الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مارس شهر الحب والألم

مارس شهر الحب والألم
مارس شهر الحب والألم




كتب - مى فهيم

ما إن يهل علينا شهر مارس من كل عام ويبدأ صوت فايزة أحمد يداعب مسامعنا وتتردد فى كل مكان أغنيتها الشهيرة «ست الحبايب» فنجدها تطل عبر أثير الراديو وفى البرامج التليفزيونية وتنطلق فى المحال التجارية لبيع الهدايا، ولَمِ لا وهى الأغنية الأشهر عبر العصور للاحتفال بالأم والتعبير عن حبها والامتنان لتضحيتها وسهرها على راحة أطفالها دون كلل أو ملل.
ولكن هل فكرنا يوما ونحن نتعالى بأصواتنا بالغناء بمن فقد أمه؟ هل فكرنا يوما أننا وربما دون أن نشعر نجدد أحزانهم؟ هل تخيلنا للحظات كيف تمر كلمات تلك الأغانى على مسامع من فقد والدته وعاش يتيما وحيدا؟ هل تأملنا شعور كل أم فقدت ولدها وتعانى لوعة الفقد وأن عيد الأم بالنسبة لها بات يوقظ لهيب الحزن بداخلها.
فكيف بحال أم شهيد صبرت واحتسبت ويأتى عيد الأم من جديد ليذكرها بما يحاول الزمن أن ينسيها ليكون عيد الأم هو عيد الجرح الذى يتجدد عامًا بعد عام دون أن يندمل.
فنحن بكل ما أوتينا من قوة نرسخ فى وجدان كل هؤلاء كراهية شهر مارس وحولنا عيد الأم إلى عيد للألم. نعم فقدان الأم لا تتذكره شهرا واحدا فى العام فمرارة فقد الأم يتجرعها الأبناء ليلا ونهارا ولا ينتظرون مارس ليتذكرون ولكن حالة الصخب العارم والتفاخر بهدايا عيد الأم على مواقع التواصل الاجتماعى «الفيس بوك» تقدم لمن فقد أمه وجبة دسمة من النكد لا يمكن الهروب منها وتلقى بهم للعزلة فى هذا اليوم والبحث عن الوحدة والرغبة فى الحبس الانفرادى بعيدا عن  الأعين.
وبالطبع يجب على كل مبتلٍ الرضا بقضاء الله وقدره ومن فقد أمه يتحثث بالفعل الصبر على مرارة ولكن فقدان الأم لا يضاهيه فقد وكيف لا وهى من حملت همك وهى من تداوى جرحك وهى من تخرج اللقمة من فمها لتضعها فى فم أطفالها.. الأم هى الوحيدة التى تضحى من أجل أولادها دون لحظة تردد أو تفكير.
ولا أطالب بالطبع بعدم الاحتفال بعيد الأم ولكن من كان له أم على قيد الحياة لا بد أن يقيم لها احتفالا كل يوم.. الأم هى جنة الله على الأرض وهى نعمة يجب أن يقدرها الأبناء فى حياتها لأنها إن ذهبت لا تعوض ولو بكنوز الأرض.
ولكن احتفلوا بصمت دون ضجيج وقدموا الحب لامهاتكم دون تباهى أو تفاخر عبر صفحات الفيس بوك.. قدموا الحب لأمهاتكم دون صخب الأغنيات فهناك من يتألم ولا يتكلم، فالقلوب المنكسرة تعانى بما يكفى ولا تتحمل مزيدا من الانكسار لنذكرها من جديد بمرارة الفقد.