السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حقيقة 10 لوحات شكك فيها «النقاد»

حقيقة 10 لوحات شكك فيها «النقاد»
حقيقة 10 لوحات شكك فيها «النقاد»




كتبت- سوزى شكرى

 

فى حلقة الأمس نشرنا مفاجآت وأسرارًا تنشر لأول مرة عن «كتالوج محمود سعيد» قبل تدشينه، واليوم نستكمل استطلاعنا وقراءتنا للكتالوج، فقد نوهنا فى الجزء الأول من التقرير الصحفى عن أهمية الكتالوج كتوثيق أرشيفى فى تصحيح المعلومات المغلوطة التى تناقلت فى العديد من الكتب والمقالات والرسائل العلمية، ولكننا نتساءل بعد طرح الكتالوج ما هو وضع أى عمل فنى جديداً يعرض للبيع سواء فى مزاد علنى أو بيع للأفراد وغير موجود بالكتالوج المسبب، وهل بعد عرضه على لجان فنية متخصصة تم التأكد من أصالته وليس له وثيقة أرشيفية، هل يعد عملا فنياً موثق!.
استبعد النقاد والمتخصصون أن يكون الفنان محمود سعيد أو غيره من جيل الرواد رسم اللوحة مرتين، وكتب النقاد العديد من المقالات تحمل تشكيكًا بدون اثبات أنهم على صواب، ومن النقاد من نسب أعمال إلى الفنان محمود سعيد دون أن يكون له علاقة به، مع الآسف لأننا لانملك كتالوجًا موثقًا ومتاحًا للجميع، فقد اعتمدنا فى تقييمنا على مصدر واحد هو المقالات ومنحنا المقالات مصداقية!!، وهذا ما أوقعنا فى فخ التشكيك بدون أرشيف، وهذا ما حدث مع اللوحات الشهيرة للفنان محمود سعيد، والتى أصابها تشويش ومغالطات توثيقية، سوف نسرد بعضها بحسب ما جاء فى الكتالوج.
■ لوحات رسمت مرتين موثقة وموقعة
حسم الكتالوج الجدل بالتوثيق فيما يخص أمرين  فى غاية الأهمية والخطورة وهى اولاً: لوحات كاملة رسمها  الفنان مرتين وموثقة أرشيفيا، ثانيا: اكتشاف العديد من اللوحات التحضيرية الورقية والزيتية، رسمها الفنان كمراحل للعمل قبل اللوحة النهائية، وهذا يفسر لنا ظهور لوحات أخرى لنفس الأعمال، ولكنها مجرد لوحات  تحضيرية غير منتهية.
■ «بنات بحرى»
«بنات بحرى» على سبيل المثال من اللوحات المشهورة  التى ذكر الكتالوج أن الفنان رسمها مرتين برصد خط سيرها وتوثيقها، الأولى معارة من متحف الفن الحديث بالأوبرا إلى وزارة الخارجية، اللوحة الثانية وتحمل نفس الاسم رسمها محمود سعيد عام 1948 وأهداها إلى عائلة المرحوم «عزيز عماد ونايف عماد» ومنهم إلى ابنته «مرثا عزيز عماد» منها إلى جاليرى سفر خان ثم  بيعت للمقتنى الحإلى وهو رجل أعمال شهير، واللوحة الثانية موثقة بجوابات قديمة لدى عائلة ورثة أسرة محمود سعيد.
■ «ميناء بيروت»
ولوحة «ميناء بيروت» رسمها الفنان عام 1953 ومن مقتنيات متحف محمود سعيد بالإسكندرية، واللوحة الثانية رسمها عام 1954 كانت ملك للسيدة نادية محمود سعيد ثم إلى مجموعة خاصة ثم بيعت فى مزاد كريستيز عام 2012 وحاليا ملك «مؤسسة دلول الثقافية ببيروت».  
■ « بعد المطر فى لبنان»
لوحة «بعد المطر فى لبنان» اللوحة الاولى من مقتنيات بمتحف محمود سعيد بالإسكندرية، اللوحة الثانية كانت من مقتنيات أسرة الوزير الأسبق ثروت عكاشة وبيعت بالمزاد كريستيز فى اكتوبر 2014. وحاليا فى مجموعة خاصة.  
■ «ذات العيون الخضراء» ..وخطأ النقاد   
 أما لوحة «ذات العيون الخضراء» والتى استعبد النقاد تماما أن يكون الفنان محمود سعيد رسمها مرتين، وكان قد كتب الناقد والفنان الراحل أحمد فؤاد سليم فى مقالة بعنوان «أين ذهبت حاملة الجرة لمحمود سعيد»، قد رفض «سليم»  تصديق أن محمود سعيد رسم نسخة ثانية وقال: «النسخة الثانية ضعيفة المستوى وركاكة فى التلوين وبها أخطاء لا يقع فيها محمود سعيد» واتهم قاعة مزاد كريستز بانها تبيع لوحة مشكوك فيها.
حين عرضت اللوحة  للبيع فى مزا كريستز فى أكتوبر 2007  أوقف  الفنان الراحل محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية الأسبق البيع لحين التأكد هل اللوحة هى  من مقتنيات متحف الفن الحديث، بذلك حجزت اللوحة فى الانتربول لمدة خمس سنوات.
 قد حسم الكتالوج هذا التشويش حول وجود اللوحة الثانية من لوحة «ذات العيون الخضراء» أن محمود سعيد عمل نسخة ثانية، اللوحة الأولى من «ذات العيون الخضراء» رسمت عام 1931 على خشب مقاس 40 فى 60 سم، من ضمن مقتنيات متحف الفن الحديث منذ عام 1935 ثم أعيرت فى 15 مايو 1950  إلى مقر السفارة المصرية فى واشنطن ، أما اللوحة الثانية تبين انها  REPLIC  فقد كشف الكتالوج خط سير اللوحة الثانية وتبين ان محمود سعيد قد أهداها  بنفسه عام 1932 إلى «شارل تيراس» ومنها إلى المقتنى الحالى، و«تيراس» هو مؤسس متحف الفن المصرى الحديث فى فبراير بالأوبرا عام 1931،  وكان أول من أصدر أول دليل للمتحف عام 1935 ونشر بدليل المتحف مقتنيات المتحف من الفنانين، ورغم التأكد من أصالة اللوحة الثانية إلا أنها مازالت حبيسة لدى المقتنى  الحالى، وأيضا وثقها الكتالوج من مرجعية مهمة هى «جريدة الأسبوع المصرى» الذى صدر عام 1939 بعدد تذكارى عن أعمال محمود سعيد ذكر فيها أن محمود سعيد أهداها إلى «شارل تيراس».
■ «الفتاة بالفستان الوردى»
لوحة «الفتاة بالفستان الوردى» زيت على بورد عام 1929موقعة اسفل على اليمين كان قد شكك فى مصدرها، فحين أصدرت قاعة سفر خان كتالوج خاص لمقتنيات القاعة الذى صدر من الجامعة الأمريكية، رفض البعض التصديق، إلا أن الكتالوج أثبت أنها موقعة من محمود سعيد، وتتبع خط سيرها اللوحة تبين أنها كانت ملك أسرة ورثة الفنان محمود سعيد لعام  1938 ثم انتقلت عام 1951إلى أسرة يوسف باشا ذو الفقار ثم إلى «أوليفا» بالقاهرة، ومنها إلى المالك الحإلى السيدة شيرويت شافعى.
■ «ذات الجدائل الذهبية»
أما لوحة «ذات الجدائل الذهبية» التى أيضا أصابها العديد من الاتهامات اكد الكتالوج بالوثائق التى قطعت الشك باليقين انها لم تكن يوما ملك متاحف الدولة، وبتتبع خط سير اللوحة كما فى الكتالوج انتقلت ملكيتها من الفنان محمود سعيد إلى خالة أحمد باشا مظلوم، ثم إلى زوجته السيدة «هدايت هانم رياض»، ثم إلى فضل اللة مرزا، ثم إلى المهندس يحيى زكريا ومنه إلى زوجتة «جنان» ثم إلى مجموعة خاصة، والآن موجودة فى متحف الفن المصرى الحديث بقطر.
■ «لوحة المدينة»
كشف الكتالوج وينشر لأول مرة اللوحات التحضيرية النادرة للاشهر لوحات محمود سعيد والتى تعد عمل فنى منفصل له أهميته،  بعضها أعمال تحضيرية بالألوان الزيتية، وبعضها أعمال تحضيرية على ورق، وهذا يؤكد لنا  ان جيل الرواد يرسم استكشات بل لوحات ويعتبرها تحضيرية، من بينهم وجود لوحتين تحضيرتين بالألوان الزيتية لوحة «المدينة»، اللوحة الأولى التحضيرية للوحة «المدينة» موجودة لدى مقر اقامة سفير مصر فى «استكتهولم»، وتم تصويرها بمعرفة السيدة «ياسمين ضرغام»، وموقعة من محمود سعيد، وأن محمود سعيد قد اهدها للسفارة اثناء فترة زيارته لستكهولم.
 أما اللوحة الثانية «المدينة»   التحضيرية الزيتية مسجلة أنها من ضمن مقتنيات متحف محمود خليل ومخزونه حاليا فى متحف الحزيرة المغلق، بالإضافة إلى لوحة «المدينة» المنتهة والكاملة الموجودة فى متحف الفن الجديث بالأوبرا.
■ «مدافن باكوس-إسكندرية»
وأيضا العمل التحضيرى  للوحة «مدافن باكوس - إسكندرية» وهو ملك زوج شقيق يوسف باشا ذو الفقار والذى سوف يعرض فى مزاد كريستيز مارس الجارى، وهنا يجب الإشارة إلى أن العمل المتكامل لنفس اللوحة من مقتنيات متحف الفن الحديث بالأوبرا، والذى تعرض لمحاولة السرقة فى يناير الماضى ومازال التحقيق مستمر حولها.
■ «لوحة العائلة»
ومن الأعمال التحضيرية ومفاجآت الكتالوج لوحة «العائلة» وثقت بالكتالوج إنها معارة من متحف الفن الحديث بالأوبرا إلى مقر مجلس الوزراء بالقاهرة، بحسب ما ذكر بالكتالوج، كشف الكتالوج أن لها سبعة اسكتشات على ورق من زوايا مختلفة لعناصر اللوحة، بالاضافة إلى عمل تحضيرية مرسوم بالألوان الزيتية، وبهذا يصبح إجمالى الأعمال التحضيرية للوحة «العائلة» ثمانية، بالإضافة إلى العمل المتكامل والمعار بمجلس الوزراء.
■ «قبرص بعد العاصفة»
أما لوحة «قبرص بعد العاصفة» ليس لها عمل تحضيرى، وغير موثق أنها رسمت مرتين، ولكن بتتبع خط سيرها وجد أنه قد تمت إعارتها من متحف الفن الحديث بالأوبرا  إلى معرض فى أوروجواى وعادت إلى مقر وفد مصر فى الأمم المتحدة عام 1960 ثم  توقف خط سير اللوحة عند ذلك .. وهنا نذكر بأنه قد سبق لنا فى روزاليوسف نشر بلاغ إلى النائب العام والذى قدمه الباحث ياسر عمر أمين والذى كشف وجود لوحة «قبرص بعد العاصفة «على موقع موسوعة متحف الفن الحديث والعالم العربى بقطر وهو ما يدعو للتعجب والاستغراب.. فهل لوحة المتحف القطرى هى لوحتنا الضائعة؟! وهو ما ننتظر رد المسئولين عنه.