافظة شمال سيناء، والأجهزة المعنية، على تقديم جميع التيسيرات للمسيحيين وتسهيل تلبية احتياجاتهم.
يشار إلى أنه خلال الأسبوعين الماضيين وصل عدد الضحايا من المواطنين الأقباط فى العريش إلى 7 أفراد، منهم تاجر ومدرس وطبيب بيطرى وشخص ونجله وتاجر آخر وسباك، وجميعهم تم إطلاق النار عليهم فى مواقع قريبة من بيوتهم ومحال عملهم من إرهابيين ملثمين، إلى جانب إشعال النيران فى بعض المنازل الخاصة بهم.
وكإجراء وقائى قامت قوات الأمن بإخلاء منازل عدد من عمال اليومية الأقباط المستأجرة قرب فندق سينا صن فى العريش، وقد عاد عدد كبير منهم إلى محافظاتهم الأصلية.
ويتركز الأقباط فى مدينتى العريش وبئر العبد، بعد رحيل غالبية الأسر من رفح والشيخ زويد التى شهدت عدة حوادث خطف وقتل لهم بعد عام 2011، فضلا عن تدمير كنيسة العائلة المقدسة فى رفح فيما سمى بجمعة الغضب، ولم يسلم الأقباط من حوادث الخطف والقتل التى لاحقتهم مع استمرار توتر الأوضاع الأمنية فى المنطقة.
كانت الكنيسة الإنجيلية بالإسماعيلية قد استقبلت يوم الجمعة الماضى نحو 38 أسرة قبطية من أقباط العريش، عقب تهديدات الجماعات التكفيرية وتهديد حياتهم على مدار الأسبوعين الماضيين.
واستقبلهم كل من القس نجيب خليل مزيد، راعى الكنيسة الإنجيلية بالإسماعيلية، والشماس نبيل شكر الله بسطا، المسئول الإدارى بالكنيسة.