الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الرى» تدمر أراضى «كفر الشيخ».. ومسئولون: الأزمة فى «الوزارة»

«الرى» تدمر أراضى «كفر الشيخ».. ومسئولون: الأزمة فى «الوزارة»
«الرى» تدمر أراضى «كفر الشيخ».. ومسئولون: الأزمة فى «الوزارة»




كفرالشيخ ـ محمود هيكل


من المخزى أن يكون هناك فشل ومشاكل لا حصر لها فى الوقت الذى نجد فيه المزيد من الإصلاحات فى البنية التحتية والمرافق الخدمية، حيث أصبح المواطنون فى محافظة كفر الشيخ يعانون «الأمرين» بسبب منظومة الصرف الصحى التى باتت تهدد حياتهم وتقلق منامهم لاختلاطها بمياه الرى، الأمر الذى أنعش نسبة الإصابة بالفشل الكلوى، وفساد المحاصيل على خلفية تهالك التربة الزراعية.
لم يكن هذا فحسب، بل إن تقصير المسئولين القائمين على منظومة الصرف الصحى، لم يرحم الحيوانات أيضا، حتى أصبح هذا بالفعل حال معظم مراكز ومدن كفر الشيخ، وظل يعانى المواطن الريفى بصفة عامة، والفلاحين بصفة خاصة من تلوث مياه الرى واختلاطها بمياه الصرف الصحى، ومخلفات الصرف الزراعى التى يضخها مسئولون الرى بالمحافظة فى الترع والمراوى.
«روزاليوسف» تلقت شكاوى واستغاثات من المضارين وتعاملت معها على الفور، حيث انتقلت إلى موقع الأزمة، وتعايشت مع الفلاحين واستمعت إلى شكواهم..
بداية يقول محمد محمود، فلاح: إننا نضطر للتعامل بمياه الرى الملوثة بالصرف الصحى والمخلفات الزراعية التى يضخها المسئولون لنا فى الترع والمراوى، لأنه لا يوجد لدينا بديل غيرها، حيث نقوم برى الأرض الزراعية منها، مؤكدا أنهم تقدموا بالعديد من الاستغاثات للمسئولين لكن «يا قلبى لا تحزن».
ويستنكر على عبدالعال، أحد المتضررين، تقاعس المسئولين فى التدخل لإنهاء الأزمة، منوها إلى أن الكثير منهم يواجه «خراب بيوت مستعجل» بعدما تعرضت الماشية التى يقوم بتربيتها إلى المرض لتناولها المياه المخلوطة بالصرف الصحى، فضلا عن إصابة المواطنين بالأمراض المزمنة وعلى رأسها الفشل الكلوى بعد رى الزراعات منها، فضلا عن تعاملهم معها بشكل مباشر يوميا.
وينوه محمود على، فلاح، إلى أن هناك استياء بين أبناء محافظة كفر الشيخ، بعد تقاعس المسئولين عن حل المشكلة رغم اعترافهم بالأزمة، وعلمهم مدى خطورة اختلاط مياه الرى بالصرف الصحى والمخالفات، لافتا إلى أنهم أصبحوا فريسة سهلة للفيروسات القاتلة والأمراض الوبائية بسبب تلك الكارثة، مطالبا بضرورة التدخل لإنهاء الأزمة والسماع للمقترحات والحلول التى تساعد فى تجنبها أو الحد منها.
إلى ذلك يؤكد الدكتور محمد إبراهيم غازى، مسئول البحوث الزراعية بكفرالشيخ، أن مياه الرى الملوثة بالصرف، لها أضرار كثيرة على التربة الزراعية، منها: زيادة الملوحة التى تؤثر على التربة، فضلا عن قتل البكتريا النافعة للتربة والنباتات، التى تقوم بتحليل التربة.
ويشير غازى إلى أن تلك المياه أيضا تعمل على تحليل بقايا المحصول السابق فى الأرض الزراعية، كما أن هذه المياه الملوثة تساعد على تصحر وتبوير التربة وفقدانها العناصر الغذائية، بل وتؤثر سلبا على ألبان الحيوانات التى يشربون منها بشكل مباشر وتتسبب فى نقصها تماما.
أما على رجب نصار، نقيب الفلاحين بمحافظة كفرالشيخ، فيقول: إن المحافظة تعيش كارثة حقيقية، حيث تعانى بشكل كبير من مياه الصرف الصحى التى يقوم مسئولون بالرى بضخها للفلاحين فى الترع والمراوى، ويضطر الفلاح للتعامل معها لأنه لم يجد سواها أمامه.
ويتابع: إن التعامل معها يؤثر على الإنسان والحيوان والنبات، ويصيبهم جميعا بالأمراض الخطيرة، وطبقا للدور المنوط بنقابة الفلاحين فقد تقدمنا بالعديد من الطلبات للمسئولين، وأيضا تحدثنا كثيرا عن حلول توصلنا إليها، لكن للأسف دون جدوى، كما طالبنا بعمل محطات لتحلية مياه الصرف الصحى، والصرف الزراعى، لإنهاء الكارثة، لكن لا نحصل سوى على وعود من المسئولين فقط.
ويوضح الدكتور حسن الباتع، أستاذ الكبد وعميد كلية الطب البشرى بجامعة كفرالشيخ، أن مياه الصرف الصحى، ومياه مخلفات الصرف الزراعى، التى يتم ضخها فى الترع والمراوى للفلاحين، تحتوى على بويضات الديدان الطفيلية التى تصيب الإنسان بالأمراض الخطيرة، منوها إلى أن بها بعض الكيماويات التى تؤثر بشكل مباشر على العديد من الأجهزة فى جسم الإنسان مثل «المعدة ـ القولون ـ الكبد ـ الجهاز الكلوى».
ويلفت الباتع إلى أن جميع مياه الصرف بكل أنوعها المختلفة تكون محملة بالمعادن الثقيلة، وهذه المعادن تؤثر على صحة كل من يتعامل مع هذه المياه بداية من المخ مرارا بالقلب وانتهاء بالأجهزة المعوية، فضلا عن أن هذه المياه المعروف عنها علميا أنها تحتوى على الفئران كبيرة الحجم التى تسبب مرض «البتوفيرا» وهذا يعد من الأمراض الأكثر خطورة، كما أن كثرة تبول الفئران فى هذه المياه تودى إلى تكثير بخلايا الدم الحمراء لكل من يتعامل معها.
من جانبه قال المهندس سعيد عنيسة، وكيل وزارة الرى بمحافظة كفرالشيخ: إن تلوث مياه الرى ليس لنا تدخل فيه، لأن المحافظة تقع فى نهاية مصب فرع رشيد بشمال الجمهورية، وبالتالى فإن مياه الرى التى تأتى إلينا ملوثة من صرف جميع المحافظات التى تسبقنا.
وأضاف: «إننا نضطر إلى الاستعانة بمياه مخلفات الصرف الزراعى، لأن احتياجات المحافظة من تلك المياه أكثر من الوارد إليها، ناهيك أن المحافظة فى أمس الحاجة إلى محطات تنقية لإعادة تحلية مياه الصرف مرة أخرى، مشيرا إلى أنهم يقومون بضخ مياه مخلفات الصرف الزراعى، لكن بعد التأكد من مطابقتها للشروط والمواصفات القياسية.