الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«ميدان السواقى».. أكبر شاهد على إهدار المال العام بـ«الفيوم»

«ميدان السواقى».. أكبر شاهد على إهدار المال العام بـ«الفيوم»
«ميدان السواقى».. أكبر شاهد على إهدار المال العام بـ«الفيوم»




الفيوم – حسين فتحى


«سواقى الفيوم».. هى قبلة للزائرين من مصر ومختلف أنحاء العالم، حيث أقامها البطالمة قبل 2500 عام، نظرا لطبيعة ارتفاع الأراضى الزراعية عن سطح البحر، فضلا عن أن المحافظة يوجد بها نحو 3 آلاف ساقية لم يبق منها سوى ما يقرب من 15 فقط بمدينة الفيوم، وليس 7 سواقى كما يردد العامة.
أيضا «سواقى الفيوم» تلك هى  التى تغنى لها العديد من المطربين، وأصبحت شعارا للفيوم، فجأة تحولت إلى مجال للسخرية لأبناء المحافظة، وذلك بعد أن تم تدمير أشهر الميادين الذى تحول إلى «خرابة»، بالرغم من إنفاق 16 مليون جنيه على تطويره لكى يليق بالمكانة التاريخية والسياحية للمحافظة.
«روزاليوسف» انتقلت لترصد معاناة الأهالى ومدى حالة الاستياء التى سادت بين جموع المواطنين بعد أن أصبح ميدان السواقى أكبر شاهد عيان على الإهمال من قبل المسئولين  بمحافظة الفيوم.
فى البداية يقول أحمد سعيد، موظف: إن عملية تطوير ميدان السواقى «دمرت الميدان» وحولته إلى خرابة، وقضت على المشهد الجمالى لأشهر ميادين الفيوم، علاوة على أن عملية التطوير قضت تماما على المساحة الخضراء التى كانت تتوسط المدينة، الأمر الذى أثار غضب الأهالى وأفزعهم.
وتلفت ماجدة سعيد، أخصائية اجتماعية، إلى أن ما يسمى تطويرا ليس حقيقيا، بل هو عملية تدمير شامل لميدان يعرفه العالم أجمع، حيث كان قبلة للسائحين الروس والألمان، والآن أصبح قبلة لـ«البوم»، وربما سيكون ملاذا للبلطجية واللصوص، خاصة أنه أصبح مكانا مفتوحا يصعب السيطرة عليه.
ويتساءل أحمد عمر، حاصل على مؤهل متوسط: ما السر فى نزع أشجار النخيل، وانتهاء صورة الظل التى كانت تملأ الميدان؟!، مستنكرا من تدمير الحديقة الخضراء التى كانت تفصل محيط السواقى بهذه الحديقة التى كان يجلس بها البسطاء والقادمون من ريف الفيوم.
ويؤكد مصطفى عبدالعظيم، مهندس زراعى، أن ميدان السواقى تعرض لعملية تخريب، وتحول من مساحة خضراء إلى كتل خرسانية وأرضيات من الرخام والبلاط غالية الثمن، التى من المؤكد أنها لا تصلح لهذا المكان، خاصة أن هذه الأرضيات ستشع نارا خلال فصل الصيف.
ويرى والى وجيه عبدالفضيل، مقاول، أن الميدان سيتم إغلاقه، حيث سيتم تكسير الزجاج والألومنيوم، فضلا عن أن هناك خطورة على الأطفال من السقوط فى الحوض الذى يحيط بالسواقي، خاصة أن السور الذى يحمى السواقى منخفض ولا يمكنه حماية الزائرين خاصة أن معظمهم يصطحب أطفاله معهم للتنزه، منوها إلى أن التصميم السابق كان أفضل ولن يكون هناك مكان للبسطاء لأبناء الفيوم.. ويضيف سعيد عبدالرحمن، موظف: إن أعمدة الإضاءة الأرضية التى كانت تحيط أسوار الميدان تمت سرقتها قبل مرور أسبوع على افتتاحه، وهو ما يمثل جريمة، بالإضافة إلى أنه تم تحطيم قطع من البلاط والرخام الذى يحيط الميدان، وأيضا نزع العديد من الكشافات الكهربائية الأرضية، التى من المفترض أن تضىء الميدان ليلا.
ويكشف إسماعيل مختار، موظف، عن أن تكلفة تطوير الميدان مغالى فيها، ولا تستحق هذا المبلغ الضخم الذى يزيد على 16 مليون جنيه، مطالبا بضرورة تدخل الجهات الرقابية لمراجعة التكاليف والتأكد من المبالغ التى تم صرفها، حيث تؤكد وجود إهدار للمال العام على الميدان.
ويؤكد عبدالله محمود، موظف سابق بالمحافظة، أنه تم تدمير مجموعة من الأشجار والنخيل قيمتها تزيد على نصف مليون جنيه كقيمة مادية، بخلاف قيمتها التاريخية، منوها إلى أن قرار التطوير قد يكون غير مدروس، ولم يتم التعامل معه على أنه مكان أثرى.
ويتساءل يحيى عبدالمطلب، مدرس، عن حقيقة تكلفة ميدان الشهداء الذى تكلف هو الآخر 10 ملايين من الجنيهات؟، حيث إن هذا المبلغ يكفى لتطوير حى من الأحياء ومنها بناء وحدات سكنية للفقراء، معربا عن استيائه الشديد من إهدار هذا المبلغ تحت التراب لينتج عنه حجرتان بجوار قبة أطلقوا عليها النصب التذكارى، و«شوية مصاطب» من الرخام وبعض أحواض النجيل، والعديد من أعمدة الإضاءة، فى مساحة لم تتجاوز 2500 متر.
وتلفت نورا السيد على، موظفة، إلى أن المساحة المواجهة لقصر ثقافة الفيوم، تحولت أيضا إلى جراج لبائعى الترمس والذرة وعربات الحنطور، منوهة إلى أن إنفاق هذه الملايين على هذا المكان، يعتبر إهدارًا للمال العام ويجب محاسبة المسئولين عن ذلك.
من جانبه قال السيد إبراهيم موسي، رئيس مركز ومدينة الفيوم: إن تطوير الميدان بهذا الشكل يعتبر نقلة حضارية، وأن عملية تدمير مرافق وخدمات الميدان سلوك حضارى رجعى للمترددين على هذه التحفة المعمارية، وأن هناك عملية طرح ستجرى لاستثمار الميدان وتأجيره ليحقق دخلا للمحافظة، بالإضافة إلى إسناد مهمة حراسته إلى إحدى شركات الأمن.
يشار إلى أنه كان قد تحول ميدان الشيخ حسن بحى جنوب الفيوم، إلى موقف لعربات الكارو والحنطور، علاوة على أن مخلفات الدواب التى يستخدمها أصحاب العربات تملأ الشوارع، رغم أنه هو الأفضل فى الفيوم، وفاز فى مسابقة أجراها المهندس أحمد على، المحافظ السابق، فى عام 2013، بأجمل ميدان فى المحافظة، ويقع فى مدخل شارع بنفس الاسم الذى يقع به مبنى حى جنوب، وقسم شرطة الفيوم ثان.