الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

حوار‮ "‬الطرشان‮" ‬في الضبعة‮!‬





كتب د. حماد عبدالله حماد 14 سبتمبر 2009
 
هذا الحوار الذي فتحت له جريدة الأخبار الغراء،‮ ‬قاعة مصطفي أمين التاريخية،‮ ‬لكي يدور بين فريقين،‮ ‬أحدهما مدافعاً‮ ‬عن موقع الضبعة التاريخي لإنشاء أول محطة نووية مصرية للأغراض السلمية،‮ ‬وبين فريق يري بأن ليست الضبعة هي المكان الملائم،‮ ‬حيث إمتد إليها الاستثمار السياحي والترفيهي وإن كنت أشك في كلمة‮ (‬الاستثمار‮) ‬حيث إن الساحل الشمالي الذي يعمل شهرين في السنة،‮ ‬ويغلق أبوابه وشبابيكه وكل مداخله ومخارجه عشرة شهور،‮ ‬لأصحاب الحظ من المصريين وغيرهم الذين إدخروا بعض أموالهم في منازل ومنتجعات صيفية خاصة،‮ ‬دون رجاء أو أمل في أن تستثمر تلك العقارات في نشاط سياحي أو ترفيهي‮.‬

كما نتمني أو يتمني الحالم بمستقبل أفضل لهذه المنطقة في مصر،‮ ‬إلا أن الفريق الذي يدافع عن الطاقة المصرية السلمية وموقع الضبعة،‮ ‬لايجد مساندة إعلامية كافية حيث إن الفريق الآخر،‮ ‬صاحب حظوة،‮ ‬وصاحب صوت عال وكذلك صاحب منطق،‮ ‬فهم الذين بدأوا الاستثمار أو البناء،‮ ‬حينما كان موقع الضبعة مغلقًا بسور ثلاثي الأضلاع والبحر رابعهم،‮ ‬لأكثر من عشرين عاماً‮ ‬دون نفس‮! ‬

وبالتالي فإن الدفاع عن‮ "‬السور‮" ‬وارد من منطق ضعيف وواهن وغير مسنود بأسباب مقنعة سوي الحس الوطني نحو المشروع النووي‮! ‬كما أن الحوار قد أخذ زوايا أخري،‮ ‬حيث قال من قال،‮ ‬إن بحيرات السد العالي‮ (‬ناصر‮) ‬هي مكان لائق أكثر لمحطة نووية،‮ ‬وكذلك‮ "‬مرسي علم‮" "‬وحلايب‮" "‬وشلاتين‮"‬،‮ ‬وغيرها من مواقع كثيرة في مصر،‮ ‬لم يصل إليها أصحاب الحظوة من المصريين اختصوا بأراض بملاليم،‮ ‬واستعمروها لكيانات وعقارات صيفية،‮ ‬وأصبحت تلك الأصول أم ملاليم،‮ ‬بمئات الملايين،‮ ‬هنا المنطق الذي له صاحب وله أصدقاء وله عملاء وخبراء،‮ ‬وغيرهم فمنطقهم أوضح،‮ ‬وصوتهم أعلي وفلوسهم أكثر‮ (‬أيضاً‮).‬

‮ ‬أما أصحاب الرأي الأول وهم أصحاب فكرة الوطن،‮ ‬والبلد والشعارات الوطنية والتي أصبحت في تاريخنا الحالي،‮ ‬تسمي بشعارات جوفاء،‮ ‬لا يحميها مال ولا قوة ولا خبراء،‮ ‬ولا يحزنون‮! ‬بل يحميها ويقف بجانبها الضمير المصري،‮ ‬ويقف بجانبها الحق،‮ ‬حيث حق القرار السابق للاستثمار العقاري يجب أن نحافظ عليه كمصريين‮! ‬وكأن ملكية الوطن لأصوله،‮ ‬أقوي من ملكية الأفراد لجزء من أصول الوطن‮ -‬وهكذا يجب أن يحُّققْ‮ ‬العدل‮- ‬أما عكس ذلك،‮ ‬أشك كثيراً‮ ‬بأن منطق المال والصوت العالي يمكنه كسب معركة الحوار في قاعة‮ "‬مصطفي أمين‮" ‬أو في المحاكم المصرية‮!‬