الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الطيب: المواطنة مبدأ دستورى طبقه الرسول على أول مجتمع مسلم

الطيب: المواطنة مبدأ دستورى طبقه الرسول على أول مجتمع مسلم
الطيب: المواطنة مبدأ دستورى طبقه الرسول على أول مجتمع مسلم




كتب - صبحى مجاهد


أكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين ، أهمية التعارف والتعاون والتكامل بين ممثلى الأديان وإزالة ما بقى بينهم من توترات لم يعد لها مبرر من أجل نشر قيم ومبادئ الأديان التى تحث على التعاون والتعارف ونبذ العنف وكذلك لتفعيل مفهوم المواطنة كمبدأ دستورى طبقه الرسول (ص) على أول مجتمع مسلم فى دولة المدينة المنورة حيث ساوى بين المهاجرين والأنصار فى الحقوق والواجبات من خلال وثيقة موثقة فى شكل دستور.
وطالب شيخ الأزهر ـ فى كلمته خلال افتتاح أعمال المؤتمر الدولى «الحرية والمواطنة..التنوع والتكامل»، والذى يعقده الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين، المؤسسات الدينية فى الشرق والغرب للتصدى للإسلاموفوبيا تلك الظاهرة الغريبة عن الإسلام والتى يقف وراءها المحرضون على الإرهاب وأعمال العنف ويكتوى بها المسلمون المواطنون فى الدول التى يقيمون بها.
فيما قال البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، إن الفكر المتشدد والمتطرف من أهم التحديات التى تواجه العيش المشترك، مؤكدا أن الفكر المتطرف والإرهاب يعالج بالفكر المستنير.
وأضاف البابا تواضروس - فى كلمته بمؤتمر «الحرية والمواطنة..التنوع والتكامل»، أن مصر مازالت تعانى والمنطقة من الفكر المتطرف الناتج عن الفهم الخاطئ للدين والذى أدى إلى الإرهاب والتطرف الذى يعد أكبر تحديات العيش المشترك.
وأشار البابا ، إلى وجود أنواع مختلفة من الإرهاب منها الإرهاب البدنى متمثل فى القتل والتفجيرات التى تستهدف مؤسسات الوطن وترويع الأبرياء، والإرهاب الفكرى الذى يمثل الاعتداء على الفكر والرأى وتكفير الآخرين وتسفيه الممارسات الدينية المختلفة، وهناك الإرهاب المعنوى والتطرف الفكرى وإلغاء الآخر المختلف عنا، وهو الظلم والتمييز على أساس الدين والعقيدة فى المعاملات اليومية.
واعتبر البابا تواضروس أن هذا التطرف والعنف يرجعان إلى التربية الأحادية القائمة على الرأى الواحد فيكون كل رأى مختلف مع الشخص كافرا ومضللا، بالإضافة إلى الطائفية وغياب ثقافة احترام الآخر، وقال «من يتبع هذا الفكر ينظر فى مرآة لا يرى فيها إلا نفسه ولا يحترم الآخر فى عقيدة أو حرية شخصية».
وأوضح البابا تواضروس أن أحد أسباب التطرف هو الجهل بالآخر، والمقصود بها أن العقلية المتطرفة تخلق لها أعداء من صنع الخيال،واعتبر أن الحل يكمن فى تقديم القيم الدينية بصورة مستنيرة وعصرية، ومعالجة الفكر المتطرف بالفكر المستنير لأنه لا يمكن قتل وجهة نظر أو سجنها ومواجهتها تكون بالفكر، مؤكدا أن الدين حل للمشكلة وليس جزءا منها.
ولفت البابا تواضروس إلى أن «المسيحية جوهرها المحبة وشعارها «الله محبة» وهى صانعة السلام وعلى المحبة نبنى كل أفعالنا»، وأضاف فى مصر وبعد أحداث 14 أغسطس 2014 عاشت الكنيسة هذا الحب وصنعت السلام ووقف الشباب فى الكنائس المحترقة والمدمرة وكتبوا عبارات تقول نحن نحبكم نحن نغفر لكم».
وأكد أنه إذا غاب التنوع عن الإنسان ظهر التطرف، وغاب منهج الحضارى العصرى الذى تنشده كل شعوب الأرض، وأشار إلى أن التنوع ينشئ الحوار والحوار يدور فى دائرة التعارف والعيش المشترك وهناك 3 ثقافات هى الحوار والشجار والجدار (لا يستجيب لأى حوار)، مضيفا: «نحن نشجع ثقافة الحوار الدائمة».
وقال البابا تواضروس: «نريد أن نبنى القيم الإنسانية الجميلة ونريد احترام الأديان ونحتاج العقل المنفتح والمسئولية مقابل لاتكالية والحوار مقابل القمع ونشجع ملكات التفكير مقابل الحفظ والتلقين، هذه الأمور تصب فى مجال الإبداعات الإنسانية كل يوم».
واختتم البابا تواضروس كلمته قائلًا: «إننا فى الوطن الواحد نتمتع بالتعايش والقيم الإنسانية المشتركة على أساس الاحترام المتبادل بين الجميع بما يؤدى للاستقرار والتقدم لحياة أفضل لبلدنا والعالم أجمع».