الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المثقفون : صراع الميادين يرسخ الإنقسام فى مصر




مرة أخرى يعيش المجتمع المصرى صراع الميادين، الذى شهدناه أثناء محاولات «المخلوع» البقاء، وأثناء الخلافات الحادة بين قوى الثورة والمجلس العسكرى أثناء الفترة الانتقالية، فها هو يعود مرة ثانية بين مؤيدى ومعارضى الإعلان الدستوري.

عن حالة الانقسام والاستقطاب الشديدة، التى يراها المراقبون تمثل تهديدا للمجتمع المصري، تحدثنا مع بعض الأدباء والمفكرين عما يحدث ورؤيتهم له وللقادم.

المثقفون: صراع الميادين يرسخ الانقسام فى مصر المثقفون: صراع الميادين يرسخ الانقسام فى
الدكتور حسام عيسى قال: المطلب السياسى الآن هو «سحب القرار»، نحن نطلب من رئيس الجمهورية المنتخب سحب الإعلان الدستورى وتجنيب الأمة الانقسام، ومن يطالب بسحب القرار لا يصح أن يتم اتهامه بالرغبة فى قلب نظام الحكم ، وأعتبر هذه التهمة مضحكة، خاصة أن الإعلان الذى نطالبه بسحبه غير دستوري، ويمس صلب الدولة مما سبب فزغا للشعب، فقرار التحصين إهدار للسلطة القضائية، واعتداء على الدستور، ولا معنى ولا منطق للحديث عن أنه قرار مؤقت.

ونبه عيسى إلى خطورة الموقف السياسى المصرى الآن، بسبب الاستقطاب فإذا كان الموجودون فى التحرير أغلبهم لا ينتمون إلى أحزاب سياسية، وإنما يمثلون طوائف الشعب المصرى العادية، فإن هذا يعنى أن هناك فجوة حدثت بين تيار الإسلام السياسى وباقى الشعب المصري، فالتيار الإسلامى ليس لديهم مؤيدون من خارجه، وبدلا من عمل الرئيس على كسب مؤيدين جدد أحدث قراره المزيد من الانقسام والاحتقان.

فرصيد الإخوان قل فى الشارع بعد كل القرارات، لأنهم تقوقعوا على أنفسهم، ومظاهراتهم تأييدا لقرارات الرئيس تضره، وتمثل خطرا على استمراره، لأنها تؤكد أنه رئيس للإخوان المسلمين وليس رئيسا لكل المصريين.

فقد كانت لدى الرئيس فرصة ذهبية لو أعاد تشكيل الجمعية التأسيسية كما وعد، لكن للأسف خطابه أمام متظاهرى الاتحادية المؤيدين له لم يكن لائقا، ورغم ذلك الفرصة لم تفت، فيمكنه سحب القرار والدعوة لحوار وطنى مع كل الطوائف للخروج من الأزمة.

الدكتور حسن نافعة لم أتوقع هذا الحشد من أطياف مختلفة من الشعب المصرى، فالشعب أثبت أنه فعلا يحمى ثورته، لأن الشعب لديه إحساس عميق أن ثورته سرقت وربما على وشك أن تسرق تماما، عندما تطلعت إلى وجوه فى الميدان هى نفسها وجوه شباب 25 يناير، وأن من يحاول اتهام الشعب المتواجد فى التحرير بأنهم فلول أو مأجورون إنما يحاولون تشويه هذا الحدث، لأن من يشوههم لم يكن يتصور هذا العدد الكبير جدا، نحن أمام بداية جديدة للتأكيد على أن الإخوان ليسوا وحدهم فى الميدان، وأن الثورة ليست لفصيل واحد بل لكل المصريين، وأنه جاء الوقت الذى يتعلم فيه الإخوان كيف يشاركون ولا يهيمنون، أنا من الحريصين على مشاركة التيار الإسلامى فى الحكم، ولكنى أرفض سيطرتهم وهيمنتهم، وعليهم أن يدركوا أنه لا يمكن ولا يجوز لأحد أن يؤسس نظاما جديدا على مقاسه، وأتمنى أن يكون هناك تصحيح للمسار، لست متمسكا بفكرة إسقاط الإعلان الدستورى لأنه خطأ 100% وإسقاطه لا يعنى أن يخرج الرئيس للشعب ويقول أنه تم إلغاؤه، المطلوب إدارة مختلفة للمرحلة الانتقالية حتى نهاية الانتخابات التشريعية، نريد دستوراً متوازناً لكل المصريين، ونريد انتخابات حرة ونزيهة، نريد تشاورا حقيقيا إيجابيا مع القوى المدنية من اليوم وحتى نهاية المرحلة الانتقالية، يكتب فيها دستور لكل المصريين، وبرلمان جديد.

وقال الروائى إبراهيم عبد المجيد: دام الصراع لأكثر من 50 سنة بين السلطة والإخوان المسلمين، دخلوا السجون واعتقلوا مع اليسار، فماذا استطاعوا أن يقدموا لمصر خلال 5 شهور؟ بكل أسف فقدوا تعاطف شريحة كبيرة من الشعب المصري، فاليوم الميدان بدون إخوان ولا سلفيين، ليس هناك مطالب فئوية، لابد أن يدرك الرئيس أن مطلب الشعب الأول هو الحرية.
الفنان التشكيلى أحمد شيحا قال: مصر المتحضرة الرائعة، تنادى بالحرية، مصر التاريخية العظيمة لم يستطع أحد أن ينتزع من تاريخها أى فترة، مصر أمة واحدة موحدة حاضنة لأبنائها وكل من يلجأ إليها، ومن يتحدث عن هويتنا نقول له نحن هويتنا مصرية، وليس لنا هوية أخرى، على الرئيس أن يعى أن المصريين لا يستطيع أحد أن يفرض عليهم أى قرار بعد الثورة، مصر الجميلة فى الميدان مصر الحرة وعلم مصر فقط مرفوع ولن نرفع غيره، مصر كبيرة جدا على أى فصيل يريد أن يستأثر بها، أرجوهم أن يقرأوا التاريخ جيدا.

الفنان التشكيلى محمد طلعت قال: اليوم الثورة ولدت من جديد، شعرنا بالسعادة الميدان كله تحت شعار واحدة مطلب واحد رفض إعلان الدستورى، كيف يقول الرئيس إنه مع الديمقراطية ويقبل رأى الآخر، ويصدر قراراً بعدم الاعتراض عليه، الإخوان لا يعرفون الشعب المصرى وظنوا ان الشعب المصرى سهل ويمكن أن يدار بالسمع والطاعة، خلقوا مناخ تفرقة بين المذاهب والاتجاهات مسلم مسيحى ليبرالى علمانى كلنا مصريون رغم الاختلاف، أنا لا أنتمى لأى حزب سياسي، أنا هنا من أجل مصر وحريتها وحريتنا جميعا، نزلت الميدان من أجل مستقبل بناتى أريد أن أضمنه لهن وأمان.

أما الفنان التشكيلى إبراهيم الدسوقى فقال: مصر هى الروح التى دائما ما تختفى تحت الجلد مصر الحقيقة ظهرت على السطح فى مصر الجميلة موجودة فى التحرير، حالة رائعة مبدعين من الشباب المصرى يردد هتافات لمصر، شباب لا يمثل أى حزب وليس مأجورا، وأى اتهام للمتظاهرين اليوم لا يشغلنا، سوف نكمل ثورتنا وندافع عن مطالبنا، ربما صمت الشباب فترة طويلة، وأنتظر أن يقدم شىء لكن سقطت الأقنعة وكان علينا أن نعود إلى الميدان، مطالبنا أن يتراجع الرئيس.

الملحن محمود سيد أكد أن الإعلان الدستورى المرفوض فجّر طاقة الشعب المصرى، وأخرجه ليعود إلى الميدان، تحدثت مع أشخاص فى التحرير وأبلغونى أنهم أول مرة ينزلون التحرير، وأعلنوا ندمهم على أنهم لم ينضموا للثورة من البداية واكتفوا بمتابعتها من الإعلام والصحف، وأن الميدان والواقع يختلف كلياً عما كانوا يعرفونه، وتقابلت مع أشخاص مما انتخبوا مرسى، ليعطوا الإخوان فرصة، وكم هم نادمون على هذا الاختيار، ارهقونا من التصريحات المتضاربة وأدخلونا فى متاهة فكرية، ولم يقدموا للشباب أى حلول للمشاكلهم مثل بطالة المثقفين والمتعلمين، لابد أن يدركوا أن بالشعب المصرى طوائف كثيرة، والمناصب ليست لهم فقط، أين حق الشباب الذين قاموا بالثورة، أين العيش والحرية والعدالة الاجتماعية؟ لم يتحقق منها شيء، بالعكس الحريات يتم تقييدها.