فورين آفيرز: فرنسا تتقرب لمصر لتأمين ممراتها التجارية والتصدى للإرهابيين

ترجمة – داليا طه

كشفت مجلة «فورين آفيرز» الأمريكية أن فرنسا تتطلع لتعميق علاقاتها السياسية مع مصر لأنها ترى أن القاهرة شريك عسكرى لا يمكن الاستغناء عنه فى محاربة الإرهابيين وحل أزمة المهاجرين.
وأضافت المجلة الأمريكية: إن فرنسا تستثمر فى تحويل مصر إلى قوة رئيسية فى المنطقة، إذ قال الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند فى فبراير الماضى: إنه من المهم تمكين مصر من العمل على دعم الاستقرار فى مجال الأمن لأن استقرارها يجلب الاستقرار للمنطقة بأكملها.
وأوضحت أن أوروبا تسعى للاستفادة من مصر فى وقف تدفق اللاجئين إليها عبر البحر المتوسط، لا سيما فرنسا وألمانيا، موضحة أن تلك الدول تنظر إلى أزمة اللاجئين على أنها تهديد يمكن الإرهابيين من تهديد العمليات التجارية لتلك الدول.
ورأت المجلة أن مصر دولة حيوية فيما يخص النطاق الجيوسياسى، ذلك لأن قناة السويس تجعلها حلقة الوصل مع إفريقيا وآسيا وأوروبا.
وقالت: إن تحويل مصر إلى قوة رئيسية يدعم أهداف الاتحاد الأوروبى فى منطقة البحر الأبيض المتوسط، كما أنه سيجلب المزيد من استثمارات الاتحاد الأوروبى إلى الاقتصاد المصرى الضعيف والمزيد من الصفقات لتحديث وتنويع مصادر الأسلحة فى مصر.
وذكرت المجلة أن نفس الدوافع التى جعلت فرنسا تتجه للتعاون مع مصر، هى نفسها التى دفعت القوى الأوروبية الأخرى، حيث أجرت المملكة المتحدة ومصر مناورات تدريبية مشتركة لمكافحة الإرهاب، وفى تصريحات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال مؤتمر صحفى مشترك مع الرئيس المصرى، وصفته بأنه حارس أوروبا الرئيسى فى منطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط.
كما أوضحت أنه منذ عام 2015، تشهد الصفقات المصرية الفرنسية العسكرية رواجا كبيرا، تلك الصفقات التى شملت قطعًا بحرية تتولى مهام المراقبة وغيرها من الصفقات، وتهدف هذه الصفقات للتصدى للجهات الفاعلة من غير الدول، بدءا من المتشددين إلى القوارب المحملة بالمهاجرين، وحازت مصر أيضا على حاملتى طائرات من طراز ميسترال BPC-210 وهى سفن هجومية برمائية، وسيتم تجهيز هذه الحاملات مع 50 مروحية قتالية روسية يمكنها إطلاق صواريخ مضادة للدبابات.
كما نقلت المجلة عن مسئول أمنى إسرائيلى رفيع المستوى: «إن البحرية المصرية أصبحت أقوى من أى وقت مضى» وأن صفقات الرئيس عبد الفتاح السيسى لدعم البحرية المصرية غيرت اعتماد مصر على سفن الحقبة السوفيتية القديمة.