حوار "الطرشان" في الضبعة!
حماد عبد الله حماد
كتب د. حماد عبدالله حماد 14 سبتمبر 2009
هذا الحوار الذي فتحت له جريدة الأخبار الغراء، قاعة مصطفي أمين التاريخية، لكي يدور بين فريقين، أحدهما مدافعاً عن موقع الضبعة التاريخي لإنشاء أول محطة نووية مصرية للأغراض السلمية، وبين فريق يري بأن ليست الضبعة هي المكان الملائم، حيث إمتد إليها الاستثمار السياحي والترفيهي وإن كنت أشك في كلمة (الاستثمار) حيث إن الساحل الشمالي الذي يعمل شهرين في السنة، ويغلق أبوابه وشبابيكه وكل مداخله ومخارجه عشرة شهور، لأصحاب الحظ من المصريين وغيرهم الذين إدخروا بعض أموالهم في منازل ومنتجعات صيفية خاصة، دون رجاء أو أمل في أن تستثمر تلك العقارات في نشاط سياحي أو ترفيهي.
كما نتمني أو يتمني الحالم بمستقبل أفضل لهذه المنطقة في مصر، إلا أن الفريق الذي يدافع عن الطاقة المصرية السلمية وموقع الضبعة، لايجد مساندة إعلامية كافية حيث إن الفريق الآخر، صاحب حظوة، وصاحب صوت عال وكذلك صاحب منطق، فهم الذين بدأوا الاستثمار أو البناء، حينما كان موقع الضبعة مغلقًا بسور ثلاثي الأضلاع والبحر رابعهم، لأكثر من عشرين عاماً دون نفس!
وبالتالي فإن الدفاع عن "السور" وارد من منطق ضعيف وواهن وغير مسنود بأسباب مقنعة سوي الحس الوطني نحو المشروع النووي! كما أن الحوار قد أخذ زوايا أخري، حيث قال من قال، إن بحيرات السد العالي (ناصر) هي مكان لائق أكثر لمحطة نووية، وكذلك "مرسي علم" "وحلايب" "وشلاتين"، وغيرها من مواقع كثيرة في مصر، لم يصل إليها أصحاب الحظوة من المصريين اختصوا بأراض بملاليم، واستعمروها لكيانات وعقارات صيفية، وأصبحت تلك الأصول أم ملاليم، بمئات الملايين، هنا المنطق الذي له صاحب وله أصدقاء وله عملاء وخبراء، وغيرهم فمنطقهم أوضح، وصوتهم أعلي وفلوسهم أكثر (أيضاً).
أما أصحاب الرأي الأول وهم أصحاب فكرة الوطن، والبلد والشعارات الوطنية والتي أصبحت في تاريخنا الحالي، تسمي بشعارات جوفاء، لا يحميها مال ولا قوة ولا خبراء، ولا يحزنون! بل يحميها ويقف بجانبها الضمير المصري، ويقف بجانبها الحق، حيث حق القرار السابق للاستثمار العقاري يجب أن نحافظ عليه كمصريين! وكأن ملكية الوطن لأصوله، أقوي من ملكية الأفراد لجزء من أصول الوطن -وهكذا يجب أن يحُّققْ العدل- أما عكس ذلك، أشك كثيراً بأن منطق المال والصوت العالي يمكنه كسب معركة الحوار في قاعة "مصطفي أمين" أو في المحاكم المصرية!