الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

فى عيدها.. أين نصيب أم المعاق ذهنيًا من التكريم؟

فى عيدها.. أين نصيب أم المعاق ذهنيًا من التكريم؟
فى عيدها.. أين نصيب أم المعاق ذهنيًا من التكريم؟




نسرين عبدالرحيم  تكتب:

أيام قليلة ويهل علينا عيد الأم، ذلك اليوم الذى تقوم فيه معظم منظمات المجتمع المدنى، والاحزاب، والجمعيات الخيرية، بالاحتفال، وتتسابق فيه على دعوة رجال الأعمال والشخصيات المرموقة فى المجتمع.
وبالتأكيد تبحث تلك الجمعيات والأحزاب والمنظمات عن نساء نجحن فى تربيته أبنائهن، والعبور بهم لبر الامان، ليكون أول المكرمين.
ولكن لم نعتد أن نجد تكريمًا واحدًا لأم معاق ذهنيًا، أو حركيًا، بالرغم من أن هناك المئات من الأمهات، بل وهناك أمهات لثلاثة أو اثنين من المعاقين، صحيح إنهن لن يعبرن بهم بر الأمن، حيث إن القدر فرض عليهن قيود الإعاقه، ولكن تلك القيود تجعل من هؤلاء الأمهات رمزا للعطاء.
وللأسف الشديد تلك الأمهات يعانين فى اليوم ألف مرة، نتيجه لعدم تفهم المجتمع لاعاقة أبنائهن، وعدم تقبله لهم أحيانا كثيرة، مهما أقيمت المؤتمرات وكتبت المقالات التى تبحث عن حلول لدعم المعاق خصوصًا المعاق ذهنيًا، إلا أن المجتمع ما زال أمامه الكثير لتفهم الأمر.
على سبيل المثال، أين المدارس المناسبة للحالات المختلفة من الإعاقة الذهنية؟ فهناك اشكال مختلفة لتلك الإعاقة، فهناك الطفل «الدون» وهناك «الاوتزم» أو مريض التوحد، وهناك الطفل الذى يعانى من ضمور بالمخ، وكل نوع له طبيعة خاصة ومختلفة تمامًا، لا بد أن تكون هناك مدارس خاصة بالطفل الدون، والطفل مريض التوحد، ولا بد من دمج هؤلاء الأطفال مع الأسوياء، لرفع مستوى ذكائهم، ولكن للأسف عندما قامت السيدة ندى ثابت، وهى صاحبة إحدى الجمعيات المختصة بالمعاقين، بمحاولة تطبيق الدمج، وجدت أن المدرسين لا يتقبلون ذلك، بل ووجدت أيضا أن بعض أولياء الأمور يخشون على أبنائهم!
أيضا لماذا لا توجد دور رعاية على مستوى عال من الكفاءة، وبها متخصصون لرعايتهم فى حالات كِبَر أو فقد ذويهم؟ ولماذا ايضا لا تكون هناك مسلسلات، بل وأفلام قصيرة خاصة بالمعاق؟ لرفع مستوى ذكائه وتوعيته، خصوصا «الدون» وأيضا تخاطب وتوعى المجتمع بكيفية التعامل مع هؤلاء الأطفال؟ الذين يملكون مهارات كثيرة تكاد تدفن نتيجة لنظرة المجتمع المتدنية ووصمهم لهم.
فى النهاية لا بد أن يكون عيد الأم أكثر من يوم يكون عيداً يحتفل فيه المجتمع بالمرأة، وينحاز للأم التى ترعى معاقًا، لأنها تعانى الكثير والكثير، بل لا بد أن تكون هدية المجتمع فى تلك العيد هى توفير منظومة فكرية، ووضع خطط ترقى بالمعاق، وتجعل منه فردًا منتجًا، وتخرجه للمجتمع وتوفر له اماكن للتنزه خاصة، هو وأسرته، وتوفير وسائل تنقل «ليموزين» بأرقام خاصة للمعاق، تستطيع أى أم أو أسرة أن تتصل بتلك الأرقام لتأتى لهم بأسعار زهيدة، وأن يوفر لهم المجتمع مدارس لا ترتبط بسن معين لرعايتهم وإخراج مهارتهم، وأن يكون هناك دور رعاية على أعلى مستوى، وبأقل سعر لهم لرعايتهم على ايدى متخصصين.
وأيضا يكون هناك بروتوكلات بين القناصل لتوفير فرص السفر للخارج لهم، سواء للتنزه أو للعلاج مما يعمل على رفع معنوياتهم وأيضا يعلى من مكانتهم وقدرهم فى المجتمع، وأيضا تطبيق عقوبة رادعة على مَن يسخر من إعاقتهم، فلو انشغلنا بالتفكير فى كيفية إسعاد المعاق وأسرته لوجدنا مئات الأفكار، بعيدًا عن استغلال بعض الجمعيات لهم لجمع تبرعات لا يستفيد منها المعاق، فعندما نفكر أن ننهض بالمعاق ونجعل له قيمة واحتراماً سيحترم كل فرد فى المجتمع الآخر.