الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

دائماً جاهز

دائماً جاهز
دائماً جاهز




أحمد عبدالعليم  يكتب:

كشاب ثلاثينى أواجه أزمة منتصف العمر مبكراً، ابحث دوماً عن إجابات لأسئلة مثل «هل أنا على الطريق الصحيح أم احتاج لإعادة الكرة وأتوقف وأبدأ مجدداً؟ لماذا لم أتفوق على فلان رغم امتلاكى موهبة لا تقل عنه؟ هل سأصبح شخصاً ناجحاً يوماً ما؟ هل سيتذكرنى أحدا بعد رحيلى؟ الخ».
«هل تنضب الأفكار؟» هذا هو خوفى الأعظم، بل هو الفشل بالنسبة لى، أتصبب عرقاً فقط من التفكير فى ذلك السؤال، أن أكون مجرد ناقل للفكرة، لا أمتلكها، لا أستطيع صناعتها، أفقد القدرة على الإبداع، الخرف، الشيخوخة المبكرة، كل يخيفنى على حدة وبدرجات متفاوتة.
لن أفعل كالمغنى البريطانى راسل براند الذى كشف عن أنه يتخلص من فوضى القلق والضوضاء الصاخبة داخل رأسه بالمخدرات التى تحولت إلى نوع من الموضة، قد يظن البعض السبب هو أننى لا أمتلك نقوداً كافية لشراء المخدرات، وهذا جزءً من القصة، ويظن البعض الآخر أن الأمر يعود لاستمتاعى بوصلات التعذيب اليومية التى تقدمها لى الحياة وأنا فى كامل قواى العقلية، وهذا جزء من القصة أيضاً، فربما إدمانه المخدرات لا يتعلق بمجرد الألم النفسى.
منذ بداية عملى بالصحافة لم يكن طموحى التحول إلى «أجندة مصادر»، رغم أنه شىء مهم جدًا، لكننى أؤمن بجملة من كلمتين «الصحفى رؤية»، هو من يصنع الرأى العام ويجب عليه أن يعتنق الحقيقة، نعم ناقل الكفر ليس بكافر، فكما قال الإمام ابن حنبل: «إذا لم اتكلم أنا ولم تتكلم أنت فمتى يعرف الجاهل»، ولكننى أؤمن أيضًا بأنه من الجنون أن يتحدث الشخص بلسان عاقل وسط مجانين، فلا يمكنك أن تخبر قومًا من القرن الـ15 أن الأرض تدور حول الشمس إلا إذا كنت تسعى لمصير مماثل لمصير جاليليو.
أسلوب حياتى يتلخص فى الجملة التى كان يرددها الممثل جونى ديب فى فيلم «رانجو»، عندما كان يشعر بالضياع أو اليأس وينظر لانعكاس صورته على الأوانى الزجاجية ويقول: «من أنا.. أستطيع أن أصبح أى شخص»، لكن «رانجو» سحلية/حرباء تستطيع تغيير لون جلدها لتعديل مظهرها، وأنا لم أولد بتلك القدرات الخارقة، ربما لا أحتاج لها على الإطلاق، ولماذا؟ لأننى «دائماً جاهز»، ربما لست صقراً ينتهز الفرص، لكننى بشرى أتعلم من الآخرين ما يناسبنى، فأعدت صياغة حكمة إنجليزية وجعلتها «لتصبح عظيماً عليك أن تستعد لتحقيق أحلام عظيمة».
الحتة بشلن:
ما يناسب غيرك لا يشكل بالضرورة فرصة متاحة بالنسبة لك، والعكس صحيح، فكل ميسر لما خلق، أعرف دوماً أنك لست بحاجة إلى تبرير أفعالك لمن حولك كما أنك لا تحتاج أبداً لتذكير الآخرين بما يجب عليك أن تفعله، تصرف دائماً وفقاً لمبادئك وافعل ما تراه صواباً ودع الناس تفعل ما تفعل، هز رأسك بـ«نعم» وأظهر موافقتك، ولكن وحدك تعلم ما هى خطوتك التالية، أو بمعنى آخر عليك أن تستعد لما لم يحدث بعد، كى لا تعطلك الصدمة كثيراً.. وتكون.. «دائماً جاهز».

Fb.com/Limo20New