الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

لماذا لا تـُحاكم «الأمم المتحدة» هؤلاء دوليـًا؟

لماذا لا تـُحاكم «الأمم المتحدة» هؤلاء دوليـًا؟
لماذا لا تـُحاكم «الأمم المتحدة» هؤلاء دوليـًا؟




ميشيل حنا الحاج  يكتب:


جرائم الحرب كثيرة منذ تأسيس الأمم المتحدة، وأجهزتها تصر على ملاحقة سورية على جريمة حرب ما. فقبل أيام، طالب «باولو بنيهرو»، المعنى بقضايا جرائم الحرب، بمحاكمة سوريا، كما ادعى، لقصفها قافلة مساعدات انسانية متسببة بمقتل عشرة عاملين بالإغاثة.
خطوات الأمم المتحدة واجبة الاحترام عندما تمارس بشمولية وبدون تمييز وتسييس، لن أناقش صحة الاتهام، فسوريا ربما أخطأت، ولكنها أخطاء فى معرض رد هجمة تعرضت لها البلاد، وليست فى اعتداء على آخرين. وأود تذكير الأمم المتحدة ببعض جرائم الحرب الواضحة التى وقعت، ولم يلق أى منها محاكمة دولية.
هذا الجدول فيه بعض من فيض، ويشمل بعض الحالات المتعلقة بالقضية الفلسطينية والقضية السورية، دون التطرق لما ارتكبته فرنسا خلال استعمارها للجزائر، ولا لما ارتكبته أمريكا بغزوها غير المبرر للعراق بأعذار ملفقة عام 2003 واعترف بوش الابن بارتكابه خطأ فى تنفيذه، ومع ذلك لم يقدم لمحاكمة دولية رغم آلاف القتلى والمعذبين فى سجن أبوغريب وغيره.
بعض الجرائم بحق الفلسطينيين:
■ فى 22 يوليو 1946، قامت عصابات اليرغون الإسرائيلية بتفجير فندق الملك داود بالقدس، حيث الادارة المدنية والعسكرية للانتداب البريطانى على فلسطين. حصد التفجير 91 ضحية ولم يحاكم مرتكبو الجريمة أمام محكمة دولية.
■ مذبحة دير ياسين عندما هاجمت عصابات شتيرن (بيجن رئيسها) فى ابريل 1948 قرية دير ياسين اثناء تواجد رجالها فى القدس لتشييع عبدالقادر الحسينى الذى استشهد قبل يوم فى معركة القسطل. ومارست ابشع الأعمال، فبقرت بطون الحبالى وهتكت أعراض العذارى مثيرة الرعب بالمجتمع الفلسطينى غير المسلح حول كيفية حماية نسائهم، مما أدى للهجرة السريعة إلى دول الجوار حماية لأسرهم. ولم تجر محاكمة أى من هؤلاء، بل تم دمجهم بالهجانة الذى بات جيش الدفاع الاسرائيلى الذى ارتكب لاحقا مذبحة كفر قاسم وغيرها.
■ فى 17 سبتمبر 1948 قامت عصابة شتيرن باغتيال الكونت السويدى «فولك برنادوت» أثناء تواجده فى القدس لأداء مهمة الوساطة السياسية بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وطوى النسيان قضية اغتياله، حيث جرت فى شباط محاكمة مرتكبى الجريمة «يالين مور» و«ميتاهو شوليتز» بتهمة الانتماء لمنطمة إرهابية، وليس لاغتيالهما برنادوت، وحكما بالسجن ليقضيا أسبوعين، فيطلق بعدها سراحهما رغم ارتكابهما جريمة بحق الأمم المتحدة ذاتها باغتيال وسيطها.  
■ فى نوفمبر 1967، أصدر مجلس الأمن بالإجماع القرار 242 الذى يلزم إسرائيل بالانسحاب من الأراضى المحتلة والعودة لحدود 1967. وما طلت إسرائيل بتفسيرها القرار رغم تفسير صائغه اللورد كارادون بأن المقصود الانسحاب من كل الأراضى.. ولم تقدم إسرائيل لمحكمة دولية لامتناعها عن تنفيذ قرار أممى، بل شرعت تقضم أجزاء من الأراضى المحتلة وتحولها لمستوطنات.  
■ الجريمة الأكثر وضوحا ولم تتم محاكمة دولية لمرتكبيها. هى مذبحة صبرا وشاتيلا فى سبتمبر 1982 والتى حصدت 3000 ضحية. فرغم محاكمة إسرائيل لآريال شارون وزير الدفاع الذى أشرف من بناية مرتفعة على تنفيذ القوات اللبنانية للعملية البشعة، وادانته وتحميله المسئولية، قد شكل أساسا لتقديمه مع قادة القوات اللبنانية لمحكمة دولية، فإن شيئا كهذا لم يحصل، بل حصل العكس وأصبح شارون رئيسا لوزراء إسرائيل!
■ فى عام 2009، قصفت إسرائيل غزة بغاز الكلور المحظور دوليا. وارتفعت أصوات تدينها، لكنها لم تطالب بمحاكمتها دوليا.
بعض النماذج بحق السوريين:
■ اغتصاب الفتاة القاصر ماريا عام 2013 بمدينة القصير من قبل 15 مسلحا من النصرة. وتقول ممثلة الأمم المتحدة زينب بنغورا فى تقرير للـ UN، إن الاغتصاب بات يستخدم كالسلاح النارى والكيماوى.  
■ وفى 2013 شنت داعش والنصرة قبل افتراقهما، هجمة باتجاه مدينة اللاذقية. وفى طريقهما ضمن عملية عائشة البكار، وقبل أن تردهما القوات السورية، قطعا رءوس عدد من عائلات علوية كثيرة. وشمل قطع الرءوس شيوخا ونساء وأطفالا.
■ وفى عام 2014، لدى اجتياح المعارضة لمعامل عدرة، قطعوا رءوس 160 عاملا من غير المنتمين للسنة.
■ انتهكت المعارضة المسلحة بأطيافها المواثيق الدولية الصادرة منذ 1949 حول التعامل مع الأسرى، فقتلت المئات منهم، ناهيك عن 1700 من الجنود غير السنة تم اعدامهم بمعسكر سبايكر فى العراق. وفى سوريا، وثقت BBC قطع رءوس ثلاثة موظفين حكوميين أمام الكاميرا. وفى سبتمبر 2013 نشرت التايم مقالا «لسى جى شيفرز» وصف فيه اعدام 17 جنديا سوريا اسيرا. وفى خان العسل نفذ فى 2013 اعدام عشرين جنديا سوريا معصوبى العينين. وهناك شريط UTUBE يعرض 51 جثة جندى ومدنى نفذ فيهم الإعدام رميا بالرصاص. وفى 13 مايو 2013 اعدم فى دير الزور11 جنديا سوريا. كما قطع رأس الأب الإيطالى باولو واختفى مطرانان، واغتيل طعنا راهب فى حمص، بينما أكل مسلح قلب فتى أمام أعين والديه.
■ توالت تفجيرات السيارات المفخخة والاعمال الانتحارية الأكثر بشاعة من القصف الجوى السوري. وهناك العديد منها آخرها فى نهايات 2016 عندما فجرت سيارة على جسر قرب اللاذقية وقتلت أربعين شخصا. وقبل أيام ثلاثة تفجيرات بحمص قتلت خمسين ضحية، وغيرها كثير.
 فهل من نقاش بعد ذلك؟