الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

5300 وحدة سكنية تحت الحصار فى «بياض العرب»

5300 وحدة سكنية تحت الحصار فى «بياض العرب»
5300 وحدة سكنية تحت الحصار فى «بياض العرب»




بنى سويف - مصطفى عرفة


«5300» وحدة سكنية كاملة التشطيب، تقع بجوار منطقة بياض العرب الصناعية شرق النيل ببنى سويف، تصل قيمتها إلى مليار جنيه، تسكنها الأشباح، رغم أن حاجزيها حصلوا عليها ضمن القرعة العلنية التى قاموا خلالها بسداد مقدمات التمليك منذ 5 سنوات، إلا أنهم لم يتسلموها بعد أن اكتشفوا خطورة موقعها.
وتلك الخطورة ترجع إلى أن المنطقة مهددة بالغرق فى مياه الصرف الصحى نتيجة الخطأ الفنى الذى تعانى منه محطة الصرف الصحى والصناعى، التى تمت إقامتها فى منطقة مرتفعة، فضلا عن إلحاق صرف قرى شرق النيل جميعها على المحطة، ما تسبب فى غرق المنطقة أكثر من مرة، ناهيك أن تلك الوحدات تقع فى مرمى مزرعة تربية وتسمين الرومى الملوثة للبيئة.
«منه لله اللى اختار المنطقة دى لبناء وحدات سكنية» هذا ما بادرنى به عبدالله محمد زكى، بالمعاش، موضحا أنه فى عام 2008 شهد مشروع إسكان المعزول «مبارك» تعثرا فى بنى سويف، ما دفع المحافظ الأسبق وقيادات الحزب الوطنى والمجلس الشعبى المحلى المنحلين إلى المطالبة بإنشاء أكبر قدر ممكن من الوحدات السكنية بأى طريقة، ونتيجة للعشوائية تم اختيار منطقة محيط منطقة بياض العرب الصناعية الواعدة آنذاك تحديدا لإقامة الوحدات لتفادى إقامة مشروعات خدمية وتعليمية تشجع الأهالى على السكن بها.
ويلفت محمود محمد عبدالعظيم، مهندس مدنى، إلى أن صاحب بناء تلك الوحدات قام بحملة إعلانية وترويجية ضخمة ما دفع الآلاف إلى التقدم للفوز بوحدة سكنية، خاصة بعد اندلاع الثورة واتجاه الدولة لبناء مليون وحدة سكنية، وبالفعل أجريت قرعة علنية بين المتقدمين وتم تخصص الشقق للمتقدمين وقاموا بدفع قيمة المقدم «5 آلاف جنيه» على أمل أن يدفعوا باقى شروط التعاقد إلى أن تم اكتشاف الكارثة.
ويوضح عبده هاشم مسعود، مقاول، أن الوحدات تقع فى منطقة يطلق عليها «منطقة خطرة» نتيجة لوقوعها فى محيط منطقة بياض العرب الصناعية، التى تعرضت للغرق أكثر من مرة نتيجة أن محطة الصرف الصحى وأحواض تجميع المدينة الصناعية تقع فى منطقة مرتفعة عن الأراضي، الأمر الذى يسهل تسرب تلك المياه إليها وأثر على الأساسات ليس فى تلك الوحدات فقط، لكن فى جميع أنحاء المدينة وغرقها وغرق الطريق الصحراوى الشرقى القديم أكثر من مرة.
بخوف شديد يقول محمد محمد عبدالعال، أعمال حرة: «بنى سويف كلها جديدة وقديمة فى انتظار الكارثة التى ستقضى على الأخضر واليابس نتيجة غرق محطة محولات الكهرباء الرئيسية، وكل محافظ يوعدنا بأن إنهاء مشكلة الصرف الصحى والصناعى لشرق النيل على رأس أولوياتى وبنسمع الكلام ده من 10 سنين وكل يوم المشكلة بتتفاقم، منوها إلى أنه حال وقوع الكارثة ستجد القنوات الفضائية تبث ليلًا نهارًا الجهود الحكومية التى ستبذل لاحتواء الأزمة من خلال توزيع البطاطين والخيام والمواد الغذائية على المنكوبين».
وتضيف إحدى المعلمات التى فضلت عدم ذكر اسمها: لقد ضاع حلمى فى توفير وحدة سكنية تأوى أطفالى بعد وفاة زوجى واشتعال الخلافات الأسرية مع شقيقه، فبعد أن قمت بسداد مقدم التعاقد انتظرت 5 سنوات على أمل الاستلام، وعلمت أن الوحدات مهددة بالغرق فى مياه الصرف الصحى، ناهيك عن أنها تقع على مسافة اقل من 200 متر من محطة تربية وتسمين الرومى ومحطة السادات لإنتاج البيض ومصنع العلف، وكلها ملوثة للبيئة.
أما أحمد متولى، مهندس، ففجر مفاجأة بقوله: «شركة المياه تقوم بقطع المياه نهائيا عن المنطقة بالساعات وتقلل الضغط ساعات أخرى، وذلك كله فى محاولة منها للسيطرة على تدفق المياه من الأحواض الممتلئة دائما».
من جانبه يعترف رجب محمد، مدير منطقة بياض العرب الصناعية، بأن مشكلة الصرف الصحى والصناعى تعد المشكلة الرئيسية نحو انطلاق مدينة بنى سويف الجديدة نحو التنمية والاستثمار، مؤكدا أن شركة المياه رفضت توصيل المياه لـ27 مشروعا استثماريا جديدا.
وأشار إلى أن شريف حبيب، محافظ بنى سويف، التقى مسئولى أحد المكاتب الاستشارية الشهيرة والرائدة فى هذا المجال وأُسند إليها تقديم التصميمات والاستشارات الفنية والحلول المقترحة العاجلة المتوسطة والآجلة لحل مشكلة الصرف، وتم إسناد أعمال إصلاح منظومة الصرف بالمنطقة لإحدى الجهات أو الشركات الكبرى المتخصصة بتكلفة 44 مليون جنيه فقط، ونحن فى انتظار وصول الاعتمادات المالية للبدء فى التنفيذ.
بينما اقترح الدكتور مكرم عبيد الله، مدير عام المشروعات الإنتاجية بمحافظة بنى سويف، نقل تلك المشروعات الملوثة للبيئة خارج الحيز العمرانى لمدينة بنى سويف الجديدة واستغلال تلك المساحة الهائلة من الأرض «65» فدانا تقع على النيل وعلى الطريق الصحراوى الشرقى مباشرة ويبلغ سعر المتر فيها 25 ألف جنيه، ما يوفر لموازنة الدولة 5 مليارات جنيه على الأقل نستطيع من خلالها إقامة أكبر وأحدث مشروع إنتاجى لتوفير البيض والدواجن فى مصر بقيمة لا تزيد على 150 مليون جنيه.
داخل مبنى جهاز مدينة بنى سويف الجديدة، اكتفى جمال معوض، مدير عام العلاقات العامة بقوله: 5300 وحدة سكنية كاملة التشطيب على مساحة 100 فدان غير مستغلة، وقد تم تخصيصها للمنتفعين عن طريق القرعة العلنية وقاموا بدفع المقدمات منذ عدة سنوات، قائلا: «وعلى حد علمى أن هناك مشكلة فى الصرف الصحى وأيضا فى التمويل العقارى»، آملا أن تحل هذه المشكلة ويتم تسليم الشقق لإنقاذ مليار جنيه استثمارات.