اقتراح لقانون الضرائب!
حماد عبد الله حماد
كتب د. حماد عبدالله حماد 15 سبتمبر 2009
لا شك أن قانون الضرائب الجديد الذي طبقته مصر منذ أربع سنوات قد حقق إنجازاً رائعاً حيث زادت الإقرارات الضريبية أضعاف ما كان عليه الحال قبل صدور القانون، ولا شك أيضاً أن الموازنة العامة للدولة قد حققت دخلاً طيباً قد أراح قليلاً عبء المسئول عن السياسة المالية في مصر بعد زيادة العائد من الضريبة العامة ولا شك أيضاً أن تسمية الجهاز بمصلحة الضرائب المصرية كان لها دلالة وطنية مع تلك الحملة الإعلامية الضخمة التي حركت كل طوائف المجتمع لكي تدخل في مظلة الاقتصاد الرسمي في البلاد وأيضاً تخفيض الضريبة إلي 20٪ بعد أن كانت 40٪ بالإضافة إلي 2٪ تمغات قد سهلت الأمور علي الممولين المصريين وجعلت المنطق يحكم عملية التحصيل من الجميع لحق الدولة في الضرائب العامة.
ولكن مع التطبيق ظهرت بعض العيوب وهي علي حق فمن التعديلات التي تمت وكنا ننادي بها منذ فترة مناقشة القانون بأمانة سياسات الحزب الوطني بأن الجامعات الخاصة والمعاهد الخاصة والمدارس الخاصة لم تنشأ من أجل سواد عيون الناس ولا هي منشأة من أجل أداء خدمة وطنية فهي تعمل لتربح فهي شركات أسست من أجل الربح وهذا حقها ولكن حق الدولة في أن تحصل علي نصيبها من الضرائب من الأرباح التي يحققها أصحاب تلك الشركات التعليمية وقد لاقي هذا الاقتراح اعتراضًا قويا خاصة من الدكتور يوسف بطرس غالي (ابن يعقوب) حامي خزائن مصر الحديثة!!
إلا أن بعد فترة قد اتضح أن هذا الاقتراح حقيقي وقابل للتطبيق وعُدِلَ القانون وأضيفت تلك الشريحة من المجتمع إلي المجتمع الضريبي وأتمني أن تعلن وزارة المالية ومصلحة الضرائب المصرية عن عائد هذه الشريحة بعد أن دخلت المجتمع الضريبي.
والآن أقترح وما زلت أقترح!!
حيث كان اقتراحي أيضاً منذ مناقشات القانون عام 2005 بأن تكون هناك ضريبة حوالي 5٪ علي من تكون أرباحهم فوق الخمسين مليون جنيه صافية في السنة.
ولعل تصريح رئيس المصلحة الدكتور أشرف العربي بأن مبلغ خمسة وخمسين مليار جنيه صافي ضرائب دفعها حوالي مائتين من الممولين المصريين!! أي أن مكاسب صافية (لمائتي فرد أو جهة عينية) هو مبلغ مائتين وخمسة وسبعين مليار جنيه (275 مليار جنيه)!!.
لو استحققنا منهم 5٪ أي حوالي 15 مليار جنيه ووجهناها فوراً للتعليم ما قبل الجامعي سوف نكون قد قمنا بعمل رائع للوطن سبق وكتبت هذا في مقالة تفصيلية من قبل ولكن لا حياة لمن تنادي!! لم يعلق أحد للآن وكأني أنفخ في قربة مقطوعة (مثل شعبي)!!
