الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

انصفوها قبل أن تكرموها

انصفوها قبل  أن تكرموها
انصفوها قبل أن تكرموها




كتب - محمد سعيد هاشم


احتفالات هنا وهناك، وسيل من التكريمات تحاصر حواء فى شهرها المفضل مارس الذى تجتمع فيه كل المناسبات تقديرا لدورها وإسهاماتها وإنجازاتها، نعم تستحق المرأة المصرية التكريم والاحتفاء، فهى تقدم نموذجًا فريدًا فى العطاء والوفاء، ولكن التكريم يجب ألا يكون مجرد شعارات تدغدغ المشاعر أو عبارات تزلزل الكيان، تكريمها الحقيقى فى أن ننصفها لا أن ننسفها.. نحميها لا أن نشجيها.. نقدرها لا أن نكسرها، فهى تستحق ذلك وأكثر.
لا تخلو أى أسرة من وجود امرأة تقوم بدور عظيم فى الكفاح، وتقدم نموذجًا يحترم فى النضال، تنحت فى الصخر، تقود سفينة الحياة بمفردها أو بمساندة زوجها، تخرج للعمل لتوفر العيش الكريم لأبنائها، تتعرض لانتهاكات ومضايقات، تصمد وتقاوم وتناضل من أجل أبنائها، فالإحصائيات تؤكد أن نسبة المرأة المعيلة وصلت إلى 38%، لتؤكد للمجتمع أنها إمرأة ليست بمائة رجل بل أفضل من أى رجل.
العالم يخصص لها يوما دوليًا، وتقيم مصر لها الاحتفالات، غير آبهة بالإحصائيات والأرقام تدعو إلى الحزن والأسى، بسبب الانتهاكات التى تتعرض لها، حيث تحتل المرأة المصرية المركز الثانى على مستوى دول العالم فى معدلات التحرش الجنسى بعد أفغانستان، وفق تقارير منظمات الدفاع عن حقوق المرأة العالمية، وتأتى مصر ضمن أسوأ 10 دول فى مجال المساواة بين الجنسين طبقاً لتقرير الفجوة بين الجنسين الصادر عن المنتدى الاقتصادى العالمى عن عام 2015، كما احتلت مصر المرتبة الأولى فى معدلات الطلاق على مستوى العالم وفق تقرير مركز المعلومات دعم واتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء.
نعيش فى مجتمع ذكورى كان وما زال ينتقص من حق المرأة وقدرها سواء على مستوى الأسرة أو على مستوى المجتمع ومع كل ما تعانيه المرأة فى المجتمع يجب قبل أن نحتفل بها ننصفها وأن تأخذ حقوقها كاملة فى التساوى بينها وبين الرجل وسرعة إصدار التشريعات التى تحميها من العنف والتحرش والختان وغير ذلك من الحقوق المسلوبة منها، وعندما ننصفها سوف نكرمها.
المرأة المصرية تصنع التاريخ لها بماء الذهب بعطائها لأسرتها ولمجتمعها بدون كلل أو ملل.