صالونات المآتم!
حماد عبد الله حماد
كتب د. حماد عبدالله حماد 10 سبتمبر 2009
كتبت كثيراً عن صالونات المآتم وأهم مواقعها مثل عمر مكرم في التحرير أو الحامدية الشاذلية بالمهندسين أو آل رشدان بمدينة نصر ، وعمر بن عبدالعزيز بهليوبوليس ، وغيرها من مواقع جديدة مثل مسجد الشرطة بصلاح سالم .
هذه هي الدور الشهيرة التي يقام فيها العزاء لفقيد ويستقبل فيها المعزون وتتباري أسر المتوفين في إحضار " شيوخ القراء " ومشاهيرهم وكذلك تتنوع حسب القدرات المالية لأهل المتوفي، نوع الفراشة، حيث تغطي الكراسي بالأسملة البيضاء أو تستبدل الكراسي من دور المناسبات بكراسي جلد طبيعي فاخر، مثل كراسي الطائرات في الدرجة الأولي ، والبعض يفضل أن يغطي حوائط دور المناسبات بفراشة فاخرة من الكولاج المزخرف زخرفة إسلامية شهيرة (خيامية حديثة).
وظهر في الآونة الأخيرة تسجيل تلك المناسبات بالفيديو ، حيث كما أظن يشاهدها أهل المتوفي، لكي يرصدوا من جاء ومن لم يحضر وكيف تصرف داخل العزاء ومع من تحدث ، وكيف كان الحزن بادياً علي بعض المنافقين أو نسي البعض نفسه وأخذ يتحدث مع جاره أو زميله طيلة فترة قراءة ( ربع القرآن الكريم ) في العزاء شيء من القرف انتابني في عزاء المرحوم الأستاذ محمود عوض الصحفي القدير الذي فقدناه أخيراً ، وأقيم عزاؤه في الحامدية الشاذلية حيث تقابلت مع مرتاد لمثل هذه المناسبات وسألته عن صلته بالفقيد قال لي إنني أحضر مثل هذه المناسبات رغم عدم معرفتي بالفقيد، فقط لكي أتقابل مع البعض الذين يصعب علي لقاؤهم في مكاتبهم أو مجالسهم ، وحينما سألني عن صلتي بالفقيد، قلت له إنني لم أقابله في حياته مرة واحدة ، مقابلة شخصية ، ولكن منذ أن اهتممت بالشأن العام وأنا أقرأ كل مايكتبه هذا الراحل وازداد إعجابي به حينما كتب مسلسلاً لعبد الحليم حافظ، في إذاعة الشرق الأوسط ، بل حينما سمعت بخبر وفاته حزنت، وكأنني أعرفه عن قرب بالضبط كما حدث ذلك لي حينما توفي الأستاذ الدكتور جمال حمدان ، كنت أستخدم كتبه في مراجعي في الرسائل والإنتاج العلمي بالجامعة فاقتربت منه وكأني أعرفه معرفة شخصية، وحينما توفي بكيت وكأن والدي قد توفي رحم الله المبدعين من أهل مصر ، ورحم الله المنافقين يوم حسابهم أمام الله.