الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

من «بيت الله» إلى «البيت الأبيض» «الحلقة الأخــيرة» وثائق «صعود» و«سقوط» الإخوان

من «بيت الله» إلى «البيت الأبيض»  «الحلقة الأخــيرة» وثائق «صعود» و«سقوط» الإخوان
من «بيت الله» إلى «البيت الأبيض» «الحلقة الأخــيرة» وثائق «صعود» و«سقوط» الإخوان




بعد 4 شهور:  «إخوان أمريكا» يعقدون «مؤتمراً عاماً» فى 30/6 .. ويختمون أعماله فى ذكرى «عزل مرسى»!

دراسة يكتبها هانى عبدالله

على امتداد، ما يربو على 65 عامًا؛ مثّلت العلاقات (الأمريكية – الإخوانية) حالة «جدلية»، شديدة «التركيب».. ففيما يقابل «أفراد صف الجماعة» ما يتم ترديده، فى هذا السياق، من معلومات (مؤكدة)، وتفاصيل (متشعبة)، بحالة من الاستغراب (وربما النفى «المتسرع»، والقاطع)؛ ثقةً بأن قياداتهم (الروحية!) – التى زرعت فى رءوسهم أنّ أمريكا، هى العدو – لا يُمكن لها أن تتحالف و«واشنطن» (رأس الأفعى!)، بأى حال من الأحوال (!)
كما أسفر – هنا – غياب «المعلومات الداخلية»، المتعلقة بشأن تلك الاتصالات، عن المستويات الأقل من «مكتب الإرشاد» داخل التنظيم (إذ كانت تتم «عملية التنسيق» بين الطرفين فى نحو 5 سياقات محددة)، إلى جانب «الثقة العمياء» (التى غذّاها مبدأ: «السمع والطاعة»)، عن حالتين «متقاطعتين»، استفادت منهما «القيادات التاريخية» للجماعة، أيما استفادة:


تمثّلت «الحالة الأولى»؛ فى رفض «اللاوعى» عند أغلب أفراد صف الجماعة (المغرر بهم)، أى محاولات «هادئة» (أو رصينة)؛ لتوضيح ما كان يدور بـ«الكواليس» من اتصالات، و«تنسيقات دولية» بين «الجماعة»، و«القوى الغربية» المختلفة.. فضلًا عن «التكاسل» فى السعى نحو «التحقق» منها (باجتهادات «فردية»، أو مراجعات «ذاتية»!).. ومن ثمَّ؛ كان يتم ملاحقة تلك المحاولات الهادئة (آليًّا) بالعديد من «الاتهامات» المتتابعة، مثل؛ أنها «صنيعة مؤامرات دولية» على الإسلام (لا الجماعة، فحسب!).. أو أنها من مخططات «الصهيونية العالمية».. أو أنها نتاج تشويهات متعمدة صاغتها أجهزة «النظم العربية» الاستخبارية، أو «أجهزة الأمن» الداخلية (!)
أما «الحالة الثانية»، المتقاطعة مع الحالة الأولى (والمترتبة عليها، أيضًا)؛ فتمثّلت فى النجاح النسبى لقيادات الجماعة «التاريخية»، فى الفكاك من «المحاسبة الداخلية» (أي: داخل التنظيم)، وطرح شأن «الاتصالات» بينهم، وبين العديد من «القوى الخارجية» (فيما قبل وصولهم للحكم فى مصر)؛ للنقاش - بشكلٍ موسع - من حيث الأصل.. إذ يُمكننا - هنا - ملاحظة استمرار تأثير حالات «التقديس القيادى» بين العديد من قطاعات صف الإخوان (رغم ما شهده هذا الصف من انقسامات، و«مناوشات» خلال الفترة الماضية).
■ ■ ■
ورغم أن العلاقة بين الطرفين (أي: بين «الإخوان»، و«الولايات المتحدة»)، تبدو - وفقًا لتقديرات بحثية، وتقارير «إعلامية غربية»، و«عربية» - فى أضعف أحوالها الآن، خاصةً فى ظل الموقف المعلن من قِبل «إدارة ترامب»، بتصنيف «الإخوان» كجماعة إرهابية (وهو ما له نصيب كبير من الصحة، بالتأكيد).. إلا أن الآفة «الحقيقية» فى تلك التقديرات، أنها تنجرف بشكل «انطباعى» للوصول إلى نتائج (تبدو محددة المضمون، سلفًا!)، من دون دراسة «المتغيرات» على الأرض، بشكلٍ كافٍ.. إذ يُمكننا، هنا، ملاحظة الآتى:
أولاً: لا تتحرج العديد من الجماعات، والكيانات، التابعة لـ«تنظيم الإخوان الدولى» (من باب «المراوغة»)، فى نفى صلتها – جملةً وتفصيلًا – بجماعة الإخوان (الأم) فى مصر، (خاصةً؛ فى أعقاب أى أزمة من أزماتها «ذات الطابع الدولي»).. ففيما كانت العديد من تلك الكيانات (داخل أمريكا نفسها) تنفى بشكل مُعلن صلتها بالتنظيم؛ لم يكن قيادات تلك الكيانات، يتورع عن التقريب بين «التنظيم»، و«دوائر صُنع القرار الأمريكى» داخل الغرف المغلقة، بوصفهم «شركاء» معتدلين فى مواجهة تيار «العنف» (الراديكالى).. وهو ما تكرر مع بداية العام الحالى داخل «أوروبا» (أى: بعد إعلان اتحاد المنظمات الإسلامية فى أوروبا، استقلاله، وعدم تبعيته للتنظيم).
ثانيًا: لم يمنع حظر جماعة الإخوان فى مصر (خاصة فى عهد بوش «الابن»، وعهد «باراك أوباما») من أن تبحث «الإدارتان» (الجمهورية، والديمقراطية) عن قنوات اتصال مباشرة مع تنظيم الجماعة (فى مصر).. إذ يُمكننا، هنا - على سبيل المثال - استرجاع ما قالته وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة «كونداليزا رايس»، بالعام 2007م، حول أن «واشنطن» (كانت الإدارة جمهورية)، لم تغير من موقفها الرافض للتحاور مع الإخوان»؛ لأنهم جماعة «محظورة»، وتعمل خارج إطار القانون.. ومع ذلك؛ كانت «السفارة الأمريكية بالقاهرة» (فضلًا عن شركاء «واشنطن» الاستخباريين) على تواصل دائم مع «قيادات الجماعة»، ونوابها بالبرلمان (!)
ثالثًا: ربما يُمثل «فبراير» الجاري، بداية مناسبة؛ لدعم ما نبهنا إليه (مرارًا)، حول أن التحليلات، التى تراعى «المتغيرات» الموجودة على الأرض (من دون الافراط فى التمني، وحسب!)، هى «الأوجب» فى سياق الحفاظ على ما اكتسبته «الدولة المصرية» نفسها، خلال معركتها (ذات البُعد الدولي) مع الجماعة، وتنظيمها.. إذ شهد هذا الشهر العديد من المؤتمرات «التمهيدية» بين الكيانات التابعة لتنظيم الإخوان الدولى فى كلٍ من: أمريكا، وكندا، قبل حلول «المؤتمرات السنوية العامة» لتلك المنظمات مع اقتراب «نهاية العام»، أو «انتصافه».. وهو ما يحدث بسلاسة، ويسر، فى ظل «الإدارة الجمهورية» الحالية (!).. إذ يكفى – على سبيل المثال - مراجعة «جدول مؤتمرات» أكبر «المنظمات الإخوانية» العاملة بالولايات المتحدة، وكندا (ونقصد بذلك: التجمع الإسلامى بأمريكا لشمالية «إسنا»)؛ للتأكد من هذا الأمر (!)
ففيما شرع يوم «الأحد الماضي» (25 فبراير)، فرع التجمع بـ«هيوستن» (Houston)، فى عقد مؤتمره العام؛ كان أن وضع «إسنا» (ISNA) - بشكلٍ عام - اللمسات النهائية لمؤتمره التعليمى السنوى (رقم: 18)؛ استعدادًا لعقده فى 14 إبريل المقبل.. ليتبعه بعد ذلك، بشهرٍ واحد فقط (أي: فى مايو)، مؤتمر التجمع فى «سانت لويس».. ومن اللافت هنا (إلى حد مثير) أن «إسنا» قدّم موعد «مؤتمره العام» (54th Annual ISNA Convention)؛ ليتم عقده (بدلًا من نهاية العام)، ابتداءً من نهاية «يونيو»، ولمدة 4 أيام.. أى أن المؤتمر، سيبدأ فى 30\6 (ذكرى يوم الغضب الجماهيرى الأول، ضد «حكم الجماعة» فى مصر)، وسينتهى فى 3\7 (أى: ذكرى عزل «مرسى»).. إذ سيكون الموضوع الرئيسى المطروح على جدول أعمال المؤتمر (سيتم عقد «المؤتمر» بمركز مؤتمرات «دونالد ستيفنز» فى شيكاغو)، هو: «الأمل»، و«الإرشاد والتوجيه» فى ضوء التعاليم القرآنية.. وذلك؛ استدعاءً لتفاصيل سقوط «حكم التنظيم» فى القاهرة (ربما يعقب هذا الأمر، إصدار عدد من «التوصيات» الجديدة، الخاصة بإخوان أمريكا).
■ ■ ■
لكن.. أيًّا كانت «النتائج»، وأيًّا كانت «التوصيات»؛ فإن «العلاقة» بين التنظيم، و«الحكومات الغربية» (خاصةً: حكومة الولايات المتحدة)، أصبحت أكثر وضوحًا، وتحديدًا.. إذ يمكننا – هنا – استخلاص عدد من الحقائق، التى عرضنا لها، على امتداد 32 حلقة سابقة، بشيءٍ من الإيجاز:
■ عمد «حسن البنا» (المرشد المؤسس لجماعة الإخوان) إلى الخروج بدعوته من نطاق «المحلية» إلى حيز «العالمية»، عبر ركيزتين أساسيتين: الأولى.. الاحتكاك بوفود الحجيج القادمة من شتى بقاع العالم الإسلامى؛ لأداء الفريضة (وهو ما تمخض عنه وضع لائحة «إلزامية» لتنظيم الحج بين أعضائها)، والثانية.. عبر الاهتمام بممارسة «الدعوة الفردية» بين صفوف الوافدين (القادمين من «العالم الإسلامى»؛ للدراسة بالأزهر).. وفى أعقاب تشكل «نواة» (من هؤلاء الوافدين)؛ تطور الأمر إلى تأسيس «قسم خاص» يتبع «المركز العام»؛ ليتولى تلك المهمة.. وأصبح هذا القسم، هو «قسم الاتصال بالعالم الإسلامى» (الاتصال الخارجى).
 • فى الخمسينيات.. بدأت «الولايات المتحدة» فى مد قنوات الاتصال، بشكل «عميق» مع الجماعة، عبر أكثر من حلقة.. وكانت «الحلقة الأولى»، هى سعيد رمضان (صهر البنا، نفسه).. أما «الحلقة الثانية» (وهى حلقة لم تحظ، سوى بعملية رصد «واحدة» - فيما نعلم - قام بها المؤرخ الراحل «د. رءوف عباس»)؛ فكانت عبر المستشار «حسن الهضيبى»، الذى خلف البنا فى موقعه (!).. إذ كان ثمة لقاءات متنوعة بين «السفارة الأمريكية» فى القاهرة، و«الهضيبى» (بحسب وثائق الخارجية الأمريكية، التى اطّلع عليها عباس).
■ أثمرت عملية التعاون بين «الولايات المتحدة» و«صهر البنا» (فى الخارج).. و«السفارة الأمريكية»، و«مرشد الجماعة» (فى الداخل)، عن حدوث نوع من أنواع الدعم للتنظيم عالميًا (إلى جانب «الوسيلتين» اللتين وضعهما البنا: «الحج»، و«لجان الوافدين»).. وكانت تلك التقاربات (خاصة فى ظل توتر العلاقة بين «الجماعة»، و«الضباط الأحرار»)، هى حجر الأساس الذى بُنيت عليه «شبكة التنظيم الدولي» (أوروبيًا، وأمريكيًا)، فيما بعد.. إذ وضعت «اللبنة الأولى» لأغلب «المنظمات» التابعة له، فى نهاية «الخمسينيات»، وبداية «الستينيات».
■ مثّلت «بذرة» المنظمات الإسلامية، التى وضعها «الإخوان» داخل أوروبا، وأمريكا الشمالية، خلال فترة الستينيات، «نواة» حقيقية للنمو، والتكاثر.. إذ سرعان ما بدأت تلك المنظمات، والجمعيات فى «الانشطار» بشكلٍ لافت؛ لبسط سيطرتها على أغلب الروافد «المُغذية» لأفكار أبناء «الجاليات الإسلامية».. وكان لهذا الانتشار، أثره المحفز للمجموعة الصقورية (من أبناء التنظيم الخاص)، فى نهايات «السبعينيات» على جمع جُل تلك التنظيمات، تحت راية «تنظيم دولى واحد».. وذلك لتحقيق 3 أهداف رئيسية:
 ■ إحكام قبضة «إخوان مصر» على «إخوان الخارج».
■ إحياء «الجهاد العسكري» بالتنظيم، مرة أخرى.
 • إعلان «الخلافة الإسلامية» على يد قيادات التنظيم.
■ بحلول «التسعينيات»، تطور العمل داخل التنظيم، بشكلٍ لافت، عبر اجتهادات «إخوان أمريكا» (الفلسطينيين، على وجه الخصوص).. إذ كان من بين تلك التطورات: (استخدام وسائل «التخطيط الاستراتيجي»؛ لوضع برامج التمكين -توجيه التنظيمات القُطرية»؛ لخدمة أهداف التنظيم-العمل «التدريجي»؛ للسيطرة على «مراكز القوى» بالدول العربية والإسلامية -التوظيف «المرحلى» لباقى الحركات الإسلامية، والتحالفات الشكلية مع القوى الوطنية - اتقان «فن الممكن» من الناحية المرحلية، وعدم دخول «الدعوة» فى مواجهات «غير متكافئة» مع خصومها: «المحليين» أو «العالميين» - دعم «الحركات الجهادية» فى العالم الإسلامى بنسب «متفاوتة»
- الاعتماد على أجهزة رصد (استخبارية).. لتغذية التنظيم بالمعلومات عن كل دولة وقطاع-توظيف «القضية الفلسطينية»: سياسيًّا، وجهاديًّا).
■ فى تلك الفترة، أيضًا، كان ثمة تطوران لافتان فى مسار تنظيم الجماعة الدولى.. إذ كان الأول؛ هو الاعتماد على فكرة تأسيس «أجهزة مركزية» (فوق قطرية)، تتبع مكتب الإرشاد الدولى مباشرة، وتشرف على برامج الأقطار المختلفة.. والثاني؛ هو تأسيس برنامج تحليل سياسات واستراتيجيات الإسلام السياسى بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA).. إذ كان لهذا «البرنامج» الدور الأبرز فى التقارب بين «البيت الأبيض»، و«تنظيم الإخوان الدولى» فيما بعد.. فضلًا عن عقد اللقاءات المشتركة بين الطرفن، فى كُلٍّ من: «القاهرة»، و«واشنطن».
■ لم يكن حتى أحداث 11 سبتمبر (أى حتى بداية الألفينيات)  ثمة عوائق أمام عمل «المنظمات الإخوانية» فى كل من: أوروبا، وأمريكا.. ففيما أصبح التنظيم الدولى يحرك نحو 29 منظمة إسلامية داخل «أمريكا الشمالية»؛ كان أن امتدت شبكته فى أوروبا؛ لتشمل حصرًا 30 منظمة دولية و 10 مؤسسات «مركزية»، تهدف- جميعها - للسيطرة على «الجاليات الإسلامية» فى الخارج.. وفى حين نجح «إخوان أمريكا» فى مد جسور التواصل - مبكرًا - مع «البيت الأبيض».. كرر التنظيم الأوروبى فى («لندن» و«برلين» و«باريس») التجربة نفسها.. وبات للتنظيم (بشكل عام) علاقاته الممتدة على مستوى الحكومات، والدول الغربية.. فضلًا عن أجهزتها الاستخبارية.
■ فيما بعد أحداث 11 سبتمبر؛ بدأت «الولايات المتحدة الأمريكية» وحلفاؤها بـ«حلف شمال الأطلسى» (الناتو) فى التمهيد لما عرف بـ«مشروع الشرق الأوسط الكبير».. و«النموذج التركى» كشريك إسلامى متوافق مع القيم الغربية.. وعبر العديد من المشاهدات التالية (وتفكيكًا منا لملامح الصورة القديمة، وإعادة تركيبها فى ضوء المستجدات التى شهدتها المنطقة)؛ توصلنا إلى أنه كان ثمة اتجاه قوى داخل «الحكومة الأمريكية»، منذ بداية الألفينيات (أى: بعد أحداث 11 سبتمبر!)، يدعم فكرة الارتباط بتيار الإسلام السياسى (عالميًا)، قياسًا على «النموذج التركى» (ومنهم الإخوان فى مصر، والعالم العربى).
■ مع وصول «أوباما» للبيت الأبيض؛ بدأت سياسات «الارتباط بتيار الإسلام السياسى»، فى الشرق الأوسط، نيابةً عن الأنظمة القائمة؛ تدخل حيز التنفيذ.. إذ استحدث «أوباما» إدارة الارتباط العالمى (Global Engagement Directorate)؛ لدعم «سياسات الارتباط» على المستويات: الدبلوماسية، و«التنمية الدولية».. إلى جانب الارتباطات المتعلقة بـ«الأمن الأمريكى» (ومنها: الارتباط بتنظيم الإخوان).. إذ وضع مسئولو تلك الإدارة «المستحدثة» الخطوط العريضة لخطاب أوباما فى جامعة القاهرة فى 4 يونيو من العام 2009م.
■ فيما حمل خطاب «جامعة القاهرة» العديد من الرسائل الأمريكية، حول التغيير القادم فى «الشرق الأوسط».. كان من بين المهام الملقاة على عاتق «إدارة الارتباط العالمى»، الترويج للخطاب (من حيث الأصل) على نطاق واسع بين ربوع العالم الإسلامى.. إذ تمّ ذلك، عبر الشركاء «المُستقبلين» للولايات المتحدة بالمنطقة.. تأسيسًا على ثلاثة محاور رئيسية، هى: (أ- فتح حوار موسع حول الشراكة بين «الولايات المتحدة الأمريكية»، و «العالم الإسلامى»؛ اعتمادًا على مراكز التفكير المختلفة- بـ- دعم الدورين: «القطرى»، و«التركى»؛ من أجل تعميق الاتصالات مع «قوى الإسلام السياسى» بالمنطقة- ج - ترسيخ عمليات الاتصال بين «البيت الأبيض» و«إخوان أمريكا» تحت لافتة: «الأمن الداخلى»، والتواصل «بشكل عام» مع المنظمات الإسلامية «العاملة» بالولايات المتحدة؛ من أجل الاستقرار على صيغة من «المفاهيم المشتركة»، حول الإرهاب، وعلاقته بالدين الإسلامى).. وهو ما أعقبه عملية تشبيك «واسعة» (مدعومة أمريكيًّا) بين الإخوان، والفصائل السياسية الأخرى (فى مصر، والعالم العربي).
■ وفيما صدر توجيه أوباما الرئاسى (التوجيه: 11)، قبل ما اصطلح على تسميته بـ«ثورات الربيع العربي» بشهورٍ معدودة؛ لدعم سياسات الارتباط وقوى «الإسلام السياسى» بالمنطقة.. كانت «دوائر التنسيق الإخوانية» مع «الولايات المتحدة الأمريكية»، لا تزال تواصل تحركاتها النشطة؛ لخلق مزيد من التقارب بين التنظيم، و«واشنطن»؛ تمهيدًا لأن تلعب الجماعة «دورها السياسى الأكبر»، منذ تأسيسها فى عشرينيات القرن الماضي.. إذ دارت «دوائر الاتصال» تلك – إجمالًا – حول روافدٍ خمسة، هي: (أ- قنوات الاتصال المباشرة بين «إخوان أمريكا»، وروافد «صُنع القرار» بالبيت الأبيض، بما فى ذلك؛ الروافد: الأمنية، والاستخبارية- ب - قنوات الاتصال المباشرة بين «إخوان مصر»، و«الإدارة الأمريكية»، مثل: مسئولى السفارة الأمريكية، و«السفارات الشريكة لها» بالقاهرة، و«نواب الجماعة»، وبعض الاتصالات الفردية مع قيادات الجماعة - ج - «الدائرة الأوروبية».. وذلك فى سياق «تبادل المعلومات» بين بعض «الحكومات الغربية»، و«واشنطن»؛ اعتمادًا على وجود قنوات اتصال خاصة بين تلك «الحكومات»، وبين «المنظمات» التابعة لـ«اتحاد المنظمات الإسلامية فى أوروبا» -د- دائرة الاتصالات «التركية».. إذ كانت «تركيا» هى الدولة النموذج، فى سياق «برنامج الارتباط» الأمريكى مع قوى «الإسلام السياسي» فى الشرق الأوسط.. كما كانت أكثر الدول «الشرق أوسطية» احتضانًا لاجتماعات تنظيم الجماعة الدولى (فضلًا عن التنسيق معه)، فيما قبل «الانتفاضات» التى شهدها الشارع العربي-هـ- الدائرة «القطرية».. إذ أسهمت «الدوحة» فى تأمين العديد من «الاستضافات» المتبادلة، انطلاقًا من تموضعها بين الطرفين: كـ«دويلة داعمة» لتيار الإسلام السياسى، من جانب.. و«دويلة وظيفية» توجهها الولايات المتحدة الأمريكية، من جانب آخر).
■ تسبب «الدعم الأمريكى» للجماعة فى مصر، فى تمهيد الأرض أمام التنظيم للوصول للحكم بالعام 2012م.. وعبر 365 يومًا قضاها مندوب الجماعة فى قصر الاتحادية (بحسب تقارير سيادية، وأحكام قضائية)، كان أن شهدت تلك الفترة العديد من الاختراقات للأمن القومى المصرى.. وبحسب وثيقة أمريكية (تحصلنا عليها مؤخرًا) كان من بين تلك الاختراقات؛ طلب مباشر من «واشنطن» بمد «مرسى» بفريق «سرى» من الخبراء الغربيين؛ لمساعدته فى هيكلة «وزارة الداخلية» بالطريقة التى يريدها(!)
■ ومع سقوط حكم الجماعة فى مصر؛ كان ثمة 5 سيناريوهات داخلية (أى: داخل التنظيم الدولى)؛ لإعادة هيكلة التنظيم، بما يحمى باقى كياناته من تحمل تداعيات سقوط الجماعة فى القاهرة.. ومن المرجح أن يكون هذا هو ما دفع «اتحاد المنظمات الإسلامية فى أوروبا»، مؤخرًا؛ لإعلان استقلاله عن أى تنظيمات إسلامية أخرى (!).. لكن.. لا يزال «التنظيم»، إلى اللحظة، يُعانى الضربة تلو الأخرى.. ففيما كان ثمة محاولات متنوعة للانقلاب على «القيادات التاريخية للتنظيم» من داخل القاهرة (بدعم من القرضاوي)؛ لم تُرِد العديد من أفرعه «المتداخلة مع الحكومات الغربية» أن تخسر ما جنته على مدار سنوات خلت، بلا أى مقابل.. ومن ثمَّ؛ تبقى فى «النهاية» السيناريوهات (المعدودة)، رهنًا للظروف، والمتغيرات.