ميتشيل.. عباس.. نتن ياهو!
حماد عبد الله حماد
كتب د. حماد عبدالله حماد 23 سبتمبر 2009
ثلاثي الملعب السياسي في الشرق الأوسط خاصة في لعبة قضية فلسطين، يثير لدي المتابع لقضية القرن الماضي والحالي، وتقريبًا القادم، هذا الثلاثي الذي يلعب في أرض المنطقة، بين ذهاب وإياب وحوار، ونقاش، ولقاءات، وضحكات، وقبلات، (وعبوس) في الأغلب الأعم يعم الجميع ممن يشاهدون هذه القضية بما يشوبها من دراما إنسانية يعم الجميع يأساً وصل بنا إلي درجة من درجات الملل الشديد، ورغبة أكيدة لدينا بأن نهاية العالم يمكن أن تكون ضمن أهم الحلول لهذه القضية الإنسانية بين أبناء العم (فلسطينيين وإسرائيليين) أو بين (العرب واليهود)! هذه الدراما، وهذه اللعبة السياسية، يتغير فيها اللاعبون، إما لتغيير في الإدارة الأمريكية، وهي صاحبة الملعب (وصاحبة قواعد اللعبة) رغم بعدها جغرافيًا بمئات الآلاف من الأميال، وبين اللاعبين الرئيسيين في المنطقة، وتتغير شخصياتهم طبقًا للديمقراطية الإسرائيلية أو اللاعب الأهم أو الأكثر ولعًا بالاهتمام من أهل المنطقة وهو اللاعب الفلسطيني، فتغييره يتم إما بإرادة إلهية خالصة أو بدس السم أو بالقتل حينما تتعذر وسائل الاتصال، سواء بأيدي الأشقاء في الداخل أو بتدبير بين الأشقاء والأعداء كما حدث في مقتل كثيرين من القادة وعلي رأسهم أحمد ياسين، وياسر عرفات، ولعل الدور البارز الذي تلعبه مصر، علي مدي تاريخ هذه القضية منذ أوائل القرن الماضي ووعد بلفور عام 1917، وما استتبع ذلك من إعلان لدولة إسرائيل عام 1948 ثم التجمع العربي الهش الذي وقف ضد الدولة العنصرية، وما قرأنا عنه من خيانات ومن تباطؤ ومن استهتار من تآمر بين كثيرين من القادة العرب، وعقب قيام ثورة يوليو، وأحد أهم أهدافها وأسباب قيامها هو إزاحة هذه الشوكة من ظهر الجسم العربي!
إلا أن الفرص الضائعة من العرب وتغيير اللاعبين الرئيسيين في الملعب تعددت وكثرت وضاعت واحدة تلو الأخري، إلا أن السياسات التي اتخذتها مصر، نابعة من أهمية القضية، علي أمنها القومي، وتلاحم الحدود الشرقية بين أهل القضية، وأعدائهم وبيننا، كل هذا جعل من الملعب، اليوم، والحركة الدائرة فيه، بين ميتشيل وعباس ونتن ياهو، هي تكرار لملل سابق، تعددت فيه أشكال اللاعبين، إلا أن مصر، وعلي رأسها القيادة السياسية، تلعب نفس الدور، وهي في منتهي الحذر مما يقوم به أطراف اللعبة، فلا اطمئنان لأحد ولا ثقة في أحد، بل الثقة كلها تنبع من قوتنا، وقدرتنا علي تحريك أصحاب الأدوار الهامة في الملعب بمن فيهم هؤلاء الأشقاء المنشقون عن الملعب السياسي وجلسوا خلف المرمي، في انتظار أمر بالتغيير الذي لن يأتي أبدًا