الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

105 مزلقانات بالشرقية تهدد بتكرار كارثة «ديروط»





 
 
مزلقانات السكة الحديد بمحافظة الشرقية، تعتبر السبب الرئيسى فى وقوع معظم حوادث القطارات، وحصد أرواح الأبرياء، حيث لم تطالها يد التطوير على مر العصور السابقة، ومازالت معظمها تعمل بأساليب بدائية متدنية، وتعتمد فى تشغيلها على أقل المستويات التعليمية من العنصر البشرى.
 
 
يوجد بمحافظة الشرقية 105 مزلقانات للقطارات، منتشرة بجميع المراكز الإدارية، القليل منها له بوابات حديدية، والبعض يتم غلقه بحبل أو جنزير، عند مرور القطار، والكثير يكون مفتوحا باستمرار، ولا شىء يغلقه، وهو ما يعرض حياة الكثيرين للخطر الدائم والداهم، وينذر بتكرار كارثة "ديروط".
 
 
يقول "إبراهيم مرسى" موظف من الزقازيق، أن مزلقان "أبوعميرة" يمثل فى رأيه أكثر المزلقانات خطورة، وقد تسبب فى مصرع العديد من الرجال والسيدات والشباب والفتيات، الذين صدمتهم القطارات وحولتهم إلى أشلاء.
 
ويوضح أنه لا توجد به بوابة حديدية يتم غلقها أثناء عبور القطار، وكذلك فليس به جرس إنذار، أو أى وسيلة من وسائل الأمان، على الرغم من أنه يربط شطرى مدينة الزقازيق الشرقى والغربى، ويعبره يوميا أكثر من 50 ألف مواطن ذهابا وعودة، وكثيرا ما يتكرر انتظار المواطنين بين شريطى السكة الحديد بالمزلقان، لعبور القطار، اعتقادا أنه قادم من جهة ويفاجأون بقدومه من الاتجاه المعاكس، وهنا تحدث الكارثة.
 
 
ويضيف أن الأخطر من ذلك أن الباعة الجائلين قد افترشوا المنطقة بين الشريطين، واحتلوها بالكامل، حتى أنه يصعب المرور بينهما من كثرة زحامهم، ويحدث أن يتكالب الناس عليهم لشراء بضائعهم، ويتصادف مرور القطارات مما ينتج عنه الكثير من الحوادث، مطالبا الأجهزة الحكومية بضرورة تطوير هذا المزلقان وإخلائه من الباعة الجائلين وتركيب بوابات دائمة وأجراس إنذار له، وتعيين عاملين على مستوى عال من الكفاءة لتشغيله، حفاظا على أرواح المواطنين.
 
 
ويشير "محمود عبد الكريم" مزارع من قرية "الجديدة" مركز منيا القمح، أنه على الرغم من أن مزلقان قريتهم توجد عليه بوابات حديدية يتم غلقها وقت عبور القطار، إلا أن المشكلة تكمن فى عدم انتظام مواعيد القطارات، و عدم تحديث وسائل الاتصال مع عامل البلوك، وهو ما ينذر بإمكانية وقوع حوادث، وفى بعض الأحيان يظل المزلقان مغلقا لفترة طويلة، ويضطر المواطنون السكة الحديد من أماكن غير معدة لعبور المشاة، وقد نتج عن ذلك مصرع الكثيرين تحت عجلات القطارات، وآخرهم طالبتان بالمعهد الأزهرى.
 
 
ويقول "محمد عصمت" طالب من "أبوحماد"، إن المدينة يوجد بها مزلقانان، يعملان يدويا ولا يغلقهما سوى جنزير، يقوم العامل المسئول عن كل منها بشدة عند مرور القطار، كما أن بلوك المزلقان الرئيسى بالمدينة يستخدم عامله سخان رغم أن البلوك مصنوع من الخشب، وقد احتل الباعة الجائلون شريط السكة الحديد لكسب لقمة العيش، وهو ما يعرض حياتهم والمواطنون للخطر.
 
 
ويطالب "عصمت" بتطوير المزلقانين وتركيب بوابات حديدية وأجراس إنذار لهما، مع الحرص على إنشاء دورة مياه بالقرب منهما، حتى لا يضطر العامل لترك المزلقان والذهاب بعيدا، لأن هذا قد تترتب عليه حوادث خطيرة من الممكن أن تقع فى ثوان معدودة.
 
 
وفى مدخل مدينة فاقوس يقع مزلقان "كفر الحوت" والذى يصفه "أحمد شحاتة" موظف، بأنه من أهم مزلقانات المركز ورغم أن له بوابات حديدية، فقد وقعت عليه فاجعة كبرى منذ سنوات قليلة، حيث تركه العامل وذهب لشراء الخبز، فعبرت سيارة نقل على متنها 10 أطفال شريط السكة الحديد، حال مرور القطار، فصدمها ولقوا حتفهم جميعا، وذلك لعدم وجود أجراس تنبه الناس بقدوم القطارات.
 
 
ويستنكر شحاته عدم احداث اى تطوير رغم هذه الحادثة المروعة فمازالت جميع مزلقانات مركز فاقوس، تعمل بدون أجراس وبعضها ليس له بوابات، وكأننا فى انتظار كارثة جديدة، مطالبا المسئولين بالإسراع فى تطويرها، والحفاظ على أرواح المواطنين الأبرياء.
 
 
من جانبه، أكد المهندس "محمد عرفة" رئيس فرع هيئة السكة الحديد بالشرقية، أنه تم البدء فى تنفيذ خطة لتطوير كافة المزلقانات بدائرة المحافظة وعددها 105 مزلقانات، وبدأنا بعدد 25 مزلقانا الأكثر أهمية وخطورة، والتى كانت تفتقر لوسائل الأمان اللازمة، وسيتم إدراج 80 مزلقانا الباقية فى خطة التطوير تباعا، مشيرا إلى أن هناك بعض المعوقات التى تعطل عملية التطوير، وتتعلق بالتنسيق مع الأجهزة المحلية وتوسعة الطرق وغير ذلك.
 
 
ومن جهته، قرر المستشار "حسن النجار" محافظ الشرقية، تشكيل لجنة فنية، وتكليفها بمعاينة كافة المزلقانات الموجودة بالمحافظة، بالتعاون مع رؤساء المراكز والمدن، وتقديم تقرير له، حول احتياجات ومتطلبات تطوير كل منها، لرفعه لهيئة السكة الحديد، لتوفير الإمكانيات اللازمة لذلك والبدء فى التنفيذ فورا، منعا من تكرار الحوادث وحرصا على أرواح ودماء أبناء الشرقية فى كل مكان.