السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

اللواء علاء أبوزيد محافظ مطروح فى حوار شامل مع «روزاليوسف»: المفاعل النووى قاطرة التنمية الشاملة فى مصر

اللواء علاء أبوزيد محافظ مطروح فى حوار شامل مع «روزاليوسف»: المفاعل النووى قاطرة التنمية الشاملة فى مصر
اللواء علاء أبوزيد محافظ مطروح فى حوار شامل مع «روزاليوسف»: المفاعل النووى قاطرة التنمية الشاملة فى مصر




حوار: محمد صلاح نشأت حمدى

خلال مشاركتنا فى جلسة الحوار المجتمعى حول تقييم الأثر البيئى للمفاعل النووى فى الضبعة، بدعوة من اللواء علاء أبوزيد محافظ مرسى مطروح، كان الإبهار هو العنوان الأبرز لهذا الحدث العظيم، الذى دشن أولى خطوات دخول مصر عصر الطاقة النووية، وهو الحلم المصرى الذى طال انتظاره عقودا طويلة. هذا الحدث العالمى جسد خلاله أهالى مطروح ومشايخ وعمد وعواقل ورموز المحافظة ملحمة وطنية، فالزغاريد وهتافات  «تحيا مصر»  زلزلت أرجاء مكان مفاعل الضبعة النووى، وتعاهد أبناء مطروح على حماية المفاعل بدمائهم وأرواحهم. وفى ظاهرة لم نجد مثيلا لها بين أرجاء الوطن شماله وجنوبه، شرقه وغربه، لم تتوقف  هتافات أبناء مطروح للمحافظ اللواء علاء أبوزيد، «مع أبوزيد .. الخير يزيد»،  وهى إن دلت فإنما  تدل على التلاحم الحقيقى بين المواطنين وثقتهم فى قيادتهم السياسية والتنفيذية والشعبية، فعلى مدار عامين تغيرت ملامح المحافظة، وأصبحت أيقونة من الجمال والرقى، فضلا عن توافر الخدمات الأساسية، وليس ذلك فقط، بل تحولت مطروح إلى قاطرة للتنمية والاستثمار فى مصر،  حيث شهدت استثمارات كبيرة فى كافة المجالات بعد المؤتمر الاقتصادى فى 2015 والجولات المكوكية للمحافظ فى دول الخيلج وجنوب شرق آسيا لجذب الاستثمارات الأجنبية.
■ فى البداية.. كيف استطعت التغلب على مشكلة تسليم أهالى الضبعة لأرض المفاعل النووى، لاسيما أنهم كانوا معترضين بشدة على ذلك ؟
- الرئيس عبدالفتاح السيسى فى حفل التنصيب تحدث عن محورين رئيسيين، هما «قناة السويس» و«الضبعة» وهما محوران أساسيان فى التنمية يعكس رؤية استراتيجية كبيرة جدا حتى  عندما كان المشير السيسى قائدًا عامًا للقوات المسلحة كان يتابع مشروع الضبعة عن كثب، ويلح  لإنهاء الإجراءات  المتعلقة بالمشاكل القديمة التى كانت متعلقة بالنظام السابق، الذى كان يتعامل معهم عن طريق الامن، وهى الطريقة التى أثبتت فشلها خاصة أنه بعد انهيار الأمن انهار كل شىء وأبلغ دليل على ذلك أن الضبعة على يمينها جميع القرى السياحية ولم يعتد أحد على أى قرية من تلك القرى السياحية ولم يحصل لها خدش ولم يتم تحرير محضر واحد ولكنهم تعدوا على أرض الضبعة لأنهم لم يأخذوا حقوقهم وقتها، مما يجعلنا أمام مفارقة أنهم عندما يتعرضون للظلم يسعون للحصول على حقوقهم.
ملحمة وطنية
■ خلال جلسة الحوار المجتمعى، شهدنا حالة كبيرة من الرضا بين أهالى الضبعة خلال تسليم أرض المشروع.. فما السبب فى ذلك؟
- أهالى مطروح يعزفون ملحمة وطنية فهم أبناء وحماة الوطن.. وأشكرهم على دعمهم مشروع الضبعة.. ودعنى أقول أن القوات المسلحة لعبت دورًا كبيرًا فى ذلك الأمر وتعاملت مع المواطنين الذين قاموا بوضع  اليد على الأرض وراضتهم وجعلتهم يشتغلون فى البناء والتشييد وعينتهم فى حماية هذه الأماكن، وأصبح ذلك هو أكل عيشهم  وحصل الناس على تعويضات عادلة، لأنهم عندما تم أخذ الأرض منهم منذ 35 عامًا لم يحصلوا على تعويضات وكانوا يتعاملون معاملة ليس بها عدل ولكن سيادة الرئيس السيسى عالج الأمر بشكل رائع، والقوات المسلحة  أعادت تقدير التعويضات وعملت تقييمًا شاملًا لأرض الضبعة، وأرى أن حالة الرضا لدى أهالى الضبعة يعود للقوات المسلحة التى تعاملت مع الأمر بشمولية وليس حلًا جزئيًا وانتهز الفرصة واتقدم بالتهنئة للقوات المسلحة وأبناء المطروح على تعاونهم مع القوات المسلحة.
الذرة مقابل السلام
■ فى عام 1955، قال الزعيم الراحل عبدالناصر، خلال الاتفاق مع الاتحاد السوفيتى على المفاعل الذرى «الذرة مقابل السلام».. والآن فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى نقول «المفاعل النووى» قاطرة التنمية.. فما الأهمية الاقتصادية لمشروع الضبعة؟
- بالفعل.. الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، تعد قاطرة التنمية، وتساهم بشكل كبير فى تحقيق التنمية الشامل، فمن خلالها ستلحق مصر بدول  العالم الأول التى تقوم بتصدير الكهرباء، بعد تغطية الاحتياجات الرئيسية للمواطنين والمشروعات الصناعية الكبرى، ولذلك فهى تساهم فى زيادة الدخل القومى، بالإضافة إلى المصادر التقليدية للدخل، مثل قناة السويس وتحويلات المصريين بالخارج، والسياحة، فالطاقة النووية مصر مهم وفعال وذات جدوى اقتصادية عالية توفر طاقة ليست مرتفعة السعر، وتساعد فى المشروعات القومية وتواجه الزيادة البشرية واحتياجاتها، فضلا عن أنها توفر أيضا الكهرباء للمجتمعات العمرانية الجديدة.
■ وماذا عن فرص العمل التى سيوفرها المشروع؟
- أبناء الضبعة بشكل خاص  سيكونون الأكثر استفادة، فمن يضطلع على المفاعلات النووية يرى أن هناك طفرة تنموية تحدث للمكان الذى يتم بناء المفاعل به، وذلك سيتواكب مع إنشاء المفاعل، وسيحدث نقلة فى الطرق والكبارى والخدمات الموجودة والصحة والتعليم حتى تخطيط المدينة سيختلف خاصة أن  وزارة الإسكان تقوم حاليا بإعادة تخطيط مدينة الضبعة بما يتواءم مع المشروع النووى، هذا كله بخلاف فرص العمل حيث سيوفر المشروع 10 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة  ولدينا 4 مفاعلات، وأبناء مطروح لهم  نصيب فى فرص العمل لاتقل عن 1500 فرصة عمل، وكذلك المدرسة النووية التى ستدرب كوادر من أبناء مطروح للتكيف مع المفاعلات النووية.
■ كما أن هذه المدرسة هى الأولى فى الشرق  الاوسط فى هذا المجال بخلاف اعمال التشييد والبناء، كل ذلك سيساهم فى رفع المستوى الاقتصادى لأهالى الضبعة  خاصة أنهم هم الأقل فى المستوى الاقتصادى بين مراكز المحافظة، فقبلها ستجد منطقة رأس الحكمة ومارينا، وبعدها مدينة مرسى مطروح التى يعمل سكانها فى المصايف والتجارة البينية فى ليبيا.
رحلة إلى المجهول
■ الهجرة غير الشرعية من المشكلات الكبيرة التى تواجه المحافظات الحدودية.. ماذا فعلتم لمواجهتها؟
- محافظة مطروح  محطة عبور، ولا يوجد لدينا أحد يهاجر بشكل غير شرعى، ولكن أبناء الدلتا يأتون إلى هنا  للعبور منها فى رحلة إلى المجهول،  وقمنا بعدة جهود وكنا المحافظة  الأولى التى شعرت بخطر تلك الظاهرة، وعقدنا مؤتمرا موسعا، بحضور كل الخبراء من الأمن القومى وأساتذة القانون بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية  ومن الأزهر والكنيسة وخبراء من الجامعات، ودرسنا الأمر من جميع  الجوانب، وكان لنا السبق بالتنبؤ بمخاطر الهجرة غير الشرعية وبعدها مباشرة حدث موضوع غرق مركب رشيد وأكدنا أن الهجرة غير الشرعية ستمثل مشكلة كبيرة، ونسقنا مع القوات المسلحة وأمنا الحدود على عدة نقاط، رغم أن ذلك شكل ضغطا كبيرا على القوات المسلحة، لأنها  تقوم بالتأمين الشامل للحدود من جانب واحد، ثم قامت وزارة الداخلية بعمل كمائن على جميع الطرق لمنع الهجرة غير الشرعية، ثم صدر قرار بعدم السماح لأى مصرى بالعبور من منفذ السلوم إلى ليبيا سوى أبناء مطروح، وبعض الحالات التى تحصل على تصريح من المحافظة،  وهى الحالات الخاصة مثل العمالة التى يتم طلبها بشكل رسمى أو المتزوجين من الجانبين كما أن الشرطة لا تجعل أحدًا يمر من  منطقة  سيدى برانى إلا بعد التأكد من عدم  ذهابه للهجرة غير الشرعية.
■ إذا سيادتكم ترى أنه تم القضاء تماما على الهجرة غير الشرعية عبر حدود مطروح؟
- بكل تأكيد  تم القضاء على تلك الظاهرة، حتى من يتم توقيفهم حاليا عددهم قليل جدا.
«سلفية الهوى»
■ من المعروف أن مطروح من المحافظات « سلفية الهوى».. ولكننا نرى أنهم الأكثر تعاونا مع الدولة عن باقى المحافظات الأخرى.. فكيف تحققت تلك المعادلة الصعبة؟
- مطروح ليست «سلفية الهوى»..  ولكنها محافظة سلفية، وقمنا بعمل مصالحة وطنية شاملة أرست بها مطروح قواعد الاستقرار وهى المحافظة الوحيدة على مستوى المحافظات التى عملت مصالحة فى أوج الانفلات فى عام 2013، وكانت مصر كلها بتضرب فى بعضها وكانت الدعوة السلفية هى الركن الأساسى فى إتمام ونجاح تلك المصالحة.
■ هل هذا يعنى أن سلفيى مطروح لديهم قناعات مختلفة عن باقى السلفيين؟
- سلفيو مطروح هم جزء من  الدعوة السلفية بمصر، وهى مثل جميع السلفيين فى مصر، ولكن لو تحدثت عن الخلافات فهناك فرق بينهم وبين حزب النور، فمثلا ياسر  برهامى عندما اعترض على  استقبال السلفيين للبابا تواضروس كان وقتها  يمثل حزب النور ولا يمثل السلفيين، وهناك اختلاط كبير فى الفهم لدى كثير من الناس فى ذلك، فبرهامى لا يمثل الدعوة السلفية، ولكنه يتحدث باسم الذراع السياسية للدعوة السلفية وهو حزب النور.
الدعوة السلفية والإخوان
■ ولكن يرى البعض أن السلفيين جزء من جماعة الإخوان؟
- السلفية الموجودة فى مطروح هى السلفية القطبية ليس لها علاقة بالإخوان ولا علاقة لها بالسياسة، وهم مع الدولة تماما، وملتزمون دينيا يعفون لحيتهم ويرتدون البنطلون القصير، ولكنهم مع الدولة وليسوا ضدها،  ويعملون  لمصلحة الوطن وأثبتوا ذلك بالفعل واليقين.
والدليل استقبالهم  للبابا تواضروس وذهابهم للكاتدرائية فى دليل كبير على الوطنية وإعلاء مصلحة الوطن، وترى أنه عندما يتحدث كبير السلفيين مثل الشيخ على غلاب، تجد احتراما كبيرا، نحن نجل علماءهم ونحترمهم لأنهم ناس يريدون حقن الدماء.
■ هل هناك فرق واضح بين  السلفيين بمطروح وغيرهم فى باقى  المحافظات؟
- كلهم واحد، ولكن المتواجدين فى المحافظات الأخرى لم يجدوا من يتحدث معهم، وأنا واثق وضامن أن  الـ500 ألف مواطن الموجودين فى مطروح لا علاقة لهم بالعنف ضمانتهم جميعا فى رقبتى،  وأنا مسئول عنهم، ومستعد أن أمضى على ذلك.
خلايا نائمة
■ ألا يوجد بينهم « خلايا نائمة»، جاءوا إليهم من خارج المحافظة؟
- إطلاقا.. من سيأتى إليهم لارتكاب حوادث عنف.. فإنهم يلفظونه وتتعامل معه أجهزة الأمن، فمحافظة مطروح لايزيد عدد سكانها على 500 ألف نسمة.
■ بمناسبة الـ500 ألف مواطن.. مطروح  محافظة مترامية الأطراف وعدد سكانها قليل..  كيف نستطيع جذب  أكبر عدد  من المواطنين اليها لتخفيف العبء عن العاصمة؟
- هذا سؤال جيد.. لن يتحقق ذلك إلا من خلال المشروعات التنموية الكبرى، ففى فصل الصيف يأتى الينا أكثر من مليون مواطن من أبناء الوادى للعمل بمطروح  والكسب فهم يأتون بحثا عن فرص العمل، ولو وفرنا  فرص العمل سيأتى الناس إلى مطروح للمعيشة بها والاقامة طالما فرصة العمل موجودة،  وهذا ما نستهدفه من خلال مشروعات المؤتمر الاقتصادى والتى تشمل 6 مشروعات بتكلفة استثمارية 30 مليار جنيه، يتبقى منها 8 مشروعات وتلك المشروعات   الثمانية هى المشروعات الثقيلة التى ستحول مطروح من محافظة الصيف، الى محافظة الـ 4 فصول من خلال مشروع ديزنى العملاق وتطوير هضبة روميل والنافورة الراقصة على بحيرة طبيعية، وستكون الأولى فى العالم الموجودة فى البحر.
■كيف استطعت أن تفكر خارج الصندوق وتأتى بتلك الأفكار الاستثمارية؟
- عملى فى القوات المسلحة بمطروح سهل علىَّ كثيرًا جدا فى معرفة جميع التفاصيل الخاصة بالمحافظة،  وأكاد أعرف جميع سكان المحافظة بالاسم، ووصلت من التمكن وليس غرورا أن أعرف  أسماء أبناء القبائل من شكلهم.
لا أتمسك بالكرسى
■ من خلال نجاحك فى مطروح وتحويلها إلى محافظة ناجحة هل تطمح فى الوصول إلى منصب وزير خاصة أن اسمك تردد فى التعديلات الأخيرة؟
- أنا جندى فى خدمة هذا الوطن الغالى، ولكن ما يتردد للوصول إلى منصب وزير مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة، كما أننى لا أسعى اطلاقا أن أكون وزيرا،  وليس من طموحى  أو لى مآرب فى ذلك،  ولست متمسكًا بالكرسى، ولا أسعى أن استمر فى مكانى ولاهذا ما يجعلنى أعمل بثقة لأننى لا أسعى لرضاء البعض فى إدارة الأمور حتى استمر وهذا سبب من أسباب النجاح.
■ ولكن ليس عيبا أن يكلل مجهودك ونجاحك بالوصول إلى منصب وزير؟
- أنا لست ضد الطموح، فأنا أعشق بلدى التى أخدمها بإخلاص  وأمانة وشرف وحب عندما كنت فى القوات المسلحة ومازلت حتى الآن اخدم من هذه العقيدة ونفس المنهج، وأنا تربيت فى القوات المسلحة أن أكون مؤهلا لأى منصب، لكن السبب الرئيسى مع حبى لبلدى الذى يجعلنى اتحمل أكثر هو إجلالى وتقديرى للرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يجب أن نعظمه فهو فعل ما لايستطيع أحد فعله حتى الآن، كما أن الضغوط التى يمر بها داخليا وخارجيا لا يتحملها أحد.
■ ألا ترى أن الحكومة لا تسوق إنجازات الرئيس بالشكل الأمثل؟
- أولا يجب على الإعلام أن يساند الرئيس ولا يعرقل تلك المسيرة الناجحة ويجب أن نكون كلنا سندًا قويًا  له، كون هناك عيبًا فى الحكومة أنها  لم تستطع أن تسوق  إنجازات الرئيس لأنه عظم حجم الخدمات الموجودة فى المحافظات   فمثلا فى محافظة مطروح  وزارة الإسكان وضعت مخططا لزيادة حجم مياه  الشرب إلى110 آلاف متر مكعب ولكن الرئيس عبدالفتاح السيسى قفز بالمخطط إلى 160 ألفًا مما قضى على أزمات المياه الموجودة فى المياه .
نقص مياه  الشرب
■ معنى ذلك أنه تم إنهاء أزمة نقص مياه الشرب التى كانت مثار غضب المصطافين وأهالى مطروح؟
- بالفعل.. تم القضاء على أهم المشكلات التى عانت منها محافظة مطروح، فقلة مياه الشرب كانت تؤثر على الدخل الاقتصادى لأبناء مطروح، لاسيما أن من كان يزور المحافظة لقضاء فترة المصيف، كان يقلص تلك المدة، ولكن بعد القضاء على أزمات المياه زار مطروح للمرة الأولى 6 ملايين و500 ألف مصطاف بسبب حل تلك المشكلة  وجعل الاشغال الفندقى كامل العدد.
فتمت زيادة منسوب ضخ المياه لمدينة مرسى مطروح إلى 110 آلاف متر مكعب يوميا، بعدما كان يصلها 35 ألفا خلال مواسم الصيف السابقة.
خلال تلك الفترة تم إزالة نحو 600 حالة تعد على خطوط المياه وترعة الحمام، من خلال حملات أمنية برئاستى وبمشاركة مديرية الأمن وشركة مياه الشرب، وتم تفعيل القانون على الجميع، وتحرير محاضر ضد أصحاب الزراعات التى يقع بها التعدى على خط المياه، فضلا عن تحصيل كمية المياه المهدرة على نفقة المتعدى على خط المياه وتطبيق القانون على جميع المتعدين أياً كانت صفته أو شخصه وتغليظ الغرامة إذا تكرر التعدى مرة أخرى، فهذا حق المواطنين وحق الدولة، وهى حقوق لا يمكن التفريط فيها.
وخلال العامين الماضيين، افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى محطتى الرميلة 1-2 لتحلية مياه البحر بطاقة إنتاجية 48 ألف متر مكعب يوميا بتكلفة 450 مليون جينه وربطها بشبكة شرق المدينة وجار إنشاء محطة الرميلة 3 بطاقة إنتاجية 12 ألف متر مكعب يوميا.
تونس وإسبانيا
■ مطروح  محافظة تمتاز بشواطئها الأجمل .. فكيف تحقق الهدف من الجذب السياحى الخارجى مثل تونس وأسبانيا التى تستضيف ملايين السياح الأجانب وليس المواطنين المحليين؟
- غياب تعدد المقاصد السياحية..  فلا يوجد أماكن جذب على الشواطئ وليست معدة بالشكل الجيد الذى يعمل على جذب السياح، رغم وجود بعض الامكانيات ولكنها لا تجعلك على المستوى الدولى، وهذا ما نسعى لفعله حاليا من خلال مشروعات المؤتمر الاقتصادى، كما أننا لدينا خطة لتطوير سيوة وتم الاتفاق مع مصر للطيران بتسيير رحلات طيران إلى هناك وتم الاتفاق مع القوات المسلحة بتشغيل المطار الحربى الموجود بها لرحلات المدنيين، للاستمتاع بالسياحة العلاجية فى سيوة.
استجواب المحافظين
■ قانون الإدارة المحلية يشهد حاليا نقاشا ساخنا تحت القبة وهناك اعتراضات حول  حق استجواب المحافظين وإقالة رؤساء الوحدات من قبل المجالس المحلية.. كيف ترى ذلك؟
- استجواب المحافظين لا يغضب أحدًا، لأن الأداء هو الذى  يحافظ للمسئول على منصبه، وإذا كان الوزير يسأل ويستجوب فى البرلمان، فالمحافظ أيضا لابد أن يسأل ولا يتم تحصينه، وأرفض أن يحصن المحافظ، لأن الجميع لابد أن يسأل ومن لا يستطيع أن يواجه فيتخلى عن منصبه.
■ مشكلة المحليات الأزلية فى الفساد.. كيف يتم التغلب عليها؟
- أرى أنه لابد من وضع حد أدنى للأجور لموظف المحليات وإعادة تقييم الأجور، وأن نجعل حدا أدنى،  كما أن البيروقراطية تلعب دورًا كبيرًا فى أزمة المحليات، وبدأت أخرج بعيدًا عنها وذلك من خلال  التفكير خارج الصندوق.
«ميسى» و«ابن مطروح»
■ منحك أهالى مطروح العديد  من الألقاب مثل «الفارس» و«ميسى»  وغيرهما من الألقاب..  ما اللقب المحبب إليك  منها؟
- أولا.. أشكر أهالى مطروح على حرصهم على التعبير عن حبهم لى بمنحى العديد  من الألقاب، والهدف منها ليس التفخيم والتعظيم ولكنهم يهدفون بذلك للتعبير عن حالة الرضا التى يعيشونها فى المحافظة، وأنا أيضا أشعر بسعادة كبيرة بالعمل معهم،  وأرى أن الألقاب لا تشغلنى كثيرا، ولكن أحب دائما حرص أبناء  المحافظة على منادتى بلقب «ابن مطروح» فهو اللقب المحبب إلى قلبى.
■ مطروح من المحافظات التى تمتلك مقومات الاستثمار فى جميع القطاعات السياحية والزراعية والصناعية.. فهل حقق المؤتمر الاقتصادى وجولاتك المكوكية إلى دول الخليج وشرق آسيا الهدف منها؟
- خلال العامين الماضيين، تم تنفيذ توجيهات وتكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسى بتغيير محافظة مطروح من جميع الوجوه مع تحفيز وجذب الاستثمار، وخلق تنمية مستدامة وشاملة تحقق التوازن فى جميع القطاعات، ولذلك وضعنا فى وقت مبكر الخطط الضرورية لإحداث التغيير الإيجابى المنشود من خلال التحرك فى عدة اتجاهات، من بينها الترويج وخلق بيئة جاذبة للاستثمار لتنفيذ مشروعات تنموية كبرى تحقق التنوع والتكامل وإحداث التنمية المستدامة مع جلب مزيد من فرص العمل لأبناء مطروح والوادى والدلتا بهدف الوصول إلى أعلى مستوى من خدمة ورفاهية المجتمع.
فتم عرض إمكانيات المحافظة على المستثمرين المصريين وأشقائنا العرب خاصة فى الإمارات والسعودية والكويت، وتضمن المؤتمر الاقتصادى الأول فى أكتوبر 2015 حزمة من المشروعات التنموية والاستثمارية العملاقة والمتنوعة، كان من أهم نتائجه التوقيع النهائى على 14 مشروعا استثماريا بتكلفة استثمارية 120 مليار جنيه مما أذهل المستثمرين العرب والأجانب لسرعة الرد على طلباتهم ومشروعاتهم الاستثمارية الجادة التى تم اختيارها بدقة شديدة.
الفساد الإدارى
■ البيروقراطية أهم آفات الجهاز الإدارى للدولة.. فكيف تم التغلب عليها فى تنفيذ المشروعات الاستثمارية؟
- تمت مراجعة جميع إجراءات التعاقد مع هذه الشركات من خلال سياسة الشباك الواحد بالتنسيق مع جميع الوزارات والهيئات المعنية وإخضاعها للدراسة خاصة بهيئة التخطيط العمرانى مع الموافقة على إدراج هذه المشروعات ضمن المخطط الاستراتيجى للدولة، مع توزيع هذه المشروعات على جميع مدن المحافظة وفقا لإمكانياتها ومواردها الطبيعية للتنمية المنشودة بها وتحقيق مزيد من فرص العمل.
■ وهل ستتوقف الخطة الاستثمارية على المشروعات التى سبق التوقيع عليها؟
- إطلاقا.. الخطة الاستثمارية لا تقتصر على المشاريع الاقتصادية فقط، فمحافظة مطروح بها تنوع كبير فى مجال الاستثمار، فخلال الأيام الماضية تم التوقيع على ثلاثة مشروعات سياحية كبرى كانت مؤجلة للدراسة والمراجعة بتكلفة مليارى جنيه، وعدد من المشروعات الترفيهية من بينها مدينة ملاهى متكاملة على غرار « ديزنى لاند» على مساحة 1300 فدان بتكلفة 4 مليارات دولار، فضلا عن إنشاء حديقة حيوانات مفتوحة، ومشروع سياحى عالمى بهضبة روميل باستثمارات تصل إلى 2,1 مليار دولار، وكذلك منتجع سياحى عالمى بهضبة عجيبة، وسيعتمد مشروع هضبة روميل على إنشاء شاليهات وفيلات سياحية ، فضلا عن إقامة نافورة راقصة تعد أكبر نافورة فى الشرق الأوسط باستثمارات إماراتية.
والهدف من تلك المشروعات أن تتحول مطروح إلى مدينة سياحية نشطة طوال العام وليس خلال شهور الصيف فقط لتصبح محافظة العام، والمرحلة الحالية هى مرحلة استخراج التراخيص ومراجعة الاشتراطات.
وهل رؤية تنمية الساحل الشمالى الغربى تعتمد على السياحة فقط؟
لدينا خطة للتنمية الشاملة فى جميع المجالات، ففضلا عن المشروعات القومية الضخمة التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى وفى مقدمتها مشروع الضبعة النووى ومدينة العلمين الجديدة ومدينة الضبعة الجديدة، هناك عدد كبير من المشروعات الاستثمارية، من بينها إنشاء مصنع للأسمنت بمنطقة فوكا لكون المنطقة تحتوى على خامات تسمح بإنتاج هذا النوع من المصانع، وكان بالإمكان إنشاء 4 مصانع للأسمنت فى توقيت واحد بالمنطقة، ولكن لكى لا نؤثر على البيئة والساحل الشمالى وجمال البحر ومناخ المنطقة، ولذلك اقتصرنا على انشاء مصنع اسمنت واحد فقط.
وهناك مشروعات زراعية فى سيوة وأخرى صناعية تم الاتفاق عليها من بينها مصنع صناعات التمور وتعبئة المياه وصناعات المياه والزجاج.
ميناء جرجوب
■ رغم سواحل مرسى مطروح الممتدة لمئات الكيلو مترات.. ولكن لا يوجد بها ميناء بحرى.. ألم يؤثر ذلك فى مراحل التنمية الشاملة؟
- بالطبع.. ولذلك تم الاتفاق على مشروع إنشاء ميناء جرجوب بمنطقة النجيلة ويقع على مساحة تضاهى أضعاف ميناء جبل على بدبى، وتم الانتهاء من جميع الدراسات، والتى قام بها التحالف الدولى الذى يقوده شركة «فان أورد» الهولندية صاحبة أكبر كراكات فى العالم، وستصل تكلفة استثمارات المرحلة الأولى من الميناء 10 مليارات دولار، وستكون متعدد الخدمات من تجارى ونقل ركاب وبترول، وسيكون الميناء بوابة إفريقيا على البحر المتوسط.
السياحة العلاجية
■ واحة سيوة من أهم مراكز الاستشفاء الطبيعية فى العالم.. ولكنها لم تحظ بالاهتمام المناسب؟
- واحة سيوة.. من أهم وأنقى مراكز السياحة العلاجية فى العالم.. ويأتى إليها السياح من جميع بقاع الكرة الأرضية وبصفة خاصة من أوروبا الغربية الذين يعرفون قيمة وطبيعة تلك المنطقة.. ولذلك تم وضعها على خريطة السياحة العلاجية.. وتسيير رحلات الشارتر للاستمتاع بمياهها الكبريتية وحمامات الرمال والتى يتم الاستفادة منها خلال الفترة من شهر يونيو حتى سبتمبر من كل عام، ونحن بصدد إنشاء مجمع طبى صحى عالمى بمنطقة سيوة على مساحة 500 فدان.
وخلال الشهور الماضية، تم إنهاء أزمة انقطاع الكهرباء بسيوة، فرغم أن بها محطة طاقة من أكبر المحطات العالمية إلا أنها لم تكف احتياجات المواطنين والمشروعات الاستثمارية هناك، فتم شراء محولين عملاقين تكلفة الواحد 25 مليون جنيه، إضافة إلى 10 محولات عملاقة لدعم القرى والنجوع تحملت المحافظة منها 5 محولات، وبذلك تم القضاء على أزمة انقطاع الكهرباء.
■ مطروح من المحافظات المترامية الأطراف.. ولذلك هناك أزمة فى النقل الجماعى.. فكيف تعاملتم مع هذه الأزمة؟
- عندما توليت المسئولية قبل عامين، كانت المحافظة لا تملك إلا 15 أتوبيسا فقط للنقل الجماعى، بهدف تغطية واحدة من أكبر محافظات الجمهورية وتصل المسافات بين مدنها إلى أكثر من 150 كيلو مترًا، وبفضل الله تم دعم مشروع نقل الركاب بـ 50 أتوبيسا جديدا للتيسير على المواطنين للوصول إلى كافة الأماكن بما فيها واحة سيوة والحمام مع تخفيف الزحام خاصة خلال موسم الصيف السياحى.
التلاعب بقوت الشعب
■ توفير السلع الغذائية والسيطرة على الأسواق من المشاكل التى تعانى منها جميع المحافظات؟
- الحمد لله.. محافظة مطروح من المحافظات التى لا تعانى من نقص فى السلع الغذائية، فهى من المحافظات المنتجة، ولأول مرة حققت مطروح الاكتفاء الذاتى من الشعير والقمح كزراعات مطرية لتصل إلى 55 ألف طن، بينما احتياج المحافظة 50 ألف طن فقط، فضلا عن توزيع 250 طن مواد غذائية هدية الرئيس عبدالفتاح السيسى على القرى والتجمعات الأكثر احتياجا، فضلا عن المبادرات المستمرة من أبناء مطروح لمحاربة الغلاء بطرح كميات من السلع الغذائية بأسعار تقل 30% عن سعر السوق مع فتح منافذ وتنظيم قوافل بجميع أنحاء المحافظة، إضافة إلى ذلك الجولات المستمرة للأجهزة الرقابية لضبط الأسواق وملاحقة وضبط كل من يتلاعب بقوت الشعب.
■ الخدمات الصحية من المشكلات المزمنة التى تعانى منها محافظة مطروح باعتبارها من المحافظات الحدودية.. فكيف تم التغلب عليها؟
لجنة الصحة بمجلس النواب أكدت أن مطروح الأولى على مستوى الجمهورية فى الخدمات الصحية، رغم أننا محافظة نائية، إلا أننا لدينا طفرة كبيرة خارج الصندوق، فأغلب التى تمت خارج ميزانية الدولة.
فتم إنشاء أول مركز طبى عالمى لعلاج أطفال التوحد بمصر، فضلا عن مركز طبى عالمى على غرار مركز القلب بأسوان بتكلفة إجمالية 140 مليون جنيه، وهى تبرعات من رجال الأعمال.