الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

شيوخ وقساوسة: مبادرات الأزهر والفاتيكان تؤتى ثمارها فى العيش ومواجهة التطرف

شيوخ وقساوسة: مبادرات الأزهر والفاتيكان تؤتى ثمارها فى العيش ومواجهة التطرف
شيوخ وقساوسة: مبادرات الأزهر والفاتيكان تؤتى ثمارها فى العيش ومواجهة التطرف




كتب - صبحى مجاهد


أشاد أزهريون وقساوسة من مختلف أنحاء العالم شاركوا بمؤتمر الأزهر الأخير عن المواطنة والحرية ودور الأزهر الكبير فى طرح مبادرات مشتركة مع الفاتيكان فى تأكيد العيش المشترك ومواجهة الفكر المتطرف.. فمن جانبه اكد صالح قلاب - وزير الثقافة والإعلام الأردنى الاسبق فى كلمته التى ألقاها خلال إدارته للجلسة الأولى فى اليوم الثانى بمؤتمر الأزهر الدولى عن الحرية والمواطنة حيث عقدت الجلسة بعنوان «مبادرات الأزهر»، الشكر أن الأزهر منارة لها سيادة معنوية يقدرها ويوقرها العالم، لما لها من مساع كريمة تدعم عودتنا للعروبة، وتنبذ الطائفية.
من جانبه أكد الأنبا أرميا، عضو المجمع المقدس بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الدور الكبير الذى يقوم به الإمام الأكبر لتفعيل دور المواطنة حرصًا على رفعة الوطن والعيش فى سلام، ومن هذه المبادرات إنشاء بيت العائلة المصرية فى 2011م بهدف الحفاظ على النسيج المجتمعى وإرساء أسس التعاون بين أبناء الوطن الواحد.
وأشار أرميا إلى أن كل إنسان يملك الحق فى العيش بحرية دون المساس بحريات الآخرين، مضيفًا أنه فى ظل انتشار موجات الإرهاب يجب على العالم التكاتف للتصدى لهذه الآفة من خلال التصدى الفكرى الذى يعتبر أهم الوسائل التى تقضى على هذه الآفة التى طالت الكثير من دول العالم.
فيما أوضح د. رضوان السيد، أستاذ الدراسات بالجامعة اللبنانية، أن الأزهر ظل حاضرًا فى محاربة أصحاب الفكر المتطرف الذين اعتمدوا على تحريف معانى الدين، ووضعوا مفاهيم خاصة بهم تخدم فكرهم المتطرف، وتصدى لهم من مرصده ومبادراته المتواصلة التى آخرها هذا المبادرة التى نحن بصددها.
من جانبه قال الأب رفعــت بدر رئيس المركز الكاثوليكى للإعلام فى الأردن إن المجمع المسكونى الفاتيكانى الثانى أصدر وثيقة تعد «ثورة وثروة» فهى ثورة على الصورة القاتمة للدين، والتى كان يميزها الانغلاق، والانحسار فى الشئون الروحية والعقائدية، تبين الجائز  والمحّرم عقائديا وأخلاقيا.
وأضاف الأب رفعت إننا جئنا اليوم للحديث عن أكثر من خمسين عامًا ماضية، بما حملت فى طياتها من تغييرات سياسية واجتماعية، سلًبا أو إيجابا، مستعرضًا العديد من التجارب والمبادرات المسيحية الداعية للسلام ونشر ثقافة المواطنة والعيش المشترك.
كما وجه رفعت الشكر للإمام الأكبر على دوره فى نشر الوسطية والسلام، وعقد الأزهر لهذا اللقاء التاريخى وتنظيم العديد من المؤتمرات والمبادرات فى هذا الشأن، مؤكدًا أن الكنيسة لم توفر يوما واحدا دون أن تشير إلى أهمية التقارب بين أتباع الديانات، سواء أكان فى التعليم أو فى الزيارات التاريخية التى قام بهاالبابوات وبالأخص يوحنا بولس - مع رؤساء الأديان وممثليها.
ومن جانبه أكد القس د. فيكتور مكاري، مسئول مبادرة الملتقى الأكاديمى المسيحى للمواطنة فى العالم العربي، نحن هنا اليوم لنواجه تلك الجماعات التى تسعى لتفكيك المجتمع وقطع أوصاله، مضيفًا أن العلاقة بين الدين والدولة هى علاقة ديناميكية لم تتصف يومًا بالجمود فلا يستغنى عن الدين أبدًا، ولذلك نود تفعيل القيم المشتركة بين الأديان، لافتًا إلى أن دولة القانون تحمى المواطن والدولة وتحترم الدين.
وأضاف مكارى، أننا أصبحنا اليوم نفتقد القيم الروحانية التى تؤهلنا لاحترام بعضنا بعضًا، مشيرًا إلى أهمية دور القيادات الدينية فى نشر القيم السمحة ومكافحة الطائفية والفكر المغلوط.
بينما قال د. محيى الدين عفيفى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية خلال كلمته التى القاها فى الجلسة الثالثة المنعقدة بعنوان «المبادرات الإسلامية، إن الإسلام رفع الإنسان مكانًا عاليًا وجعله خليفة فى الأرض فراعى فطرة الإنسان وكرامته ورفض إهدارها كما حافظ على دماء البشر وحصنها ضد القتل بغير حق وجعل قتل النفس الواحدة بمثابة قتل الناس جميعًا، مشيرًا إلى أن الإسلام كرم الإنسان لإنسانيته لا لكونه مسلمًا أو مسيحيًا أو غير ذلك، وهذا ما أكده القرآن الكريم والسيرة النبوية، لافتًا إلى أن عهد الرسالة قدم نموذجا حضاريا للتعامل مع أهل الكتاب من خلال قواعد التعامل مع المسلمين وغير المسلمين.
وأضاف عفيفي، أن الأزهر أجرى خطوات عملية لتحقيق السلام والتواصل بين علماء الأديان لبناء التواصل والتعاون بين الأديان فى ترسيخ القيم المشتركة ، مشيرًا إلى زيارات الإمام الأكبر الخارجية.
ومن جانبه أكد د. عبد الناصر أبو البصل، عضو مجلس الإفتاء الأردني، أن المبادرات هى حماية للحرية والتنوع، حيث تعمل على بث أفكار جديدة تعمل على تعزيز وإرساء قيم المواطنة من خلال توصياتها، مضيفًا أن مشكلة الغلاة أنهم لا يستطيعون ولا يعرفون فهم القرآن والسنة فيعملون على التفسير الخاطئ للآيات والأحاديث بما يخدم توجهاتهم وأفكارهم المتطرفة، ومن هنا يظهر عطاء الأزهر فى التصدى لهؤلاء.
ومن جانبه أشاد الدكتور سامح فوزى نائب رئيس قطاع المشروعات الخاصة بمكتبة الإسكندرية، بدور الأزهر الشريف وبيت العائلة المصرى الذى يترأسه الإمام الأكبر، فى الحفاظ على المجتمع المصري، واحتضان طموحاته وآماله فى الحرية، والعيش الكريم واحترام حقوق وواجبات غير المسلمين، مؤكدًا أن الأزهر مؤسسة تدعم الفكر الإسلامى الوسطى ليس فقط فى مصر، أو المنطقة العربية، ولكن فى العالم بأسره.
وأضاف فوزى أن نظرة الأزهر فى العلاقة مع غير المسلمين عامة أو المسيحيين خاصة تنطلق من تصور دينى يستند إلى شريعة الإسلام التى تؤكد مبادئ العدل والمساواة والحرية وحفظ كرامة الإنسان، مشيدًا بالمبادرات الحوارية التى ينخرط فيها الأزهر الشريف سواء مع الكنائس الشرقية، والكنيسة الانجليكانية، ومجلس الكنائس العالمي، وغيرها، مما يسهم فى بلورة أسس الحوار، والعمل المشترك، وبناء جسور التعاون والتفاهم.
من جانبه قال الدكتور محمد كمال إمام، رئيس قسم الشريعة الإسلامية بجامعة الإسكندرية، إن الوعى بالمواطنة هو جوهر المواطنة سواء عززت هذه المواطنة من قبل المؤسسات والجماعات والأفراد، مؤكدا أن الأزهر الشريف على رأس المؤسسات التى تدعم قضية المواطنة بعدة وسائل منها إصداره عدة وثائق وطنية لرأب الصدع ولم الشمل بين أبناء الوطن، إضافة إلى دوره الدولى فى نشر ثقافة السلام والعيش المشترك.