الأربعاء 25 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

على جمعة: داعش والجماعة الإرهابية تترنح وفتواها جزء من دورهم فى إسالة الدماء

على جمعة: داعش والجماعة الإرهابية تترنح وفتواها جزء من دورهم فى إسالة الدماء
على جمعة: داعش والجماعة الإرهابية تترنح وفتواها جزء من دورهم فى إسالة الدماء




كتب - صبحى مجاهد


أصدرت داعش منذ أيام إصدارا مرئيا تحت عنوان «فقاتلوا أئمة الكفر» هاجم فيه علماء المسلمين ودعا أنصاره إلى استهدافهم وقتلهم متى سنحت لهم الفرصة وذلك باعتبارهم كفارًا موالين للطواغيت ومناصرين لأعداء الأمة، وهى محاولة جديدة يقوم بها تنظيم داعش لتحريض مرضى النفوس ومنتمى الفكر المتشدد إلى استهداف علماء الدين الذين يكشفون زيف دعاويهم باسم الدين.
فمن جانبه يرى الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن فتوى داعش هى جزء من سلسلة إهدار الدم التى تقوم بها تلك الجماعة، وقال: إن تنظيم داعش الإرهابى يعيش اليوم أسوأ فتراته ويترنح لأن دوره انتهى، فداعش والجماعة الإرهابية مسئولة عن كل هذه الدماء ولذلك لن ينصرهم الله فى النهاية.
ولفت إلى أن الإنسان إذا تدبر وأحسن التفكير سيعرف من هى الجماعة الإرهابية ومن هو تنظيم داعش، وقال: نحن على يقين أن مثل هذه الجماعات يستغلهم أعداء الله ورسوله لبث الفتن بين المسلمين.
وأعطى الدكتور على جمعة مثالا على ذلك، وهو من أين تحصل داعش ومثل هذه الجماعات على ذخيرة لأسلحتها فمن السهل امتلاك السلاح ولكن من الصعب امتلاك ذخيرة لأن دولا معينة فى الغرب هى التى تقوم بصناعته.
ولفت إلى أن خوارج هذا العصر يوجد منهم من يقرأ القرآن ويحفظه وهذا ليس دليلا أنهم على صواب، فهم بالفعل يقرأون القرآن ولكن القرآن يلعنهم، وتابع الدكتور على جمعة أن داعش والجماعة الإرهابية وأمثالها مشوهات طرأت على الإسلام، وأنهم أصبحوا ألعوبة فى أيدى أعداء الله ورسوله لقتل المسلمين.
الدكتور على جمعة: الجيش المصرى يعرف المعنى الحقيقى للجهاد
أكد د. مجدى عاشور المستشار العلمى لمفتى الجمهورية من يحاولون النيل من علماء المؤسسة الدينية ووصفهم بأنهم علماء دولة وأن فتواهم مخالفة جاهلون، وليس لديهم أدوات علم أو مهارات إفتاء، وقال: «لا نلتفت لكلام هؤلاء الذين يشككون فينا كعلماء لأنهم ليس عندهم علم، ولا يدركون الواقع، كما أن المتشددين يعرفون النصوص ولا يعرفون الواقع، والسطحيون يعرفون الواقع ولا يعرفون النصوص، أما الوسطيون يعرفون الواقع والنصوص».
أضاف: أن المتشددين عور العين ينظرون للنصوص وحدها لو بفهم خاطئ، بينما العلماء الحقيقيون والذين تدربوا على مهام الفتوى ينظرون لكل النصوص والواقع، وقال: «إذا لم تكن عالما للدولة ستكون عالما للفرد أو تكون عالما لغير هذه الدولة، حيث نجد علماء تركوا بلادهم ليكونوا علماء لدولة أخرى، فكون العالم عالم دولة فهو يحافظ على تلك الدولة، وشدد على ان العالم لا ينبغى بسبب خلافه السياسى أن يكون ضد الدولة.
فيما علق مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية بأن التنظيم الإرهابى يوقن أن علماء الأمة هم حائط الصد الأول فى الدفاع عن الإسلام وفضح تزييف الجماعات المتطرفة للنصوص المقدسة من القرآن والسنة، وبالتالى هم الهدف الأول لهذه الجماعات والتيارات التى تسعى إلى نشر التطرف والعنف والقضاء على كل معانى الأمن والسلام فى الإسلام.
وكانت «ولاية الخير» التابعة لتنظيم «داعش» الإرهابى قد نشرت إصدارًا جديدًا يهاجم علماء المسلمين ويتهمهم بالكفر والتدليس على المسلمين وتضليلهم وتطويع الشرائع الدينية لخدمة السلاطين والحكام، وتشويه معانى الجهاد وإقامة الدولة الإسلامية وتطبيق الشريعة، ومولاة غير المسلمين ونصرتهم على المسلمين، وغيرها من الاتهامات والادعاءات التى تهدف إلى النيل من علماء الأمة ودفع جموع المسلمين إلى الإعراض عنهم باعتبارهم قد «باعوا دينهم بعرض من الدنيا».
وقال المرصد: إن هذا الإصدار يحمل العديد من الدلالات المهمة التى ينبغى التنبه لها، أولها أن التنظيم الإرهابى يسعى إلى تنشيط خلاياه النائمة وذئابه المنفردة فى مختلف الدول العربية والإسلامية لتعويض خسارته فى المعارك المباشرة مع التحالف الدولي، خاصة أن عمليات الذئاب المنفردة تكون أكثر قوة وقدرة على التأثير فى مجريات الأحداث على المستويات الإقليمية والدولية، إضافة إلى كونها عمليات أقل كلفة إذا ما قورنت بالعمليات العسكرية المباشرة مع القوات العراقية أو قوات التحالف.
وتشير الدلالة الثانية إلى محاولة التنظيم اجتذاب العناصر المتطرفة والتكفيرية من تنظيم «القاعدة» والتى ظهرت بوضوح فى مقطع الفيديو الذى نشره التنظيم وظهر فيه زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن فى مشهد يحمل دلالة تأييد «داعش» لبن لادن واعتباره أنه رمز من رموز الجهاد والقتال فى سبيل الله، بما يوحى بأن «داعش» لا تعادى القاعدة وإنما تعادى قيادتها الحالية، وأنها تدين بالولاء لزعيم القاعدة الأول أسامة بن لادن، وهو مشهد ربما يحدث أثرًا فى نفوس عناصر القاعدة ويدفع البعض منهم إلى الانضمام إلى «داعش».
وأضاف المرصد: أن الدلالة الثالثة للإصدار المرئى هو إدراك «داعش» لدور العلماء ورجال الدين المسلمين فى مواجهة حملات التضليل والتشويه التى يقوم بها التنظيم الإرهابي، ومتابعته للمواقف القوية لعلماء المسلمين فى مواجهة الجماعات التكفيرية وفتاويها المضللة، والتى فضحت الكثير من الدعاية المضللة والهدامة التى تنشرها الجماعات الإرهابية تحت دعاوى دينية، وكشفت زيفها ونبهت جموع المسلمين من الانسياق ورائها أو الانخداع بها، وهو دور مهم ومحورى فى مواجهة الجماعات التكفيرية مما دفع تلك الجماعات إلى استهداف العلماء وحث أتباعهم على اغتيالهم بشتى السبل الممكنة.
ولفت المرصد إلى أن مقطع الفيديو يكشف عن الجهل المحدق لدى «داعش»، وقلة العلم والفهم لدى أنصاره، حيث يرد الفيديو على من يتهم التنظيم بالجهل وقلة العلم، بذكر الآية الكريمة (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ) أى أن الجهاد بمعنى القتال هو السبيل الوحيد للهداية إلى الحق، دون طلب للعلم أو معرفة بالعلوم الشرعية والدينية، وهو جوهر مشكلة هذا التنظيم ومن على شاكلته، حيث يعتبرون أن الإسلام مرادف للقتال، وأن القتال وحده هو السبيل إلى الهداية والسبيل القويم للجنة، وبالتالى فمن يرجو الهداية فعليه بالقتال والانضمام إلى تلك الفئة التى تعيث فى الأرض فسادًا.
وتابع المرصد أن أحد عناصر تشويه داعش لعلماء الأمة هو عرض بعض المشاهد التى تجمع علماء الأمة برجال الأمن والجيش أو عدد من القساوسة ورجال الدين المسيحي، أو عدد من الوفود والمسئولين الأجانب، وكأن رجال العلم دورهم هو معاداة رجال الأمن والجيش وقتال غير المسلمين فى الداخل والخارج، أى أن صورة رجل العلم لدى «داعش» هو الفرد المقاتل لكل الأديان والأعراق والأجناس عدا أبناء تنظيمه وجماعته، وهو منهج مناقض لكل القيم الإسلامية الكبرى وهادم لكل المعانى الإنسانية والحضارية التى أسس لها الإسلام منذ البعثة إلى يومنا هذا.
ودعا مرصد الإفتاء جموع المسلمين من مختلف الدول والأقطار إلى التمسك بالتعاليم السمحة والوسطية التى ينشرها العلماء المعتدلون هنا وهناك، ونفض غبار الدعاية المضللة والقاتلة التى يروج لها أئمة العنف والتكفير فى داعش وغيرها، والتنبه إلى خطورة استهداف علماء الأمة وأصواتها المستنيرة من قبل أنصار العنف ومروجيه.