الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

د. عمرو الوردانى مدير التدريب بدار الإفتاء: نكافح مراكز تأهيل الزواج الوهمية.. ودورات الإفتاء للجميع

د. عمرو الوردانى مدير التدريب بدار الإفتاء: نكافح مراكز تأهيل الزواج الوهمية.. ودورات الإفتاء للجميع
د. عمرو الوردانى مدير التدريب بدار الإفتاء: نكافح مراكز تأهيل الزواج الوهمية.. ودورات الإفتاء للجميع




  حوار ـ مروة عمارة

أعلن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء نتائج دراسة تطور ظاهرة الطلاق خلال العشرين سنة الاخيرة (1996 ■ 2015)، وكشف خلالها أن الطلاق أصبح بمعدل 40% من حالات الزواج التى تمت فى الخمس سنوات الماضية بعدما كانت 7%، وأظهرت الإحصائية أن 900 ألف حالة زواج تتم سنويًا، لكن نسبة كبيرة من هذه الحالات ينفصل فيها الزوجان، وحالة طلاق واحدة تحدث فى مصر كل 4 دقائق، والإجمالى 3 ملايين مطلقة، لتؤكد الإحصائيات أن مصر تحتل المرتبة الأولى عالميا، وخلال عام 2016 صدر 89459 دعوى طلاق و 90 ألف دعوى خلع تلقيها محاكم الأسرة، طبقا لإحصاءات رسمية.. وهو ما دعا الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى  الدعوى لإصدار قانون ينظم حالات الطلاق الشفوى، بعد ارتفاع معدلات الانفصال خلال الفترة الأخيرة،  ومع خطورة الوضع تنبهت دار الافتاء لتلك القضية التى تهدد المجتمع المصرى، ودعت لتنظيم دورات تأهيلية للمقبلين على الزواج وايضا المتزوجين، من أجل تقليل نسب الطلاق بمصر.
وقد بدأت دار الافتاء بالفعل قبل عامين بتنظيم «دورات تأهيلية للمقبلين على الزواج»، وعقدت ثلاث دورات لتأهيل الشباب والشابات المقبلين على الزواج وتزويدهم بالخبرات والمهارات التى يستطيعون بها تأسيس بيت قوامه المودة والرحمة والحب، ونظمت مؤخرًا الدورة الرابعة. «روزاليوسف» حاورت الدكتور عمرو الوردانى، أمين الفتوى ومدير التدريب بدار الإفتاء، والمشرف على برنامج تأهيل المقبلين على الزواج بدار الافتاء، للوقوف على نتائج تلك الدورات وأهميتها ودورها فى مكافحة «بيزنس» دورات التأهيل ومكاتب الاستشارات الأسرية المجهولة التى تتاجر بالاسر المصرية.

 

 ■ فى البداية ما أهمية برنامج المقبلين على الزواج.. ولماذا فكرت دار الافتاء فى اتخاذ تلك الخطوة؟
- دار الإفتاء تتلقى سنويا 38 ألف وأربعمائة سؤال عن الطلاق، بما يعادل 3200 فتوى شهرياً، وهو الذى جعل الدار تستشعر خطورة الأمر وتلك الظاهرة التى انتشرت فى مجتمعنا المصرى وضرورة تنظيم تلك الدورات للتأهيل.
وقصدت دار الافتاء  سد الحاجة المجتمعية إلى الإرشاد والتأهيل المناسب إلى شباب المجتمع المقبل على الزواج تحقيقا لمقصد مهم من مقاصد الشرع الشريف وهو بناء الأسرة التى هى أساس المجتمع على قدر من الوعى الصحيح، والعلم الرصين، ويهدف البرنامج فى دورته الرابعة الى تدريب وتأهيل وإرشاد عدد من المقبلين على الزواج على مهارات الحياة الزوجية وكيفية التعامل مع المشكلات والضغوط الحياتية التى يواجهها الزوجان، وايضا تأهيل المتزوجين، فهناك ازواج يحضرون للتدريب والتأهيل رغبة منهم فى التغلب على المشاكل التى تواجههم.
ودار الافتاء تعى أن الزواج من أهم وأخطر الأمور الشرعية؛ وذلك لخطورة ما يترتب عليه من أثار على كلا الطرفين، الزوج والزوجة، وعلى جميع المحيطين بهم، وعلى المجتمع من بعد ذلك، واخراج جيل من الأبناء الذين يكونون امتدادا للأجيال السابقة فيما بعد، وخبرة دار الافتاء تؤهلها للقيام بهذا الدور ومحاولة تقليل نسب الطلاق المرتفعه بين الشباب ومساعدتهم على تكملة حياتهم، ونسعى  أيضًا للتوعية أن الزواج تواصل انسانى، ولا بد ان يكون هو أساس الحياة.
■ وكيف ترى أسباب الطلاق بين الشباب؟
- تزايد حالات الطلاق بشكل يهدد استقرار الأسر المصرية، بسبب انتشار الأفكار والمفاهيم المغلوطة والمنحرفة المفسدة للزواج والأسرة؛ خاصة مع انتشار التيارات المتشددة وانتشار أفكارها عبر وسائل الإعلام المختلفة ما جعل كثيرًا من الأحكام الشرعية والقيم الأخلاقية مشوشا عليه بسبب ما تقوم به تلك التيارات من ضحيج، هذا بالاضافة للمشاكل الاقتصادية ودور التكنولوجيا وابرزه الانترنت فى خلق مشاكل بين الازواج، وعدم القدرة على التوافق مع اختلاف الطباع.
 ■ وهل يعى الشباب تلك الأسباب خلال الدورة ويتم تجنبها فيما بعد؟
- أغلب الشباب يعون التصورات الخاطئة عن الجواز وكأنه فرصة مادية أو اجتماعية وليس مرحلة كبرى مهمة بحاجة للتخطيط، ومشاكل السوشيال ميديا والضغوط الاقتصادية، ولكنهم يرضخون لطلبات الأهل  المبالغ فيها رغم الأزمة الاقتصادية وهى السبب الرئيسى للخلافات بين الازواج، دون الاهتمام بالاخلاق، وهو ما نحاول ان نوضحه للشباب من خلال برنامج يسمى «الأصول العشرة فى حُسن العشرة»، وهو عبارة عن مجموعة من المبادئ تسد الفراغات الموجودة فى إنسانيته ليعيش حياة زوجية سعيدة ومستقرة.
 ■ وكيف تكون نتيجة البرنامج للمقبلين على الزواج بعد اجتيازها؟
- المتدرب فى نهاية البرنامج يكون قادرا على إدراك الحقوق والواجبات الشرعية المشتركة بين الزوجين وفهم طبيعة كل طرف من الناحية النفسية والاجتماعية والإلمام بالمهارات والخبرات اللازمة للحياة الزوجية والتعامل مع المشكلات المسببة لفشل الزواج واكتساب بعض المهارات الخاصة بتحقيق السعادة الزوجية وفق الرؤية الشرعية.
■ هل البرنامج مقتصر على الاحكام الشرعية؟
- بالطبع لا، فالبرنامج شامل لجميع لجميع اهتمامات الأسرة المصرية من الاحكام الشرعية فى اسس اختيار الزوج والخطبة وعقد الزواج، وآثار عقد الزواج وتنظيم الإنجاب، وهناك أيضا تدريبات للإرشاد النفسى والاجتماعى من اجل تهيئة الزوجين للحياة الزوجية وتدريب الزوجين على حل الإشكالات الزوجية وعلى التعامل مع ضغوط الحياة الزوجية، وكذلك نصائح عامة للمقبلين على الزواج وبيان الاضطرابات التى تحدث بعد الزواج وكذلك نصائح متعلقة بالإنجاب وسبل تنظيمه، وايضا متخصصون فى اعمال الديكور المنزلى وكيف يتم تأسيس المنزل بشكل يساعد على تهيئة الجو للسعادة وبأقل التكاليف، وهناك أيضا الجانب التنموى وتقدمه خبيرة فى مجال التنمية البشرية لايضاح مهارات التعامل بين المخطوبين وأيضا بين المتزوجين.
 ■ أعضاء هيئة التدريب من دار الافتاء فقط، ام من مؤسسات جامعية؟
- بالعكس تم التأكيد على الاستعانة بالمتخصصين بكل مجال، لأن الدورة شاملة لجميع مناحى الحياة فهناك نخبة من المتخصصين  من هيئة كبار العلماء ويحاضرون فى عقد الزواج (أركانه وشروطه) وأثار عقد الزواج وقواعد العشرة الحسنة، واساتذة علم النفس للمحاضرة فى التأهيل النفسى والاجتماعى، وأساتذة النساء والتوليد والعقم، ويحاضرون فى الإرشاد الطبى والصحة الإنجابية، وهناك أيضا خبيرة التنمية البشرية، وتحاضر فى أنماط الشخصية وتأثيرها على الأسرة، وتحاضر فى التصميم والديكور المنزلى.
 ■ هل هناك إقبال على الالتحاق بتلك الدورات؟
- كل دورة تكون مكتملة العدد وهى دورات مدعمة وسعرها 80 جنيها فقط، ويستغرق البرنامج ستة أسابيع، بما يعادل (24) ساعة تدريبية، ساعتان فى اليوم، على مدار يومين فى الأسبوع، ويتم ملء نموذج الاشتراك الإلكترونى، ثم سداد الرسوم المقررة واحضار صورة شخصية وصورة من البطاقة الشخصية أو الباسبور، وهناك تفاعل جاد مثمر والعديد من الأنشطة والتدريبات العملية والمباشرة وتتم مناقشة تجارب شخصية وحياتية للمتدريبين وسماع شكاواهم ومشاكلهم ووضع حلول لهم.
وعدد المشاركين فى الدورة الأخيرة نحو 100 مشترك، ونسبة المواد الشرعية فى البرنامج الخاص بالدورة لا تتعدى 1%.
■ هل هناك إقبال من المتزوجين على تلك الدورات؟
- بالفعل هناك متدربون معنا متزوجون، أصبحوا أكثر تفاؤلا وقلّت المشاكل بينهم وبين شركائهم بعد حصولهم على الدورات، وساهمت تلك الدورات فى الحد من نسب الطلاق، بعد أن تمكنّت من توعية المقبلين على الزواج، وبعض المتزوجين ممن يحرصون على حضورها.
■المحافظات أين من تلك الدورات؟
- بالفعل المحافظات بحاجة لتلك الدورات، ونسعى للتفكير فى  تلك المرحلة خلال الخطوة المقبلة وهى بحاجة لتخطيط وميزانية لأن الأسرة المصرية هى قضيتنا الأولى.
■ وماذا عن متاجرة بعض المراكز بفكرة التأهيل قبل الزواج وتحويله لمصدر دخل؟
- الأصل فى الدورات الوعى المغير للسلوك، وللأسف هناك  متاجرة من قبل العديد من المراكز المجهولة وغير المختصة، ولا تملك القدرة للتأهيل، وتتخذ الشباب كوسيلة للربح دون أن يشمل البرنامج على محتوى علم مضمون أو يُقدمه أساتذة مختصون.
 ■ ما موقفكم من أن يتم وضع شرط الحصول على الدورة كرخصة للموافقة على الزواج؟
- إذا نجحت هذه الدورات فى تحقيق أهدافها،  نتمنى أن يلتزم الأزهر للمقبلين على الزواج بالخضوع لهذه الدورات التدريبيّة، كما تفعل الكنيسة المصريّة، لأنها ضروريّة ومهمة، من أجل بناء أسرة سليمة قادرة على النهوض بالمجتمع ورعاية الأبناء، ونحن نقدم لهم الارضية من فكرة الدورات ونوضح نجاحها فى تقديم دورها، حتى عندما تبدأ مؤسسات الدولة فى تطبيق ذلك تجد دار الافتاء لديها القاعدة والخبرة لتطبيق ذلك، ونتمنى ان يكون شرط التدريب كشرط الشهادة الصحية قبل الزواج .