السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فيكرام «الوثبة الأولى» لـ«مريم الشريف»

فيكرام «الوثبة الأولى» لـ«مريم الشريف»
فيكرام «الوثبة الأولى» لـ«مريم الشريف»




كتب ـ تامر أفندى

صدر حديثا عن دار «فرست بوك للنشر والتوزيع» رواية فيكرام لـ«مريم الشريف»، والتى صدرت فى 80  صفحة من القطع المتوسط، بدأت بزخم فى الإهداء وكأنها أرادت أن تهدى كل سطر فى روايتها لشخص ما علمها حرفا أو كلمة، سواء أكان هذا الشخص والدها أو حبيبها أو كل رجل شريف ضحى وكافح.. ولم تنس أن تضع فى رصيدها شكرا لمن أثرى ثقافتها، حتى إذا ما مرت السنون وطرحت شجرة الأدب الجديد من الغصون شكروها كما شكرت من سبقوها.
«فيكرام» وثبة سريعة من مريم الشريف لعالم الرواية، وكأنها أرادت بنشرها أن تثبت صحة ما عرضته على غلافها من أن الرواية تتناول كيف يتحول المستحيل إلى حقيقة، طالما أن هناك نية صادقة وعزيمة فى تحقيق اللاممكن، فرط شعور الكاتبة بالأمل طغى على صفحات الرواية وإن لم يكن السرد على مستوى تلك الروح، عقدة الأحداث لدى «الشريف» لم تكن بجديدة لدى القارئ وإن أجادت فى عرضها وحاولت إخفاء ذلك عليها بطلاء الاختلاف فى الديانة، وبذكاء الصحفية ابتعدت عن فخ تجريم حب الطالبة القبطية لأستاذها الشيخ حسن فى رواية تم إنتاجها فيلما ثم منعت لعقود، اختارت «مريم» أو لنقل «مايا» وهى البطلة أن تضرب المثل بشكل مغاير فكان حبيبها «فيكرام» هندوسيا»، وكما لم تكن عقدة الأحداث جديدة، اختارت كذلك السبيل السهل فى حالها والذى يقبل به قارئها المصرى التى تستهدفه دون خلق حالة من الرفض والجدل بداخله، وكأنها أردات أن تكسبه فى أولى محطاتها الإبداعية، الاعتراض كان على ديانة «فيكرام» الذى قاده حبه لاعتناق الإسلام، ودون أن تشعر «مريم» ظلمت بطلها حبيب «مايا» بأنها لم تعطه فرصة ولو سطور للجدال حول معتقده ووضعه على الأقل فى موقف التردد ولو لصفحة واحدة فى الرواية فالعقيدة حب والحب عقيدة، حتى استشعارها بذلك ومحاولة تداركها له فيما بعد بالتأكيد على أن «فيكرام» كان مخلصا فى إسلامه، وأن حبه فى الإسلام تحول من أجل زواجه بفتاة مسلمة إلى حب فعلى للدين، وليس من أجل شئ آخر، لم يكن كافيا لإقناع القارئ، كما لم يكن مقنعا تسميته أبناؤه أحمد وجويرية وجيداء وأحمد دون أن يجعل لكل سنوات عمره الماضية نصيبا ولو فى اسم واحد منهم.
وأخيرا القارئ للرواية سيدرك بعد أن يقلب صفحتها الأخيرة أن الصحفية تغلبت فيها على الروائية، وطوعت اللفظ لصالحها فجاء خاليا من معانيه الدفينة وصوره البلاغية وتعبيراته الفلسفية.\وكانت «مريم» تحتاج إلى جرعات من ذلك تنثرها فى الصفحات ليقف عندها القارئ مليا ليلتقط أنفاسه ويستريح من سرعة سردها وليس أدل على ذلك من عدد الصفحات التى سبق وذكرناه، وفى اعتقادى أن «فيكرام» و«مايا» كان يحتاجان فسحة أكثر من الوقت ولا أدرى لماذا بخلت عليهما «مريم».
وكنا نحن كقراء نحتاج لأن تطول جولتنا مع «فيكرام» فى الهند لنعرف أكثر عن هذا البلد ونتعرف على عادته وتقاليده، لكن لقطة النهاية المبهجة ربما تنسينا تلك الزيارة الخاطفة وتعطينا أمل أن تحقيق أى حلم على أرض الواقع ليس مستحيلا، وأن «مريم» بعد أن خطت خطوتها الأولى فى الرواية ستقف مليا على الثانية لتكون رقما فى المعادلة الأدبية.
الجدير بالذكر أن مريم الشريف صحفية مصرية ولدت فى القاهرة، ودرست فى كلية الآداب قسم إعلام بجامعة عين شمس، واختارت تخصص «صحافة» بالكلية حتى تخرجت عام 2010 بتقدير جيد جدا، ثم حصلت على تمهيدى ماجستير فى الصحافة من ذات الجامعة، وعملت فى عدد من الجرائد حتى التحقت بصحيفة روزاليوسف للعمل بها فى عام 2013، ونشر لها العديد من الحوارات والتحقيقات الصحفية المتميزة.