الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الطعام أم الأنفاق؟
كتب

الطعام أم الأنفاق؟




 


  كرم جبر روزاليوسف اليومية : 30 - 12 - 2009


لن يعجبهم شيء إلا استمرار الفوضي
1
- ماذا تريد حماس بالضبط؟ الأنفاق أم الغذاء؟ وهل تنصب المطالب علي ضرورة توفير الغذاء والسلع التموينية لأهالي غزة.. أم الاصرار علي الأنفاق حتي لو لم تكن هناك أزمة غذاء أو حالات إنسانية؟
- الذي نفهمه أن الأنفاق ليست هدفاً في حد ذاته، ولكنها وسيلة لتخفيف الحصار وتقليل حدة المعاناة.. فإذا وصل الغذاء إلي أهالي غزة بطريقة مضمونة فهل يكون للأنفاق مبرر؟
- لم نسمع أن الأنفاق تم استخدامها لإنقاذ المرضي والعالقين، فهؤلاء يتم مرورهم عبر منفذ رفح، الذي تحرص السلطات المصرية علي فتحه في أوقات زمنية متقاربة إنقاذاً للمرضي والحالات الإنسانية.
2
- علينا أن نعترف - أولاً - بأن الأنفاق وضع شاذ وغريب وغير موجود في أي منطقة في العالم، ولم نشهده أو نسمع عنه إلا في الحرب العالمية الثانية للهروب من السجون والمعتقلات.
- الأفلام السينمائية تحولت إلي تجربة عملية علي الحدود بين مصر وقطاع غزة، ورغم عدم شرعية هذا العمل، إلا أن الغريب هو أن بعض الأشخاص يدافعون عنه ويجدون له المبررات.
- نعود ونؤكد أن المشكلة هي الطعام وليست الأنفاق، وإذا تم التوصل إلي آلية لوصول الغذاء إلي أهالي غزة بطريقة آمنة، فلا داعي أبداً لهذه الأنفاق.
3
- لا نضيف جديداً إذا قلنا إن بيزنس الأنفاق أصبح يحقق ثروات هائلة للمهربين من الجانبين، وأن بعض المحلات في غزة تبيع آلات صغيرة لحفر الأنفاق تعمل بالكهرباء أو المازوت.
- ولا نضيف جديداً إذا قلنا إن هذه الأنفاق تستخدم في تهريب المخدرات والأسلحة والبشر، ويمكن تهريب المحكوم عليهم بين الجانبين، وغيرها من الجرائم الأخري.
- الجديد هو أن يتمسك البعض بهذه الأنفاق وكأنها فريضة جهاد وعمل من أعمال البطولة، وكأن مصر التي تحاول تأمين حدودها ترتكب جريمة كبري.
4
- ليس صحيحاً بالمرة أن الإنشاءات المصرية علي الحدود هي التي تشدد الحصار علي أهالي غزة.. فلو تم التوصل إلي اتفاق بين الفصائل الفلسطينية حول المعبر فسوف يظل مفتوحاً طوال اليوم.
- مصر لا تمانع أبداً في مد شريان تجاري من وإلي غزة عن طريق المنفذ، ولا يضيرها دخول المرضي والحالات الإنسانية بشكل قانوني أو لمن يحملون تأشيرات الدخول، فهذا هو الوضع الطبيعي.
- ولا يضيرها أن تدخل المعونات والمساعدات والقوافل إلي غزة عبر مصر، ولكن باتباع النظم والإجراءات التي تحافظ علي الأمن في سيناء، وتيسر في نفس الوقت الحياة علي سكان غزة.
5
- أين المشكلة إذن؟ ولماذا تثار الضجة المفتعلة؟.. الإجابة: لأن هناك من يريد استمرار الفوضي، ويتربص بمصر إزاء أي إجراء تقوم به سواء تركت الأنفاق أو أغلقتها.
- لأن حماس لاتريد المصالحة مع فتح، ولاتريد الاتفاق معها حول خطة الإعمار وضاعت في الهواء خمسة مليارات دولار خصصها المجتمع الدولي لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني.
- ولأن المطامع الشخصية والأجندات الخارجية تغلبت علي مصلحة الشعب الفلسطيني، وحقه في حياة كريمة، بعيداً عن الشعارات والمزايدات والخطابات الإعلامية الجوفاء.
6
- الذين يشددون الحصار علي الشعب الفلسطيني هم أولئك الذين يفسدون المصالحة، ويعرقلون التوصل إلي تسوية سلمية بين الأشقاء أولاً، قبل التفاوض مع إسرائيل.
- الذين يشددون الحصار هم أولئك الذين يتلقون تعليمات من إيران صاحبة الأطماع الإقليمية في المنطقة، وإيران تكمن مصالحها في استمرار التوتر في المنطقة لتثبت للغرب أن لها ذراعاً طويلة.
- الفرصة تضيع وراء الفرصة، والوقت أصبح فعلاً كالسيف فوق رقبة القضية الفلسطينية، والفلسطينيون مستغرقون في خلافاتهم الداخلية، ونسوا أن العدو هو إسرائيل.
7
- قولوا لنا هل توجد دولة واحدة علي مستوي العالم يمكن أن تقبل أن تكون حدودها مستباحة لعصابات التهريب؟.. دون أن تتخذ الإجراءات الكفيلة بحماية أمنها واستقرارها، وتأمين حدودها.
- أمن هذا البلد أولاً وأخيراً وقبل كل شيء، لأن الأنفاق لن تحرر فلسطين ولن تعلن قيام الدولة ولن تخفف المعاناة، ولكنها مجرد تكئة يريدون بها الهجوم علي مصر.
- لن يعجبهم شيء ولن يرضيهم شيء، حتي لو أصبحت الحدود كلها نفقاً كبيراً، لأنهم يخلطون الأوراق ويزيفون الحقائق ويضللون الرأي العام.. وأمن هذا البلد لايجب أن يدخل هذا المزاد.


E-Mail : [email protected]