الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الشحات: «الدنانير والدراهم والفلوس» وثائق مهمة فى كتابة تاريخ الدول

الشحات: «الدنانير والدراهم والفلوس» وثائق مهمة فى كتابة تاريخ الدول
الشحات: «الدنانير والدراهم والفلوس» وثائق مهمة فى كتابة تاريخ الدول




كتب - علاء الدين ظاهر

قال الدكتور عمرو الشحات مدير شئون مناطق آثار وجه بحرى وسيناء للآثار الاسلامية والقبطية إن النقود الإسلامية يُطلق عليها لفظ السكة(المسكوكات)، والذى يعبِّر عن معانى متعددة تدور كلها حول النقود التى تعاملت بها الشعوب العربية والإسلامية من دنانير ذهبية ودراهم فضية وفلوس نحاسية، ويقصد بلفظ السِّكة أحيانًا تلك النقوش التى تزين بها هذه النقود على اختلاف أنواعها، وأحيانًا أخرى يعنى قوالب السك التى يُختم بها على العملة المتداولة، كما يطلق أيضًا على الوظيفة التى تقوم على سك العملة تحت إشراف الدولة.
وطالب الشحات بإقامة متحف خاص بالمسكوكات الإسلامية فى مصر ونموذج لدار ضرب النقود، وذلك على غرار متاحف المسكوكات المتخصصة بدول الخليج خاصة الإمارات، على أن يقوم هذا المتحف داخل مصر بالشكل الذى يليق بحجم وأهمية وتاريخ تلك النقود، وأيضا على غرار متحف النسيج المصرى وأن يكون نواة لأحد المتاحف المتخصصة الأولى داخل مصر لترسيخ وتوسيع دائرة البحث العلمى فى هذا التخصص.
وتابع: أشارت المصادر التاريخية إلى المحاولات الأولى المبكرة التى قام بها الخليفة عمر بن الخطاب فى 18هـ لضرب الدراهم الإسلامية على غرار الدراهم الفارسية، وذلك بعد أن زاد فيها «عبارة الحمد لله أو محمد رسـول الله أو لا إله إلا الله وحده»، كما أشارت المصادر إلى ضرب الخليفة عثمان بن عفان فى عام 42هـ للدراهم بعد أن زاد فيها عبارة التكبير «الله أكبر»، كذلك قام الخليفة معاوية بن أبى سفيان (41 ـ 60هـ) بضرب الدراهم ونقش عليها اسمه.
 وقال إن المتحف البريطانى بلندن يحتفظ بنماذج من دراهم معاوية، وينسب بعض المؤرخين إلى معاوية بن أبى سفيان ضربه لدنانير ذهبية نقش عليها صورته وهو متقلد سيفه، وإذا صح هذا يكون معاوية هو أول من ضرب صورته فى العملات والنقود الإسلامية، والنقود ليست مجرد أداة لتعامل بين الناس ولكنها تعد وثائق تاريخية من اهم المصادر وأدقها فى إعادة كتابة التاريخ، وكانت لها الكلمة العليا كفيصل وحكم فى كثير من الأمور دار حولها الجدل وصححت أخطاء وقع فيها المؤرخون، كونها لا تقبل الخطأ فى نصوصها لانها تصدر عن جهة رسمية، إذ إن هذا الخطأ ينعكس على صاحبه فتسقط هيبته وسلطته فى الحكم، لذا لا يمكن الطعن بهذه النقود بسهولة إذا صحت أثريتها.
وأشار إلى أن أهمية النقود تكمن فى أنها مصدر مهم للتاريخ، ولها أهمية خاصة عند علماء الاثار والمؤرخين، فهى وثائق رسمية تعاصر الأحداث وتصدرها الدول وأحياناً الثوار، الذين أدركوا اهمية الدور الذى تلعبه النقود، فهى أحد أركان الدولة وشارة من شاراتها التى حرص كل حاكم على اتخاذها بمجرد توليه الحكم بجانب الدعاء له فى خطبة الجمعة، وايضاً كتابة اسمه على شريط الطراز، كما تتصل اهمية النقود باقتصاديات الدول وسياستها وتشريعاتها وسائر أوضاعها وعلاقتها بالدول المجاورة والمعاصرة لها.