السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أجمل امرأة فى الكون

أجمل امرأة فى الكون
أجمل امرأة فى الكون




شريط طويل من الذكريات ماثل أمام عيني، وأنا أبدأ فى جمع خيوط أفكاري، لأكتب عن واحدة من أفضل النساء التى عرفتها فى حياتي، وأثرت فى تكوينى العلمى والثقافى، إنها أمى الحبيبة التى حملتنى تسعة أشهر وهنًا على وهن، وكانت تتنبأ أنها ستلد بنتًا، وبعد مجيئى للحياة طارت من الفرح، لأننى كنت وجه السعادة والخير على الأسرة، ثم حالفنى حظى السعيد أن أحج إلى بيت الله الحرام وأنا طفلة صغيرة أنعم بدفئها وحنانها وكان عمرى وقتها عامين، فقد تكبدت أمى عناء حملى بين أحضانها أثناء قيامها بالطواف حول الكعبة وتناوبت، مع أبى، فى حملى حتى انتهيا من أداء فريضة الحج بسلام.
أمى صاحبة الفضل على بعد الله عز وجل فى دفعى للأمام حتى أصبحت «صحفية» بمؤسسة روزاليوسف، فهى أول إنسانة تغرس فى حب العلم والمعرفة والقراءة منذ نعومة أظافري، فكانت تؤمن بأهمية تنظيم وقت أبنائها بين ممارسة الرياضة وقراءة القصص، وكانت تشترى لنا قصص ميكى وحجا وقصص التلوين وقصص الأنبياء وتتناقش معنا بعد قراءتها، كما تنصحنا دومًا بأهمية المحافظة على القصص التاريخية وكتب الدين والنحو والقواميس لأننا سنعود إليها يومًا ما، فهى تؤمن بأن الكتب زاد الإنسان فى الحياة وتعد من الكنوز الحقيقية التى تُسهم فى تشكيل شخصية الإنسان ومداركه.
ومن أحب الأعمال إلى نفسها فى بداية كل عام دراسي، أن تذهب إلى المدرسة وتحمل الكتب ثم تكتب اسمى على كل كتاب بخطها المتسم بسلاسته وعذوبته، ثم تبدأ مهمتها الكبرى وهى مساعدتنا فى استذكار دروسنا بل وتلخيصها لنا عن طريق إبراز العناصر المهمة وشرحها بطريقة ميسرة بعيدًا عن الحفظ والتلقين، ولا يفوتنى أن أذكر دموع الفرح وهى تنساب من عيون أمى أثناء حضورها جميع حفلات تكريمى فى المدرسة، فكانت اللحظة التى تنتظرها بفارغ الصبر، ولا أنسى نظرة الإعجاب والفخر بى وتصفيقها لى وذلك عند صعودى منصة التكريم لأحصل على وسام وشهادة تقدير من مدرستى «منارة القاهرة الإسلامية للغات»، وهى المدرسة التى اختارتها والدتى ووالدى لكى التحق بها.
ومن الخصال الحميدة التى تتمتع بها أمى أنها تضرب لنا دومًا أروع مثال فى التضحية والصبر والقناعة، كما أنها لا تألو جهدًا فى توفير المناخ الملائم لأبنائها حتى يستذكرون دروسهم، وفى خضم مسئولياتها وأعبائها العديدة، لم تنس تحقيق حلمها فى الحصول على زمالة طب الأسرة حيث أصرت على ترقية نفسها وصقل مهاراتها حتى نجحت فيما كانت تصبو إليه.
كلما أنظر فى عينيها ألمس نهرًا متدفقًا من الحنان والطيبة والأمان، كما تشع عيناها طاقة نور وشعاع أمل متجدد يُضىء لنا الطريق فى الحياة، فطوبى لمن رزقه الله بأم صالحة أرضت ربها وربت أبناءها على طاعة الله ورسوله والعمل الدءوب للنجاح فى الحياة.
أسطر تلك الكلمات لأقدمها هدية لك فى عيدك بجانب هديتى الأخرى التى أحب أن اختارها بنفسى لكى أقبل جبينك ويديك فى عيد الأم الذى تستحقينه طوال العام، وفى نهاية مقالى أتمنى أن يمتعك الله بموفور الصحة والسعادة والعافية وأن تجنى ثمار جهدك وتعبك وأن يبعد الله عنك أى شر أو أذى أو مكروه.