السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

جلال علام: أنس الفقى أوقف «مواقف وطرائف» لكتابتى مقالًا ضد النظام.. ولا أنكر فضل التليفزيون المصرى فى شعبيتى

جلال علام:  أنس الفقى أوقف «مواقف وطرائف» لكتابتى مقالًا ضد النظام.. ولا أنكر فضل التليفزيون المصرى فى شعبيتى
جلال علام: أنس الفقى أوقف «مواقف وطرائف» لكتابتى مقالًا ضد النظام.. ولا أنكر فضل التليفزيون المصرى فى شعبيتى




حوار - مريم الشريف


أعرب الإعلامى جلال علام عن سعادته بعرض «مواقف وطرائف» على قناة «النهار حاليا، عقب توقف ثمانى سنوات، بعدما كان يقدم على القناة الثانية بالتليفزيون المصرى، وتم ايقافه بقرار من وزير الإعلام الأسبق أنس الفقى، لكتابته مقالًا ضد النظام وقتها، واضاف انه يضحى بحياته خلال هذا البرنامج من اجل اسعاد الجمهور والتميز فى برنامجه، والذى اوضح انه لا يوجد منافس له ولا يمكن لاحد تقليده فيما يقدمه من اثارة ومخاطر، لافتا الانتباه الى ان وجوده امام التماسيح والاسود وغيرها يكون دون أى تأمين له، كما عبر عن سعادته بدخول «مواقف وطرائف» «موسوعة جينيس» لتقديمه ألف حلقة، وكشف ان مثله الاعلى المذيع العالمى جورج مايكل، وفى هذا الاطار يحدثنا فى حوار خاص لـ«روزاليوسف».
■ كيف جاءت فكرة اعادة تقديم «مواقف وطرائف» على قناة النهار؟
- البرنامج توقف لمدة 8 سنوات من العرض على شاشة التليفزيون المصرى بسبب كتابتى مقالًا ضد النظام وقتها، وكان انس الفقى موجوداً وقام بايقاف البرنامج،  وظل متوقفًا حتى جاء عرض قناة «النهار» لى وهم يعلمون قيمتى وقيمة البرنامج كثيرا وبدأت تقديمه من جديد على شاشاتهم وقمت بعمل اكثر من رحلة الى انجلترا وافريقيا وغيرها من الدول، والحمدلله لقى شعبية جيدة، واقدمه على النهار منذ عام تقريبا.
■ هل تؤيد الآراء التى تقول إن تأثيره فى التليفزيون المصرى كان اكثر من النهار؟
- كل شىء له وقته، هذا البرنامج موجود منذ ثلاثين عاما، وفضل التليفزيون المصرى لا ينكر والذى بدأت خلاله على شاشة القناة الثانية، لكن ليس بيدى شىء حينما قرر الوزير ايقاف البرنامج، اما الآن يوجد التطور الذى حدث، بوجود فضائيات وامكانيات واستديوهات افضل، ودعم بشكل اكبر، وانا سعيد بوجود برنامجى على قناة النهار حاليا.
■ الكثير توقع عودتك ببرنامج آخر على «النهار».. فما رأيك؟
- لا احب ان يقال علي مذيع وانما انا صاحب برنامج «مواقف وطرائف» الذى عاش فى وجدان هذا الشعب واصبح تراثًا، ويكفى انه رغم انقطاعى ثمانى سنوات مازال الجمهور يذكرنى ويقوم بايقافى فى الشارع لمصافحتى وهذا شىء يسعدنى، لذلك لا يمكن لاحد ان يأخذنى من «مواقف وطرائف»، لتقديم برنامج آخر او نشرة اخبار مثلا.
■ ماذا عن عملك بالتليفزيون المصرى من قبل؟
- انا لست موظفًا فى ماسبيرو، وقدمت البرنامج كهواية ولكن لدى عمل آخر لذلك اردد مقولة اننى صاحب برنامج وليس مذيعًا، والبرنامج ارتبط باسمى وطريقة تقديمى واصبح البرنامج هو «جلال علام»، وحتى الموسيقى التصويرية لم نقم بتغييرها، وانما التجديد كان على قناة النهار تمثل فى محتوى البرنامج بحيث اصبحت السفريات والاثارة اكثر، وكان لابد من هذا التجديد لكون الجمهور حاليا يمكنه مشاهدة الاثارة عن طريق اليوتيوب وغيره وممكن يشاهدون لقطات غريبة ولكن ليست بصوتى وهو بصمة للبرنامج، لذلك كان ضروريًا من التجديد اما زمان حينما كان برنامجى على القناة الثانية لم يكن هناك وسائل اعلام أخرى.
■ الجهد المبذول فى البرنامج مرهق للغاية.. كيف ترى ذلك؟
- الحمدلله برنامجى مميز ولا يوجد منافس له، لأننى اقوم بأشياء صعب لاى شخص آخر فعلها بحيث اقف امام الاسود والتماسيح وعلى حافة شلالات فيكتوريا، وقدمت 26 حلقة فى افريقيا، بعدما مكثت فيها شهرين، ومن انجلترا قدمت من «ترافالجار سكوير» وغيره، واقدم اشياء لا يقدمها اى برنامج آخر.
■ لم يحاول أحد تقليد «مواقف وطرائف».. فى رأيك ما السبب؟
- سؤال صعب كثيرا، وان كنت رأيت برنامجًا يحاول تقليدى ولكن بشكل مختلف مثل «الفرنجة» بالتصوير خارج مصر،  ولكن «مواقف وطرائف» شىء آخر به رقى واثارة، و«مواقف وطرائف» نجاحه يتمثل فى مخاطبته لكل فئات المجتمع من الخفير الى الوزير، ومن الطفل الى الجد، فهذا سر نجاح البرنامج مخاطبته لجميع الاعمار والثقافات وهناك رقى فى الاداء والالفاظ التى تقال والمعلومات به لابد ان تكون جديدة، فضلا عن ان برنامجى ارتبط بصوتى وطريقة تقديمى، ولا اعتقد ان ممكن لاحد تقليد برنامجى لان الطريقة اصبحت فى وجدان الجمهور والمقارنة تكشف هذا الامر، والمجال مفتوح «للى عايز يقلد» ولا اعتقد ان ممكن لشخص يقف وسط التماسيح مثلى، واحب الفت الانتباه الى انه لا يوجد إعداد لبرنامجى، وحينما ذهبت قناة النهار كان الكثير يتمنون أن يكونوا فى اعداد برنامجى واعتذرت لهم، وانا حينما اتحدث لا يكون فى يدى ورقة «سكريبت»، حتى الافيهات تكون وليدة الموقف دون تجهيز لها.
■ ألم تقلق من المخاطر التى تواجهها فى البرنامج؟
- انا اضحى بحياتى فى البرنامج، لان العملية وليدة اللحظة، ومثلا هناك حلقة مازالت موجودة فى «البرومو» الخاص بالبرنامج، وقدمتها وسط ستين تمساحًا كل واحد منها طوله 8 أمتار، وحينما جئت وسط التماسيح وقفت وظهرى لهم رغم ان هذا اصعب بعكس اذا وقفت وكانوا امام عينى حتى اذا شاهدت التمساح يتحرك ناحيتى يمكننى الهرب، والسبب فى وقوفى عكس ذلك يعود لاننى حينما استأجرت مصورًا من افريقيا لتصويرى رفض وضع الكاميرا بجانب التمساح كى يصورنى والتمساح امامى، لذلك اقترحت ان المصور يكون فى الخلف لضبط الكاميرا ثم مغادرة المكان سريعا، وانا سأكون امام التمساح والاخير خلفى، وكان بينى وبينه متر واحد فقط ومن المعروف ان التمساح يتحرك دون صوت، وفى النهاية هذه ضريبة التميز وهناك مثل انجليزى احبه يقول «اذا كنت تريد أن تكون الافضل لابد ان تقود المخاطرة»، لذلك اقوم باشياء لا يمكن لاحد تقليدى فيها.
■  ماذا عن المخاطر التى قابلتها فى الحلقات الاخرى؟
- حلقة الاسود، حيث كنت اقف وسط اسدين وبينى وبينهما متر واحد ولم يكن معى سوى «عصا» فقط، بالاضافة الى حلقة الحمار الوحشى والذى من الممكن أن  يتسبب فى موت اى شخص، والحلقة الخاصة بـ شالالات فكيتوريا وهى اعلى شالالات فى العالم 110 أمتار ارتفاعًا وسرعة المياه خلال تدفقها 160 كيلو مترًا فى الساعة، وهناك تحذير بعدم الاقتراب من هذه المنطقة 30 مترًا، لان من يشعر بدوخة بسيطة او غيره سيسقط فى الشالالات، وانا وقفت على قمة الشلالات، واحضرت صخرة وجلست وكتبت ان هذا الامر على مسئوليتى، وخلال تعليقى فى الحلقة قولت: اذا شعرت باختلال توازن او دوخة انا بينى والمياه ربع متر فقط وهذا يعرضنى للسقوط فى المياه دون عودة، واحب اقول ان كافة البرامج الاخرى التى تعتمد على السفر خارج مصر تتكلف الملايين اما برنامجى لا يكلف ذلك لكونه قائم على تصويرى فقط مع الحدث الموجود والمادة التى اقدمها فضلا عن قيامى بعمل المونتاج مع المونتير، واختيارى الفقرات وهذا سر من نجاح البرنامج ايضا.
■ ألا يوجد أى تأمين لك من تلك المخاطر؟
- اطلاقا، وحينما ادخل الغابة يكون داخل السيارة المصفحة، لكن حينما انزل من السيارة يكون هذا الامر على مسئوليتى واقوم بتوقيع هذا الامر كتابيا، واصعب موقف فى حياتى ولا يمكن اكرره كان موقف التمساح، وكانت حلقة غير مدروسة، بعكس حلقة الاسد جلست قبلها نصف ساعة اراقب تحركاته، وهناك حلقة أخرى قدمت فيها ثعبان «كوبرا» طوله ثلاثه أمتار وقمت بمسكه بأيدى بعدما اصطادته وهذا الامر تعلمته فى افريقيا، وحينما بدأت اقدم الحلقة ويدى اليمنى فيها الميكروفون والاخرى فيها الثعبان فوجئت بان الثعبان بدأ يخرج من يدى والتف حول عنقى، لذلك حاولت انهاء الحلقة سريعا، وحينما قام بخنقى ضغطت على رأسه، وبمجرد انتهائى من تقديمه البرنامج احضرت صخرة وضربته على رأسه حتى تركنى، وفى نهاية كل هذه المخاطر التى اقوم بها احصل على حب الجمهور ويكفى عدم وجود بديل لبرنامجى.
■ ما رأيك فى برامج المقالب التى تضمنت اسدًا وغيره؟
- شاهدت هذه البرامج وفى النهاية اراها كلامًا فارغًا، وهذه البرامج تعتمد على الصدمة وتكون هذه اللقطة بها، ومثلا برنامج الفنان هانى رمزى كان مرتبًا ومأمنًا كثيرا للضيف، اما برنامجى طبيعى جدا وشىء آخر، لذلك لا توجد مقارنة.
■ حدثنا عن دخول برنامجك موسوعة «جينيس»؟
- برنامجى دخل «جينيس» لاننى قدمت الف حلقة، ولا يوجد برنامج منوعات فى العالم قدم الف حلقة بنفس المذيع وكانت هناك منافسة بينى و«جورج مايكل» صاحب برنامج «Sports Machine» لكن التميز لى بأنه حينما كان يسافر كان يضع مذيعًا بديلًا له، اما انا قدمت كل حلقات برنامجى بنفسى، وسعيد بقيام قناة النهار بعمل حلقة خاصة طويلة لى احتفالا بمرور الف حلقة، وكان من ضمن الحلقة اننا ذهبنا الى التليفزيون المصرى كى نستعيد بدايتى فى اول استديو بدأت فيه البرنامج ووقتها شعرت بدموع عينى تسقط.
■ ما سر حزنك لدى زيارتك لمبنى التليفزيون المصرى؟
- لاننى شعرت باننى ازور امى وهى متهالكة، وماسبيرو «صعبان عليه» كثيرا، ورغم ان الأستاذة صفاء حجازى رحبت بى كثيرا ومنحتنا تصريحًا للتصوير بداخله ولكن شعرت بان ماسبيرو «شاخ»، ولا انسى اننى تعلمت كثيرا من القيادات بماسبيرو خاصة اننى قدمت البرنامج على مدار 22 عاما فى التليفزيون المصرى.
■ من القيادات التى تعلمت منهم فى ماسبيرو؟
- تعلمت من رئيسة القناة الثانية مديحة كمال، التى ساعدت البرنامج واعطت اشارة البدء له عام 1988، ولا انسى فضلها، فضلا عن اننى تعلمت من كل القادة الكبار فى ماسبيرو، اما القدوة الخاصة بى ومثلى الاعلى لابد أن يكون الافضل فى العالم وهو جورج مايكل صاحب برنامج «Sports Machine»، وانا قدمت حلقة من برنامجى فى استديو جورج مايكل لبرنامجه «Sports Machine» من قبل فى واشنطن ، وكنت سعيدًا كثيرا بهذا الامر، وهو البرنامج الوحيد فى امريكا الذى يقدم على الهواء مع فروق التوقيت كلها، يعنى صباحا فى فلوريدا وعصرا فى لوس انجلوس.
■ ألم تفكر فى تقديم «مواقف وطرائف» فى امريكا؟
 - لم ابحث عن تقديم برنامجى هناك، لان التميز الخاص بى اريد تقديمه فى بلدى وهذا ما حدث بالفعل.
■ هل تؤيد بعض المطالبات بعودة وزير الاعلام؟
- دائما حينما نريد حل مشكلة معينة، نقوم بحلها بعشر مشاكل أخرى، ونحن جربنا وجود وزير الاعلام وغيابه والاثنان لم ينفعا، لان اخلاقيات الناس تغيرت كل شخص ينظر لمصلحته ونفسه ولا يوجد فريق عمل واحد، وهذا يعيدنى الى كشف سر آخر من اسرار نجاح برنامجى يتمثل فى عدم وجود فريق عمل به، واذا دخلت فى هذا الامر سيدمر البرنامج لان كل شخص له وجهة نظر ومصلحة يريد تحقيقها.
■ ما أجمل بلد قمت بزيارته خلال البرنامج؟
- نيوزيلاند قمت بزيارتها خمس مرات، ورغم ابتعادها عن مصر، حيث إنها 28 ساعة بالطائرة، الا انها من اجمل البلاد والتى احب مشاهدتها دائما.