الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«أزمة معرض الكتاب.. من مدينة نصر إلى التجمع الخامس»

«أزمة معرض الكتاب.. من مدينة نصر إلى التجمع الخامس»
«أزمة معرض الكتاب.. من مدينة نصر إلى التجمع الخامس»




كتبت- مروة مظلوم

فى أحد أزهى عصور الحركة الثقافية فى مصر تزينت القاهرة لتحتفى بعيدها الألفى بانطلاق حدث جديد تشهده المنطقة العربية لأول مرة فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وتحت قيادة علمى الفكر والثقافة فى مصر. ثروت عكاشة وزير الثقافة آنذاك وسهير القلماوى التى عهد إليها عام 1969 بإقامة أول معرض للكتاب فى الشرق الأوسط وثانى أكبر معرض فى العالم بعد معرض فرانكفورت الدولى للكتاب، ويزوره سنويًا نحو 2 مليون شخص.. انتقل معرض الكتاب بين أكثر من موقع حتى انتهى به المطاف إلى أرض المعارض بمدينة نصر وتعهدت الدولة بتوفير وسيلة مواصلات سريعة ورخيصة تضمن انتقال المواطنين إليه فى يسر..
ورغم علم معظم القائمين عليه وأصحاب دور النشر أن الوجود فى تلك الأرض مؤقت حيث لا توجد خدمات أو مبانى تكفل العرض والراحة بشكل لائق بتاريخ المعرض، إلا أن قرار وزير الثقافة، حلمى النمنم، بنقل معرض القاهرة الدولى للكتاب، فى دورته المقبلة، من مكانه الحالى، بأرض المعارض بمدينة نصر إلى أرض جديدة بالتجمع الخامس، آثار سخط العديد من المثقفين المصريين، واعتبره بعضهم بمثابة إعلان وفاة لثانى أهم معرض ثقافى فى العالم.. برغم خروج «النمنم» فيما بعد مندهشا من البلبلة المجتمعية على أمر لم يحسم، والتى أرجع سببها إلى عدم الدقة فى نقل التصريحات، مؤكدا أن الناشرون هم من يتذمرون من الموقع الحالى بسبب الخدمات.. ولو كان سعر الأرض الجديدة عال سيظل المعرض فى مكانه الحالي.. وكان لروزاليوسف جولة لرصد آراء أصحاب دور النشر حول هذه الأزمة.
ويقول عادل المصري، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، عن الأزمة، حتى الآن لم يصدر قرارا بنقل المعرض، كل المتداول عن رد فعل الوزير على طلب رئيس اتحاد الناشرين العرب بتوفير مكان أفضل يليق باسم وتاريخ معرض القاهرة الدولى للكتاب، فكان رد النمنم بأن القوات المسلحة تبنى حاليًا مكان فى التجمع الخامس خلف مسجد المشير كأرض للمعارض، لكن لم يبلغنا قرارا رسميا بنقل معرض القاهرة الدولى للكتاب.
ويوضح المصرى أن الجميع يعلم بأن المقر الحالى للمعرض مؤقتا لأنه غير مجهز، لكن به ميزة لا يمكن إنكارها «المترو»، وهو ما ييسر على جمهور القراء الوصول إلى أرض المعارض، فإذا لم يتوافر فى الموقع الجديد مميزات لجذب الجمهور وعلى رأسها وسيلة مواصلات سهلة بالتشاور والتعاون مع وزارة الثقافة باعتبارها القائم على الحدث، لن ننتقل للموقع الجديد، والمشكلة هنا ليست قاصرة على انتقال الناشرين للموقع الجديد فأى مكان ولو فى الصين سنشد الرحال إليه، لكن المخاوف كلها تنصب على إقبال الجمهور على تلك الخطوة فى الدورة القادمة لمعرض الكتاب بدون ترتيبات وتجهيزات للموقع وتوفير خدمات ووسيلة مواصلات متاحة ورخيصة للجمهور الذى يرتاد المعرض بشكل سنوى طمعًا فى التخفيضات على كتبه المفضلة، وليس من المنطقى أن ينفق مدخراته على المواصلات.
يرى «شريف بكر»، مدير دار العربى للنشر والتوزيع، أنه لم يبلغه أحدا عن نقل معرض الكتاب حتى الآن، سوى ما سمعه فى كلمة حلمى النمنم، وزير الثقافة فى المؤتمر الصحفي، لكن لم يصدر قرارا رسميا بهذا الشأن.
وواصل: «بالطبع جميعنا نحلم بموقع أفضل لمعرض الكتاب وأرض مجهزة وميسرة الخدمات للمواطنين قبل الناشرين ويحفظ لهذا الحدث الجلل قيمته الثقافية كحدث دولى له ثقله وتاريخه، لكن الفكرة طرحت دون دراسة ونقاش لخطة المشروع ونقله إلى موقع جديد العام القادم كان مفاجأة للجميع».
ويؤكد «بكر» على أننا لا بد أن نتعلم من الأخطاء النقل دون دراسة دقيقة لمميزات الموقع الجديد بخدماته، والمشكلات التى يمكن أن تواجه الأطراف المعنية به كناشرين وكمواطنين وماهى الحلول المقترحة لتلك المشكلات، فلا بد من استشارة الناشرين ومناقشتهم فى المشكلات المتوقعة أن يواجهها الجمهور فى حالة النقل، أى مكان جيد وتوفير مواصلات ميسرة مثل «المترو» الذى ينقلهم الآن من أى نقطة فى القاهرة إلى أرض المعارض بجنيه واحد فقط لا غير، لكن القرار المفاجئ والنقل السريع سيؤدى إلى التخبط.
ويضيف بكر أن المفاجأة وقعت على اتحاد الناشرين فى المؤتمر الصحفى كباقى جمهور الحاضرين وهو أمر غير مبشر فى أسلوب الطرح المفاجئ لأنه لم يستند إلى رؤية الناشرين كطرف معنى بهذه الخطوة بوصفهم مستأجرين لأرض المعرض وأنها ليست منحة مجانية من الدولة.
أما «محمد جميل»، مدير دار كيان للنشر والتوزيع، يرى أن الموقع الحالى للمعرض استراتيجى جدًا، معبر للقادمين من الخارج وميسر الانتقال للقادمين من قلب العاصمة من خلال خط المترو الثالث، كما أن الطرق المؤدية إليه حيوية، وخير شاهد على ذلك بالأرقام الحضور السنوى لأرض المعارض من جماهير من شتى بقاع الأرض، والتى منها اكتسب شهرته، وعليه سيكون الانتقال مؤذ جدًا للناشرين والمواطنين.
ويضيف جميل نحن فى انتظار اجتماع اتحاد الناشرين المصريين لمناقشة الأمر والخروج منه بمقترحات نتقدم بها إلى وزارة الثقافة فالقرار بهذا الشأن لا بد أن يكون جماعي.
ويرى «هانى عبد الله»، مدير دار الرواق للنشر والتوزيع، أن النقل خطوة مهمة الجميع يترقبها منذ فترة كبيرة وأسبابه كثيرة، على رأسها أن أرض المعارض بلا مبانى تصلح للعرض، وخدماتها سيئة سواء للجمهور أو للناشرين، فنحن بالفعل نبحث عن الأفضل منذ زمن، لكن اللوم كله على القرار المفاجئ دون طرح الفكرة للنقاش.. لماذا لا يطرح الموضوع للنقاش قبل القرار المفاجئ بالنقل فى الدورة القادمة.. لا بد أن يكون النقل بخطوات مدروسة وليس على هذا النحو المفاجئ لمكان مجهول فى التجمع الخامس، هل ستكون هناك خدمات أفضل!.