العيد وبعض الذكريات!
حماد عبد الله حماد
كتب د. حماد عبدالله حماد 21 سبتمبر 2009
كان عيد الفطر المبارك يأتيإلينا ونحن عليأتم الاستعداد فيالأيام الأخيرة من رمضان بإعداد الحذاء الجديد عند عم سعيد الجزمجي الذييشد ( الفوندي) الذينختاره تحت رعاية وعناية الوالد وكنت فيبعض الأحيان أذهب بعد الإفطار وصلاة التراويح عليمحل عم سعيد (الله يرحمه) لكيأريشد (الفوندي) عليالقالب الصغير الخاص بي، حيث كل (زبون) له (قالب) برقم ومقاس قدمه وكنت أمكث مراقباً للصانع وهو يشد الفوندي ويدق أطرافه بالمسامير وهو يرسم (النعل) من الجلد، وكانت ليلة الوقفة هيليلة استلام لحذاء من عند عم سعيد، لامعاً حتيرائحته، كان لها معنيولا أذيع سراً، حيث أهليوأصدقائييعلمون ذلك عنيكنت احتضن الحذاء بجانبيحتيصباح العيد (صلاة العيد)!
وبجانب الحذاء، كان هناك عم (عبد الجليل) الترزيالله يرحمه أيضاً، حيث كان يقوم بتفصيل القميص والبنطلون، وفيأحيان كثيرة جاء العيد فيالشتاء، فكانت (الجاكتة) هيحكاية ( عبد الجليل) معيحيث أذهب إليه بعد المدرسة لكييأخذني (بروفة) بالدبابيس والطباشير ويخطط عليأكتافي، حتييضبط مقاسي، وكانت أيضاً تلك المنحة الرمضانية الجميلة أنالها قبل العيد بساعات حيث لا أعلم لماذا؟
لماذا نتأخر؟
ويتأخر صناع هذه المنح حتيصباح العيد وطبعاً هناك (حماية) العيد (وحلاقة) العيد، نعم (عم عبد المنعم) الله يرحمه هو الحلاق الخاص بوالدي، وليلة العيد، ننتظر بجوار المحل، وإما نقضيالوقت بعد الإفطار فياللعب (عساكر وحرامية) أو لعبة السبع طوبات أو لعبة الطره والوزير وهيلعبة (مؤذية) أو لعبة (صلح) حتييأتيالدور عليمن يجلس بين يدي عم عبدالمنعم رحمه الله، ولا أعلم أيضاً لماذا الحلاق فيآخر ليلة من رمضان، ولعل من المقالب التيلا يحبها الأطفال حينما يعلن عن هلال شوال بأنه متأخر يوماً (ياديالحوسة) وحيث نتعجل بمجيء العيد، ولكن تأجيل ظهور هلال شوال له مزايا لديأخرين وهم الصناع الذين لديهم واجبات إنهاء طلبات الزبائن من أحذية وصنادل (عمولة) أو الطرزية للملابس والفساتين وغيرها من طلبات الأولاد،
ويأتي العيد مع التكبير ونتجمع فيمسجد قايتباي بمنيل الروضة حيث تفترش الشوارع، وتؤديالصلاة، ونعود للإفطار ونستقبل العدايا ويكون عائدها كله لعم (حزين) العجلاتي، حيث طرز العجل (الدرجات) بأوراق (الكريشة) الملون وغيرها من ركائب (موتسيكلات) صغيرة للأشقياء منا أو دراجة بثلاث عجلات لمن هو مثليممن يخافون الدراجة ذات العجلتين، وهكذا يمر يوم عيد فطر فيذاكرتيفيالخمسينيات وأنظر اليوم وأتعجب شديد العجب!!