الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

‮‬ميتشيل‮.. ‬عباس‮.. ‬نتن‮ ‬ياهو‮!‬




 
كتب د. حماد عبدالله حماد  23 سبتمبر 2009
 
ثلاثي الملعب السياسي في الشرق الأوسط خاصة في لعبة قضية فلسطين،‮ ‬يثير لدي المتابع لقضية القرن الماضي والحالي،‮ ‬وتقريبًا القادم،‮ ‬هذا الثلاثي الذي‮ ‬يلعب في أرض المنطقة،‮ ‬بين ذهاب وإياب وحوار،‮ ‬ونقاش،‮ ‬ولقاءات،‮ ‬وضحكات،‮ ‬وقبلات،‮ (‬وعبوس‮) ‬في الأغلب الأعم‮ ‬يعم الجميع‮ ‬ممن‮ ‬يشاهدون هذه القضية بما‮ ‬يشوبها من دراما إنسانية‮ ‬يعم الجميع‮ ‬يأساً‮ ‬وصل بنا إلي درجة من درجات الملل الشديد،‮ ‬ورغبة أكيدة لدينا بأن نهاية العالم‮ ‬يمكن أن تكون ضمن أهم الحلول لهذه القضية الإنسانية بين أبناء العم‮ (‬فلسطينيين وإسرائيليين‮) ‬أو بين‮ (‬العرب واليهود‮)!‬ هذه الدراما،‮ ‬وهذه اللعبة السياسية،‮ ‬يتغير فيها اللاعبون،‮ ‬إما لتغيير في الإدارة الأمريكية،‮ ‬وهي صاحبة الملعب‮ (‬وصاحبة قواعد اللعبة‮) ‬رغم بعدها جغرافيًا بمئات الآلاف من الأميال،‮ ‬وبين اللاعبين الرئيسيين في المنطقة،‮ ‬وتتغير شخصياتهم طبقًا للديمقراطية الإسرائيلية أو اللاعب الأهم أو الأكثر ولعًا بالاهتمام من أهل المنطقة وهو اللاعب الفلسطيني،‮ ‬فتغييره‮ ‬يتم إما بإرادة إلهية خالصة أو‮ ‬بدس السم‮ ‬أو‮ ‬بالقتل‮ ‬حينما تتعذر وسائل الاتصال،‮ ‬سواء بأيدي الأشقاء في الداخل أو بتدبير بين الأشقاء والأعداء كما حدث في مقتل كثيرين من القادة وعلي رأسهم‮ ‬أحمد‮ ‬ياسين‮‬،‮ ‬و‮‬ياسر عرفات‮‬،‮ ‬ولعل الدور البارز الذي تلعبه مصر،‮ ‬علي مدي تاريخ هذه القضية منذ أوائل القرن الماضي ووعد بلفور عام‮ ‬1917،‮ ‬وما استتبع ذلك من إعلان لدولة إسرائيل عام‮ ‬1948‮ ‬ثم التجمع العربي الهش الذي وقف ضد الدولة العنصرية،‮ ‬وما قرأنا عنه من خيانات ومن تباطؤ ومن استهتار من تآمر بين كثيرين من القادة العرب،‮ ‬وعقب قيام ثورة‮ ‬يوليو،‮ ‬وأحد أهم أهدافها وأسباب قيامها هو إزاحة هذه الشوكة من ظهر الجسم العربي‮!‬

إلا أن الفرص الضائعة من العرب وتغيير اللاعبين الرئيسيين في الملعب تعددت وكثرت وضاعت واحدة تلو الأخري،‮ ‬إلا أن السياسات التي اتخذتها مصر،‮ ‬نابعة من أهمية القضية،‮ ‬علي أمنها القومي،‮ ‬وتلاحم الحدود الشرقية بين أهل القضية،‮ ‬وأعدائهم وبيننا،‮ ‬كل هذا جعل من الملعب،‮ ‬اليوم،‮ ‬والحركة الدائرة فيه،‮ ‬بين‮ ‬ميتشيل وعباس ونتن‮ ‬ياهو‮‬،‮ ‬هي تكرار لملل سابق،‮ ‬تعددت فيه أشكال اللاعبين،‮ ‬إلا أن مصر،‮ ‬وعلي رأسها القيادة السياسية،‮ ‬تلعب نفس الدور،‮ ‬وهي في منتهي الحذر مما‮ ‬يقوم به أطراف اللعبة،‮ ‬فلا اطمئنان لأحد ولا ثقة في أحد،‮ ‬بل الثقة كلها تنبع من قوتنا،‮ ‬وقدرتنا علي تحريك أصحاب الأدوار الهامة في الملعب بمن فيهم هؤلاء الأشقاء المنشقون عن الملعب السياسي وجلسوا خلف المرمي،‮ ‬في انتظار أمر بالتغيير الذي لن‮ ‬يأتي أبدًا