الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

اجتماعات القمة العربية بين قرارات حاضرة ومستقبل غامض

اجتماعات القمة العربية بين قرارات حاضرة ومستقبل غامض
اجتماعات القمة العربية بين قرارات حاضرة ومستقبل غامض




كتبت - مروة الوجيه

انطلقت يوم الخميس 22 مارس الجاري، أولى الاجتماعات التحضرية للقمة العربية فى الأردن، والتى من المقرر انعقاد جلستها الثامنة والعشرين فى 29 من الشهر الجارى، وحضر الاجتماع كبار المسئولين بالمجلس الاقتصادى والاجتماعى التابع لجامعة الدول العربية، وأكد يوسف الشمالى أمين عام وزارة الصناعة والتجارة الأردنية خلال كلمته أمام الجلسة الافتتاحية أن امكانية وموقع وموارد الأمة العربية البشرية والطبيعية يدفعنا للسعى نحو الارتقاء بالتعاون الإقتصادى العربى وتنمية الاستثمارات العربية البينية التى لا تتجاوز 20% من نسبة الاستثمارات العربية مع العالم، كما أكد الشمالى  الدور الأردنى فى هذه القمة لن يقتصر على الرئاسة الدورية فقط ولكنه يلتزم ايضًا بالعمل على إيجاد الحلول الفعالة للمشكلات التى يواجهها العالم العربى خاصة فى الفترة الأخيرة، مشيرًا الى أن وجود إدارة مشتركة كفيل بتعزيز العمل العربى واستصدار قرارات تعبر عن طموحات الشعوب العربية وتنشيط دور الجامعة العربية ومنظمتها.
ومن جانبه، أكد السفير بدر الدين الهلالى الأمين العام المساعد للشئون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، أن اجتماع كبار المسئولين بالمجلس الاقتصادى والاجتماعى سيبحث الملفات الخاصة بالدول الأعضاء تمهيدًا لرفعه الى الإجتماع الوزارى ومن ثم الى القادة العرب خلال اجتماعات القمة.
ويشهد اجتماع القمة العربية حضور 22 من القادة العرب حيث أنه لم يتم الاعتذار من قبل أى دولة، كما إنه لم يتم الإعلان النهائى عن جدول أعمال القمة، إلا انه وفق الأجواء التى تشهدها دول العالم العربى بدءًا من القضية الفلسطينية والأزمة السورية والحرب فى اليمن والوضع المتأزم فى ليبيا والعراق، بالإضافة الى محاربة الإرهاب والجماعات المتطرفة، سيكون محور الاجتماعات المقامة.
وقد صرح وزير الخارجية الأردنى ناصر جودة، بأن عمان لا تؤمن بالشعارات والبيانات الإنشائية التى لا يمكن تطبيقها على أرض الواقع، مضيفًا، أن الملك عبد الله يسعى لتكون لهذه القمة فاعلية وتقدم حلولًا جذرية للقضايا العربية، على الرغم من وجود قضايا تورث من قمة لأخرى مثل القضية الفلسطينية، وأضاف جودة: «يجب أن تخرج هذه القمة عن الملفات التقليدية فى ظل المستجدات الراهنة، ويجب التعامل معها بشكل جاد».
وكانت المملكة الهاشمية قد وجهت الدعوة لروسيا لحضور مؤتمر القمة العربية ومن المرجح حضور  مبعوث الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، لشئون الشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف، بالاضافة الى مشاركة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
من جهته، أكد محمد المومنى المتحدث باسم الحكومة الأردنية، إلى أن عمان وجهت دعوات مماثلة إلى عدد من الدول والشخصيات، المعنية بقضايا المنطقة العربية والسلام فيها، وأن بلاده تسعى لأن تكون القمة محطة على طريق عودة العمل العربى المشترك.
وأوضح المسئول الأردنى أن بلاده تأمل فى جعل القمة العربية العادية فى دورتها الثامنة والعشرين، استثنائية، من أجل توحيد الصف العربى المشتت بفعل اختلاف المواقف حول جملة من الملفات الساخنة وعلى رأسها الأزمة السورية.

الهجرة
ويرى السفير هانى خلاف مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون العربية، ومندوب مصر السابق فى الجامعة العربية، أن اجتماع القمة العربية فى عمان تحد قد يحدث يكون له تأثير ايجابى على قضايا المنطقة، وخاصة الخلافات بين الدول العربية، فالأردن دائمًا ما تتبع منهج الوسطية بين القضايا العربية، كما أن الملك عبد الله سيسعى بكل السبل للخروج من القمة اما بانفراجات كبيرة او على الأقل تهدئة الأوضاع العربية والابقاء على الأمور كما هى بلا تدهور.
وأضاف خلاف، أن من أهم الأزمات التى تشهدها المنطقة العربية فى الوقت الراهن أزمة اللاجئين والنازحين، مؤكدًا أن العالم العربى قد يشهد أزمة حتمية بخصوص اللاجئين خاصة مع القوانين الأمريكية الأخيرة بمنع 6 جنسيات عربية وإسلامية من دخول الولايات المتحدة، كما أن تطور الأوضاع فى دول الاتحاد الأوروبى والصعود المتزايد لتيار اليمين المتطرف فى عدة دول أوروبية قد يزيد الأمر سواً، مضيفًا، أن على الجامعه العربية أن تبحث عن حلول فعالة بخصوص هذه الأزمة، فعلى سبيل المثال إنشاء لجنة لمخاطبة هذه  الدول الرافضة لقبول طلبات اللاجئين والتفاوض معهم، وعرض طرق ومقترحات من الدول العربية للمساعدة فى حل الأزمة.
ووفقًا للإحصائيات الدولية، فقط بلغ عدد المهاجرين السوريين حتى مطلع العام الجارى الى نحو 3 ملايين سوري، فى عموم دول أوروبا، هذا بالإضافة الى مليونين آخرين قد نزحوا الى دول الجوار خاصة لبنان، هذا بالإضافة الى 3 ملايين آخرين فى تركيا وفق آخر احصاء لمركز اتحاد جمعيات أصحاب الأعمال (TİSK) التركى ومركز أبحاث السياسات والهجرة فى جامعة هاجيتيبه التركية.
هذا بالإضافة الى وصول الملايين من المهاجرين عن طريق الهجرة غير الشرعية خاصة من العراق وليبيا ومصر، بسبب الحروب الأهلية والأزمات الاقتصادية التى تواجهها بلادهم.

القمة العربية تاريخ من القرارات المصيرية:
بعد مرور 72 عامًاعلى تأسيس جامعة الدول العربية، بلغ عدد مؤتمرات القمّة ما يقرب 42 مؤتمرًا بين قمم عادية، وطارئة، إضافة للقمم الاقتصادية، وقد انعقدت قرابة ثلثها بمصر. وبين القمّة التأسيسية سنة 1946 وآخر مؤتمر قمّة سنة 2016، حيث عقدت آخر قمة عربية فى موريتانيا فى يوليو الماضي، بحضور سبعة من قادة الدول الـ22، وهم أميرا قطر والكويت، ورؤساء اليمن والسودان وجزر القمر وجيبوتى إلى جانب الرئيس الموريتانى محمد ولد عبدالعزيز.
وقد بدأ أول اجتماع الجامعة العربية فى مصر، والتى عرفت باسم «قمة أنشاص» نسبة إلى قصر الملك فاروق الذى انعقدت فيه أشغال القمّة بمشاركة الدول السبع المؤسسة للجامعة العربية وهى المستضيفة مصر، وشرق الأردن، والسعودية، واليمن، والعراق، ولبنان، وسوريا. ولم يصدر عن مؤتمر القمة بيان ختامي، وإنما مجموعة من القرارات أهمّها «مساعدة الشعوب العربية المستعمرة على نيل استقلالها»، واعتبار القضية الفلسطينية «قلب القضايا القومية بالدعوة لوقف سياسة الهجرة اليهودية وإقرار الدعم المالى للفلسطينيين.
وفى عام 1956 جاء الاجتماع الثانى للقادة العرب فى بيروت بعد أن دعا لهذا الجتماع الرئيس اللبنانى كميل شمعون، وانتهت القمة ببيان ختامى أكد دعم مصر فى مواجهة «العدوان الثلاثى»، اما أول قمة رسمية لجامعة الدول العربية فقط كانت فى يناير 1964 فى مقر الجامعة فى القاهرة. وقد صدر عن المؤتمر بيان ختامى تضمن «أهمية الإجماع على إنهاء الخلافات وتصفية الجو العربى». وأصدرت القمّة قرارات أهمّها إنشاء قيادة عربية موحّدة لجيوش الدول العربية، وإنشاء «هيئة استغلال مياه نهر الأردن»، رداً على ما قامت به إسرائيل من تحويل لمجرى نهر الأردن، و«اعتبار إسرائيل أساسيًا يجب دفعه سياسيًا واقتصاديًا وإعلاميًا». كما أقرت هذه القمّة «إقامة قواعد عسكرية لتنظيم الشعب الفلسطينى» وتوكيل أحمد الشقيرى أمر تنظيم الشعب الفلسطيني. كما أقرّت القمة مبدأ التنظيم السنوى الدورى للقمم العربية، الذى لم يتم تطبيقه بصفة مسترسلة فى السنوات اللاحقة.
وفيما يلى نستعرض أهم قرارات الجامعه العربية منذ نشأتها:

1 ـ سبتمبر 1964 - الإسكندرية: رحبت بإنشاء منظمة التحرير الفلسطينية واعتمدتها «ممثلة للشعب الفلسطينى فى تحمل مسئولية العمل لقضية فلسطين»

2 ـ سبتمبر 1967 - الخرطوم: قمة «اللاءات الثلاث». عقدت بعد «نكسة» يونيو حزيران 1967 وتبنت شعار «لا صلح ولا مفاوضات ولا اعتراف بإسرائيل».

3 ـ سبتمبر 1970 - القاهرة: قمة استثنائية فى أوج المواجهات بين الأردن والفلسطينيين. قرر الاجتماع الذى قاطعته سوريا والعراق والجزائر والمغرب، تشكيل لجنة رباعية لحل الخلاف وأفضت إلى مصالحة بين الملك حسين وعرفات.

4 ـ نوفمبر 1973 – الجزائر: عقدت القمة بناء على طلب من سوريا ومصر بعد حرب أكتوبر 1973، وأكدت قرارات القمة ضرورة التحرير الكامل لكل الأراضى الفلسطينية، مع الاستمرار فى استخدام النفط كسلاح فى المعركة.

5 ـ نوفمبر 1978 – بغداد: هى أول قمة عربية بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد وأول قمّة تنعقد فى بغداد، وقد قررت عدم الموافقة على اتفاقية السلام المصرية-الإسرائيلية، كما قرّرت القمّة تعليق عضوية مصر ونقل مقرّ الجامعة العربية لأول مرّة خارج القاهرة حيث ظلّت تونس تستضيف مقرّ الجامعة إلى سنة 1990.

6 ـ أغسطس 1990 – القاهرة: وهى قمة استثنائية بعد أسبوع من الغزو العراقى للكويت وقد أدانت القمة العدوان العراقى على الكويت وطالبت بانسحاب القوات العراقية وأكدت «عدم الاعتراف بضم العراق للكويت».

7 ـ مارس 2002 - بيروت: أقرت الجامعة مبادرة السلام التى اقترحها ولى العهد السعودى الأمير عبد الله بن العزيز، التى تعرض على إسرائيل انسحابًا كاملًا من الأراضى التى احتلتها فى 1967 مقابل سلام شامل وتطبيع فى العلاقات.

8 ـ  فبراير 2011 – العراق: قرر مجلس الجامعة تعليق عضوية ليبيا وعدم مشاركتها اجتماعات مجلس الجامعة وفى جميع المنظمات التابعة لها، لحين قيام السلطات الليبية بتحقيق أمن الشعب الليبى، وفى 25 أغسطس وافقت الدول العربية على الاعتراف بالمجلس الوطنى الانتقالى الليبى ممثلا عن الجماهيرية الليبية.

9 ـ مارس 2013 – الدوحة: اعترفت القمة بـ«الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية» واعتبرته الممثل الشرعى الوحيد للشعب السورى ومنحه مقعد سوريا.

10 ـ  25 مارس 2014 – الكويت: تم رفع علم النظام السورى فى قاعة المؤتمر، واقتصار مشاركة الائتلاف على إلقاء أحمد الجربا رئيس الائتلاف كلمة باسم المعارضة، دون أن يجلس على مقعد بلاده الشاغر.