الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

المستشار عدلى منصور: الجميع شركاء فى الأوطان رغم اختلاف العقيدة

المستشار عدلى منصور: الجميع شركاء فى الأوطان رغم اختلاف العقيدة
المستشار عدلى منصور: الجميع شركاء فى الأوطان رغم اختلاف العقيدة




كتب - صبحى مجاهد


 أكد المستشار عدلى منصور رئيس مصر السابق،  فى الجلسة الختامية  للمؤتمر الدولى «الحرية والمواطنة .. التنوع والتكامل»، الذى عقده الأزهر الشريف  ومجلس حكماء المسلمين تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن الحوار بين المؤسسات الإسلامية والمسيحية فى الشرق على مستوى النخبة يتوجه دوما صوب القضايا المؤثرة فى مستقبل المواطن العربى الذى ينبغى ألا يلعب الدين دورا فى هويته العربية.
  وشدد على أن المفاهيم المغلوطة التى زرعتها جماعات العنف فى أذهان المواطنين، والتى أثرت على ظهور عادات غريبة على القيم الإنسانية والأديان لن تواجه إلا باجتماع المؤسسات  والقيادات الدينية ، موضحا أن الحرية والتنوع تعد قضية مجتمعية و دينية وسياسية عامة يطلع البحث فيها الدين والدولة والمجتمع والفرد وهى أحد العوامل المؤثرة على مستقبل الشرق.
 وأكد  أن الجميع شركاء فى الأوطان، رغم اختلاف العقيدة، وأن الاجتماع لحل المشكلات ينطلق من الإيمان بهذه الشراكة ، مؤكدا أن دعوة الإسلام والمسيحية دعوة سلام ورحمة، ولا ينبغى العبث بالأديان.
  فيما أكد رئيس لبنان العماد ميشيل عون، فى كلمة ألقاها نيابة عنه الوزير بيار فول،  أننا أبناء كنز تاريخ وأرث حضارى لا يقدران بثمن، فنحن أبناء حضارة واحدة فأثرنا فيها وتأثرنا بها ، وقيمة وجودنا، مضيفاً أن الإسلام لم يهجر اليهود من المشرق ولا فى أى بلد عربى فهم هجروا من الغرب ومع ذلك أتوا ليحتلوا أرضنا ويهجروا أهلها وهى فلسطين، كما  أن الإسلام لم يهجر المسيحيين من المنطقة العربية، ولكن الإسرائيليين هم من هجروهم من أرض فلسطين.
 وأضاف أن التهجير الحاصل اليوم على يد الإرهاب يطال المسلمين والمسيحيين معا، وأن ما نمر به اليوم  من إرهاب هو من جراء الفوضى الخلاقة التى أطلقتها كونداليزا رايس.
 وقال رئيس لبنان فى كلمته: «إن  ما يحدث هو محاولة أبلسة الدين الإسلامى وتشويه صورته بنسبه إلى التكفيريين والإرهابيين، مؤكدا أن الإسلام ليس دينا إرهابيا إنما هو دين رحمة، وإن كانت هناك مجموعات إرهابية تستعمل الدين الاسلامى فالإسلام منها براء ومسئوليتى كمسيحى مشرقى عربى أن أدافع عن الإسلام، ومسئولية المسلم المشرقى العربى أن يحمى أخيه المسيحى وأن يحمى وجوده فى المنطقة العربية.
 وشدد على أن المواطن المسيحى لا تكتمل صورته إلا مع المواطن المسلم، مضيفاً أن أى تشويه لأى منها تشويه للآخر، مؤكداً أن تمسك كل منا بالآخر وحماية بعضنا البعض والاعتراف أن الاختلاف ضعف، ونبذ كل أنواع الإرهاب والتكفير الغريبين عن المسيحية والإسلام ، سيجعلنا نفوت الفرصة على العابثين فى الماء العكر، ونحقق مستقبلًا آمنًا، مؤكدا أنه لم يعد لدينا وقت فقد انتظرنا بما فيه الكفاية والانتظار اكثر يعنى تأكل  وجودنا ، وان ننتقل من حالة اليأس إلى الأمل وتحصين بلادنا ضد الإرهاب والتدخل الخارجى.
 فيما أكد رئيس أساقفة كانتربرى جاستن ويلبي، أن صحيفة المدينة كانت مثالا رائعا يحافظ على حق المواطنة فى مجتمع تتعدد فيه الأديان ، مؤكدا أن الدستور المصرى يقر المساواة بين الجميع، والدولة تضمن حرية العقيدة والعبادة .
وأوضح أن العالم يشهد سلبًا لحقوق المواطنة حيث نجد من يعذبون وينتهكون بسبب اعتقاداتهم السياسية أو انتماءاتهم القبلية أو الدينية، وان على القيادات الدينية ان ينادى بتحقيق العدل والمساواة بين البشر لأن فى ذلك تحقيق نداء الله فى المساواة بين البشر ، وعلى رجال الدين إقرار ودعم المواطنة  والمبادرة فى تحقيق ذلك منعا لوقوع انتهاكات، وعليهما أن يوضحوا التعاليم الدينية الصحيحة.
 ولفت إلى أن رجال الدين لا يستطيعون ان يقوموا بدورهم فى إقرار المواطنة دون ان يكونوا على وعى بحق المواطنة وهو ما يتطلب تدريب الأئمة والقساوسة على أهمية المواطنة ومفهومها.
 فيما أكد إعلان الأزهر للمواطنة  والعيش المشترك الذى  تلاه د. أحمد الطيب شيخ الأزهر  فى ختام المؤتمر الدولى «الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل»، أنه استجابة لاحتياجات مجتماعتنا  العربية ومواجهة للتحديات التى يتعرض لها مجتمعاتنا العربية، وانطلاقا من الإرادة الإسلامية المسيحية ورفض التطرف.
 وشدد الإعلان على أن مصطلح  المواطنة هو مصطلح أصيل فى الإسلام وكان دستور المدينة أول من أكد ذلك، وما تلاه من عهود قام بها الرسول ، والتأكيد أن المواطنة ليست حلا مستوردا وإنما هو استدعاء لأول ممارسة إسلامية لنظام الحكم طبقه الرسول فى أول مجتمع إسلامى أسسه وهو مجتمع المدينة ، وهذا المجتمع تضمن على سياسات تقوم على تعددية عرقية ودينية، وهى تعددية لا تقوم إلا على المساواة.
 ولفت إعلان الأزهر،  إلى أن المجتمعات العربية والاسلامية تمتلك تراثا يقوم على التعدد والتنوع والاعتراف المتبادل، وان المسيحيين والمسلمين  أمة واحدة ولكل دينه استنادا إلى دستور المدينة، وان المسئوليات الوطنية مشتركة بين الجميع.
 وقال الإعلان إن تبنى مفاهيم المواطنة والمساواة والحقوق يستلزم بالضرورة ادانة التصرفات التى تتعارض مع المواطنة وتخالف الأديان وتترتب عليها الازدراء والتميز فضلا عن الملاحقة والتهجير والقتل والتى هى تصرفات يرفضها الإسلام.