الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أهمية عودة وزير‮!‬





كتب د. حماد عبدالله حماد 9 سبتمبر 2009

نحن في أشد الاحتياج لعودة وزارة دولة للشئون الأفريقية أسوة بما كان عليه الحال في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي حينما كان يتولي الدكتور بطرس بطرس‮ ‬غالي وزير دولة للخارجية المصرية بجانب العملاق الهادئ الدكتور عصمت عبد المجيد‮ - ‬كان الدكتور بطرس هو رمانة الميزان في الحكومات المصرية بعد حكم جمال عبد الناصر لمصر منذ‮ ‬1954‮ ‬وحتي سبتمبر‮ ‬1970‮ ‬واهتمامه الشخصي بقارة أفريقيا وحكامها وشعوبها وما زالت بعض الدول الأفريقية تحمل لمصر جميلاً‮ ‬عظيماً‮ ‬كذكري لحياة الرئيس عبد الناصر‮!.‬

واهتماماته الفريدة نحو أبناء الأفارقة والمنح الدراسية التي وفرتها مصر في جامعاتها وفي أزهرها الشريف لأجيال من الأفارقة أغلبهم الآن في سدة الحكم في بلادهم أو أبنائهم الذين يحملون نفس الذكريات عن آبائهم‮.‬

جاء الدكتور بطرس‮ ‬غالي لكي يستكمل هذه المسيرة ولعل تجواله في جميع العواصم الأفريقية قد ضمها كتابه الفريد الرائع‮ (‬خمس سنوات في بيت من زجاج‮) ‬الذي كتبه بعد انتهاء مدته كسكرتير عام للأمم المتحدة والذي كشف فيه النقاب عن تحركاته وزياراته‮.‬ ومدي اهتمامه كمصري أولاً‮ ‬وكسياسي عالم بأدواته بأهمية الدول الأفريقية كعمق استراتيجي للوطن‮ (‬مصر‮)!‬

ما أشد احتياجنا اليوم لعودة هذه الوظيفة،‮ ‬وزير دولة للشئون الأفريقية وليس مساعدًا للوزير الحالي للشئون الأفريقية‮.‬

حيث منصب الوزير مهما كان بلا وزارة‮ (‬دولة‮) ‬فهو أكثر قدرة علي التعامل مع زملائه في الحكومة وعلي توجيه سياسات الدولة واهتماماتها إلي عمق القارة وعمق الاستراتيجية المصرية في قارتها التي تحتل منها ناصية الشمال الشرقي ومفتاح البحر الأحمر وكذلك الطرق الجوية وغيرها من وسائل الاتصال المباشر مع تلك الدول الشقيقة‮.‬

إن القارة الأفريقية بما فيها دول حوض نهر النيل تحتاج عناية خاصة من المصريين ولا يجب أن نترك الساحة في أفريقيا لبعض المغامرين سواء كانوا عرباً‮ ‬أو يهوداً‮ ‬أو حتي من الصين الشعبية الشقيقة‮.‬

حيث تاريخنا ومستقبلنا وكذلك أملنا في استقرار وأمن يعتمد بشكل أساسي علي مرفق الحياة في مصر وشريانه الرئيسي الممتد من الجنوب حتي الشمال في بلادنا فما هي المشكلة في عودة وزير دولة للشئون الأفريقية؟ مجرد سؤال؟