خلط الأوراق!
حماد عبد الله حماد
كتب د. حماد عبدالله حماد 20 سبتمبر 2009
أكثر شيء تخصصنا في ممارسته واستخدامه، وكذلك عدم رفضه أو الامتناع عن تناوله، هو تلك الخاصية المصرية الأصل والمنشأ، خلط الأوراق، في كل شيء، نتحدث عن التعليم مع مسئول يحادثك عن سوء أخلاق وعدم انتظام أعضاء هيئات التدريس، نتحدث عن المرور والكثافات المرورية غير المسبوقة نتيجة عيوب في تصميم هندسة المرور، وفي استخدامات غير رشيدة للشارع المصري، واستعمار للأرصفة من الباعة الجائلين، نجد المسئول يتحدث معك عن توجيهات السيد مدير المرور والسيد مدير الأمن وأن هناك من يحاول الإساءة للمسئولين عن المرور رغم جهدهم الشديد والرائع، لكن النتيجة صفر!
نتحدث عن مؤشر النمو الاقتصادي وعن الاستثمارات المباشرة وغير المباشرة والتي أوصلتنا قبل الأزمة المالية العالمية إلي حوالي 7 ٪، وهو رقم لم نصل إليه من قبل فيتحدث الآخر عن أن هذا النمو لم يؤثر علي رجل الشارع أو علي الأسرة المصرية بأية إيجابيات ولم يوفر المدخرات ولم يقلل من الأسعار ولم ينه معاناة مواطن يعاني من البطالة!
وهكذا نحن نخلط الأوراق خلط مثلما نخلط الكشري المكون من الأرز والمكرونة والعدس (أبوجبة) وكذلك "البصل المقلي" وعليهم الشطة وغيرها من التوابل، وبالقطع طعمها رائع وأكلة مصرية محترمة نلجأ إليها في الشارع عند (جحا)، سابقًا، أو نلجأ إليها حينما تفتقر الأسرة القدرة علي توفير وجبة من اللحوم التي يخطط لها في خريطة الطريق للأسرة المصرية عدة أيام في الشهر التي تجتمع فيها (قبيلة) الأسرة علي وجبة اللحم، ونعود للخلط في الأوراق، بعد خلطة "الكشري"، نجد في أكثر تجمعات المنتخب في مصر، وبعض ممن ملأوا السمع والبصر، حينما كانوا وزراء أو رؤساء هيئات أو محافظين سابقين، نجد مثل هؤلاء في مجالسهم، وهم يخلطون أوراق المناقشات، وكأنهم "ولدوا" بالأمس، وكأنهم لم يتولوا سلطة من قبل، ولعل الاعتماد علي الذاكرة الضعيفة للمشتركين في الحديث، يجعل صاحب الذاكرة الأكثر اتقادًا، يضحك بل يسخر مما يسمعه، ولعل بقليل من الجرأة، يمكن أن نخرس هؤلاء، ونجعلهم يعيدون إلي ذاكرتنا بعضا مما قاموا به أو تدبروه في وقت كانوا فيه محل النقد، بل للأسف الشديد وكأن علي رأسهم الطير، فهم سكت بكم لا يفقهون!