الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

صالونات المآتم‮!‬





كتب د. حماد عبدالله حماد 10 سبتمبر 2009

كتبت كثيراً‮ ‬عن صالونات المآتم وأهم مواقعها مثل عمر مكرم في التحرير أو الحامدية الشاذلية بالمهندسين أو آل رشدان بمدينة نصر‮ ‬،‮ ‬وعمر بن عبدالعزيز بهليوبوليس‮ ‬،‮ ‬وغيرها من مواقع جديدة مثل مسجد الشرطة بصلاح سالم‮ .‬

هذه هي الدور الشهيرة التي يقام فيها العزاء لفقيد ويستقبل فيها المعزون وتتباري أسر المتوفين في إحضار‮ " ‬شيوخ القراء‮ " ‬ومشاهيرهم وكذلك تتنوع حسب القدرات المالية لأهل المتوفي،‮ ‬نوع الفراشة،‮ ‬حيث تغطي الكراسي‮ ‬بالأسملة البيضاء أو تستبدل الكراسي من دور المناسبات بكراسي جلد طبيعي فاخر،‮ ‬مثل كراسي الطائرات في الدرجة الأولي‮ ‬،‮ ‬والبعض يفضل أن يغطي حوائط دور المناسبات بفراشة فاخرة من الكولاج المزخرف زخرفة إسلامية شهيرة‮ (‬خيامية حديثة‮).‬

وظهر في الآونة الأخيرة تسجيل تلك المناسبات بالفيديو‮ ‬،‮ ‬حيث كما أظن يشاهدها أهل المتوفي،‮ ‬لكي يرصدوا من جاء ومن لم يحضر وكيف تصرف داخل العزاء ومع من تحدث‮ ‬،‮ ‬وكيف كان الحزن بادياً‮ ‬علي بعض المنافقين أو نسي البعض نفسه وأخذ يتحدث مع جاره أو زميله طيلة فترة قراءة‮ ( ‬ربع القرآن الكريم‮ ) ‬في العزاء شيء من القرف انتابني في عزاء المرحوم الأستاذ محمود عوض الصحفي القدير الذي فقدناه أخيراً‮ ‬،‮ ‬وأقيم عزاؤه في الحامدية الشاذلية حيث تقابلت مع مرتاد لمثل هذه المناسبات وسألته عن صلته بالفقيد قال لي إنني أحضر مثل هذه المناسبات رغم عدم معرفتي بالفقيد،‮ ‬فقط لكي أتقابل مع البعض الذين يصعب علي لقاؤهم في مكاتبهم أو مجالسهم‮ ‬،‮ ‬وحينما سألني عن صلتي بالفقيد،‮ ‬قلت له إنني لم أقابله في حياته مرة واحدة‮ ‬،‮ ‬مقابلة شخصية‮ ‬،‮ ‬ولكن منذ أن اهتممت بالشأن العام وأنا أقرأ كل مايكتبه هذا الراحل وازداد إعجابي به حينما كتب مسلسلاً‮ ‬لعبد الحليم حافظ،‮ ‬في إذاعة الشرق الأوسط‮ ‬،‮ ‬بل حينما سمعت بخبر وفاته حزنت،‮ ‬وكأنني أعرفه عن قرب بالضبط كما حدث ذلك لي حينما توفي الأستاذ الدكتور جمال حمدان‮ ‬،‮ ‬كنت أستخدم كتبه في مراجعي في الرسائل والإنتاج العلمي بالجامعة فاقتربت منه وكأني أعرفه معرفة شخصية،‮ ‬وحينما توفي بكيت وكأن والدي قد توفي رحم الله المبدعين من أهل مصر‮ ‬،‮ ‬ورحم الله المنافقين يوم حسابهم أمام الله.