السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

العيد‮ ‬وبعض الذكريات‮!‬





كتب د. حماد عبدالله حماد  21 سبتمبر 2009

كان عيد الفطر المبارك يأتيإلينا ونحن عليأتم الاستعداد فيالأيام الأخيرة من رمضان بإعداد‮ ‬الحذاء الجديد‮ ‬عند عم سعيد‮ ‬الجزمجي‮ ‬الذييشد‮ ( ‬الفوندي‮) ‬الذينختاره‮ ‬تحت رعاية وعناية الوالد وكنت فيبعض الأحيان أذهب بعد الإفطار وصلاة التراويح عليمحل عم سعيد‮ (‬الله يرحمه‮) ‬لكيأريشد‮ (‬الفوندي‮) ‬عليالقالب الصغير الخاص بي،‮ ‬حيث كل‮ (‬زبون‮) ‬له‮ (‬قالب‮) ‬برقم ومقاس قدمه وكنت أمكث مراقباً‮ ‬للصانع وهو يشد‮ ‬الفوندي‮ ‬ويدق أطرافه بالمسامير‮ ‬وهو يرسم‮ (‬النعل‮) ‬من الجلد،‮ ‬وكانت ليلة الوقفة هيليلة استلام لحذاء من عند عم سعيد،‮ ‬لامعاً‮ ‬حتيرائحته،‮ ‬كان لها معنيولا أذيع سراً،‮ ‬حيث أهليوأصدقائييعلمون ذلك عنيكنت احتضن الحذاء بجانبيحتيصباح العيد‮ (‬صلاة العيد‮)!‬

وبجانب الحذاء،‮ ‬كان هناك عم‮ (‬عبد الجليل‮) ‬الترزيالله يرحمه أيضاً،‮ ‬حيث كان يقوم بتفصيل القميص والبنطلون،‮ ‬وفيأحيان كثيرة جاء العيد فيالشتاء،‮ ‬فكانت‮ (‬الجاكتة‮) ‬هيحكاية‮ ( ‬عبد الجليل‮) ‬معيحيث أذهب إليه بعد المدرسة لكييأخذني‮ (‬بروفة‮) ‬بالدبابيس والطباشير ويخطط عليأكتافي،‮ ‬حتييضبط مقاسي،‮ ‬وكانت أيضاً‮ ‬تلك المنحة الرمضانية الجميلة أنالها قبل العيد بساعات حيث لا أعلم لماذا؟
لماذا نتأخر؟

ويتأخر صناع هذه المنح حتيصباح‮ ‬العيد وطبعاً‮ ‬هناك‮ (‬حماية‮) ‬العيد‮ (‬وحلاقة‮) ‬العيد،‮ ‬نعم‮ (‬عم عبد المنعم‮) ‬الله يرحمه هو‮ ‬الحلاق‮ ‬الخاص بوالدي،‮ ‬وليلة العيد،‮ ‬ننتظر بجوار المحل،‮ ‬وإما نقضيالوقت بعد الإفطار فياللعب‮ (‬عساكر وحرامية‮) ‬أو لعبة‮ ‬السبع طوبات‮ ‬أو لعبة‮ ‬الطره والوزير‮ ‬وهيلعبة‮ (‬مؤذية‮) ‬أو لعبة‮ (‬صلح‮) ‬حتييأتيالدور عليمن يجلس بين يدي‮ ‬عم عبدالمنعم‮ ‬رحمه الله،‮ ‬ولا أعلم أيضاً‮ ‬لماذا الحلاق‮ ‬فيآخر ليلة من رمضان،‮ ‬ولعل من المقالب التيلا يحبها الأطفال حينما يعلن‮ ‬عن هلال شوال بأنه متأخر يوماً‮ (‬ياديالحوسة‮) ‬وحيث نتعجل بمجيء العيد،‮ ‬ولكن تأجيل ظهور هلال شوال له مزايا لديأخرين وهم الصناع الذين لديهم واجبات إنهاء طلبات الزبائن‮ ‬من أحذية وصنادل‮ (‬عمولة‮) ‬أو الطرزية للملابس والفساتين وغيرها من طلبات الأولاد،‮


‬ويأتي العيد مع التكبير ونتجمع فيمسجد‮ ‬قايتباي‮ ‬بمنيل الروضة حيث تفترش الشوارع،‮ ‬وتؤديالصلاة،‮ ‬ونعود للإفطار ونستقبل العدايا ويكون عائدها كله لعم‮ (‬حزين‮) ‬العجلاتي،‮ ‬حيث طرز العجل‮ (‬الدرجات‮) ‬بأوراق‮ (‬الكريشة‮) ‬الملون وغيرها من ركائب‮ (‬موتسيكلات‮) ‬صغيرة للأشقياء منا أو دراجة بثلاث عجلات لمن هو مثليممن يخافون الدراجة ذات العجلتين،‮ ‬وهكذا يمر يوم عيد فطر فيذاكرتيفيالخمسينيات وأنظر اليوم وأتعجب شديد العجب‮!!‬