الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لن نكل.. كل عام نفس الكلام

لن نكل.. كل عام نفس الكلام
لن نكل.. كل عام نفس الكلام




كتب - نهى عابدين

أتعجب من الصدمة التى طالت البعض بعد اطلاعهم على تصريح الامين العام لمنظمة الامم المتحدة خلال الاحتفال بيوم المرأة العالمى الاسبوع الماضى حول وضع المرأة المصرية فى المرتبة الثانية للنساء الأكثر قهراً على المستوى العربى وفقاً للدراسات التى أجرتها المنظمة  وهل كنا نتوقع مرتبة أفضل! فنحن نشاهد هذا القهر يومياً على وجوههن لا ينقصنا سوى معرفة وصول معدل ختان الإناث إلى 79.5%  للفتيات بين سن 15و29 تبعاً لمسح الجهاز المركزى للتعبئة والاحصاء عام 2014، وهى من ابشع الجرائم التى ترتكب قى حقها.
فإذا علمنا أن نسبة البطالة  وصلت إلى 24% للاناث مقابل 9,6%من الذكور كما اعلن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء عام 2015 وان نسبة التمثيل النسائى فى البرلمان لم تتجاوز الـ 15% وفقاً لاحصاءات اللجنة العليا للانتخابات 2016 بينما المشاركة فى المناصب الوزارية لا تتعدى الـ 9% تبعاً لموقع رئاسة الوزراء  لن نتعجب من تصريحات حول قهر المرأة المصرية وحصرها فى دورها الفطرى والطبيعى (الزواج و الامومة).
فالمطالبة  بتحرير النساء المصريات من ذكورية المجتمع مرت عليها اكثر من مائة عام بدءاً من دعوات تحرير المرأة على ايدى هدى شعراوى وقاسم أمين وغيرهما إلا إننا مازلنا فى عام 2017 الذى اطلق عليه (عام المرأة) نرى التمييز ضدها بكل صوره ومحاولة قهرها عمداً  مع سبق الاصرار والترصد فهى تعانى من ثقافة تربوية تشير دائما الى تبعية المرأة لـ«هو» ورفض أى محاولة منها لتحقيق كيان مستقل بها، وكأنها لم تستقم إلا به.. نظراً لاهتمامى العملى والشخصى بقضايا المرأة دائماً ما اجد نفسى أمام ادق تفاصيل المعاناة والاضطهاد والتى تحاصر «هن» فمن خلال الاطلاع على جداول التقسيم المهنى للقطاع الحكومى نجد ان اغلب وظائف النساء ينحصر فى جانب الرعاية والأعمال الخدمية بينما يقل فى اعمال التعدين وغيرها وذلك مؤشر يوضح مدى التمييز بناء على الجنس.. لا انسى كلمات الاحباط التى سمعتها من  فتاة تدعى «دعاء» خريجة كلية هندسة قسم عمارة بتقدير جيد جدا عندما قررت التقدم لإحدى الشركات الهندسية وصدمها رد الشركة «احنا مش بنوظف بنات فى القطاع الهندسى».
وحدث ولاحرج عن قانون الاحوال الشخصية الذى يتعامل مع المرأة  كشىء له دور محدد تحت وصاية الرجل وهو امر يحتاج الى احاديث مطولة فرغم كل ما حصلت عليه الا ان هناك الكثير من القوانين والتشريعات التى لا تزال محلك سر لم يحرك ساكناً لينصفها ويظل حبراً على ورق وكلاماً مرسلاً يتحدث به المثقفون فى وسائل الاعلام لذلك سنظل نعلن كل عام ان المرأة لن تكل ولن نتوقف نحن عن البحث عن حقوقها المسلوبة عبر احلام مشروعة  حتى  تُمحى كلمة التهميش من قاموس المجتمع وسنكون كقطرات الماء الى تخلق لنفسها مجرى بين الصخور بتواصلها وليس بقوتها.