الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
"حماس" .. ضيعت الحماس !
كتب

"حماس" .. ضيعت الحماس !




 



كرم جبر روزاليوسف اليومية : 25 - 12 - 2009



أنس الفقي.. متي ينقذ الفضائية المصرية؟
1
- حماس هي نقطة الضعف الكبيرة، هي التي تضيع القضية الفلسطينية وتدفعها إلي المجهول.. وإذا لم يتم التوصل بسرعة إلي تسوية للصراع بينها وبين السلطة الشرعية، فالمستقبل محفوف بالمخاطر.
- حماس لا تريد الاتفاق والمصالحة، لأنه يبدو أن ذلك لا يحقق مصلحتها، وكلما تقدمت خطوة للأمام رجعت خطوتين للخلف، الملفات دائماً مفتوحة، والخلاف الذي يتم الانتهاء منه يعودون دائماً إليه.
- حماس تلعب بأوراق خاسرة، مثل قضية الأسير شاليط، ويراهن البعض علي أنها لن تسلمه لإسرائيل، لأنه بالنسبة لها بوابة للتفاوض والاتصال والاهتمام، وستظل تلعب بهذه الورقة.
2
- حماس اختارت سياسة العناد مع المجتمع الدولي منذ وصولها إلي الحكم حتي الآن، ولعبت علي جميع الحبال إلا حبل مصلحة الشعب الفلسطيني، وارتمت في أحضان طهران ودمشق.. ولكن دون جدوي فلم تتحقق المصالحة لا هنا ولا هناك.
- حماس أفشلت جولات طويلة ومتعددة من المباحثات لتخفيف حدة الحصار والإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين، والتمهيد لعودة مفاوضات التسوية النهائية، فماذا تريد من مصر أن تفعل لها؟
- حماس ضيعت الحماس وضربت بجهود مصر وأطراف عربية أخري عرض الحائط، ونقضت كل الاتفاقات والتفاهمات التي تم التوصل إليها، وآخرها إرجاء التوقيع علي الورقة المصرية للمصالحة حتي يتم الاتفاق علي بعض نقاط الخلاف - من وجهة نظرها - لأن عادة قادتها تغيير رأيهم فور مغادرة غرف التفاوض.
3
- حماس لا تريد أن تتصالح مع فتح، والاثنتان تتصارعان من أجل السلطة الوهمية، التي جعلت الشقيق يقتل شقيقه ويسحله ويسلخ جلد رأسه.. ويفعل فيه ما لم يفعله الأعداء.
- حماس لم يعد في قدرتها إطلاق صواريخ القسام الدخانية التي تشبه الأسلحة الفاسدة، ورغم ذلك فهي تخدع نفسها بخيار المقاومة.. مقاومة من؟ إسرائيل أم شعبها؟
- هل تركب حماس عنادها من أجل شعبها الذي يئن من الحصار.. أم من أجل ضغوط خارجية من دول إقليمية تعبث بالقضية الفلسطينية لتحقيق مصالحها وأطماعها؟
4
- المعادلة تزداد صعوبة، ولا توجد دولة عربية تتحرك أو تبذل جهداً سوي مصر، التي تدرك تماماً خطورة الموقف وتداعياته السيئة علي مستقبل التسوية السلمية إذا لم يتحقق الوفاق في أقرب وقت.
- مصر تفعل ذلك من أجل الشعب الفلسطيني.. ومن أجل حفاظها علي التزامها التاريخي تجاه القضية الفلسطينية.. فلا ذنب للشعب الفلسطيني الصابر الذي يدفع الثمن مرتين.. لإسرائيل وحماس.
- مصر تفعل ذلك -أيضاً -لأن من مصلحتها أن تكون حدودها هادئة وآمنة، ولا تأتيها من الشرق تيارات العنف والإرهاب وتهريب الأسلحة والبشر.. ولن يتحقق ذلك إلا إذا قامت حكومة وطنية قوية في غزة.
5
- إلي متي يمكن أن يستمر هذا الوضع؟.. خلافات فلسطينية وتربص إسرائيلي، لا حرب ولا سلام، لا تسوية ولا فشل.. وإسرائيل هي المستفيد الوحيد من كل ما يحدث.
- الكرة لم تعد في ملعب الفصائل الفلسطينية للوصول إلي ما يطلق عليه البعض "المصالحة المستحيلة"، لأن المصالحة بين الأشقاء الفلسطينيين أصبحت أكثر صعوبة من الصلح مع إسرائيل.
- مصر لا تريد منهم شيئاً إلا أن يتقوا الله في وطنهم وشعبهم الذي يقاسي الأمرين في ظروف بالغة الصعوبة، وأن ترفع القوي الإقليمية أيديها عنهم وتتركهم في حالهم.
6
- موضوع آخر.. الغلابة والفضائيات.. زمان كان المصريون البسطاء يذهبون بشكواهم وهمومهم إلي الإمام الشافعي والسيدة زينب والسيد البدوي.. يشعلون الشموع ويذرفون الدموع ويوشوشون المقام، ويلقون الرسائل علي الضريح.. أملاً في تفريج الكرب والهموم.
- الآن.. أصبح المصريون البسطاء يلجأون إلي الفضائيات وبرامج "التوك شو" واستبدلوا بالأولياء مذيعي تلك البرامج، من "البيت بيتك" و"تسعين دقيقة"، حتي "القاهرة اليوم" و"العاشرة مساءً".
- الفضائيات أصبح سرها ""باتع" أكثر من أولياء الله الصالحين والأضرحة والدجل والخرافات.. والحكومة لا تذهب إلي الأضرحة لاستطلاع مشاكل الناس ولكنها تشاهد مشاكلها هي ومشاكل الناس في البرامج الساخنة كل مساء.
7
- هذا معناه أنه أصبح حتمياً أن يتم تطوير وتحديث الفضائية المصرية لتصبح عملاقة ولها ذراع طويلة، وتستطيع أن "تلم" المشاهدين الذين يتنزهون طوال الليل بين دريم والأوربت والمحور "وأخواتها".
- ليس مطلوباً احتكار المشاهدة والسيطرة علي المشاهدين، ولكن التوازن الذي أصبح مفقوداً.. وليس معقولاً أن يمتلك رجال أعمال ومستثمرون قنوات فضائية ناجحة ولا يمتلك التليفزيون فضائية بنفس القوة والجاذبية.
- الفضائية المصرية حاجة غلبانة وتصعب علي الكافر، والتطوير الهائل الذي أحدثه وزير الإعلام أنس الفقي في الأولي والثانية تحطم علي صخور الفضائية، فمتي ينقذها الوزير حتي لا تصبح مثل البغدادية والشرقية والغربية وطنطا.


E-Mail : [email protected]