الأربعاء 17 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

طنط مريم كانت بتعذبنا ليل نهار بعلم بابا.. وملك: «ادتنى 25 جنيها علشان أكدب على وكيل النيابة»

طنط مريم كانت بتعذبنا ليل نهار بعلم بابا.. وملك: «ادتنى 25 جنيها علشان أكدب على وكيل النيابة»
طنط مريم كانت بتعذبنا ليل نهار بعلم بابا.. وملك: «ادتنى 25 جنيها علشان أكدب على وكيل النيابة»




كتب - حازم هدهد

انتشرت صوره كالنار فى الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعى وأثار تعاطف الرأى العام بعد أن ظهر وعلى جسده معالم التعذيب وكأنه قضى فترة اعتقال فى معتقل جوانتنامو، آثار الضرب المبرح واضحة على ظهره بالكامل، هزيل وضعيف وكأنه من قاطنى الصحراء، وسرعان مايعرف الجميع أن زوجة والدته هى المسئولة عما حدث له.
أيام قليلة تفصله عن الفصل فى قضيته التى أثارت الرأى العام على مدار الفترات الماضية، 30 مارس الجارى، ينطق القضاء بكلمته فى قضية طفل الشروق آسر أمجد الذى ذاق هو وشقيقته ملك ألوان العذاب من زوجة والده وعلى مرأى ومسمع من والده وبعلمه.
مترددًا، غير مدرك لأبعاد ما حدث له ،جلس «آسر أمجد»على جانب كنبة فى شقة جده الذى تولى أموره كاملة بعد اكتشاف واقعة تعذيبه على يد زوجة والده ،وبدأ يروى لأول مرة تفاصيل معاناته مع زوجة والده، قائلًا «طنط مريم كانت بتضربنى أنا وملك بسبب ومن غير سبب» وسرعان ما عدد أنواع العذاب الذى أذاقته له زوجة والده فقد كانت تضربه بعصا خشبية باستمرار وهذه كانت أبسط أنواع التعذيب، الذى تعدد ما بين اجباره على أكل الشطة أو الاستحمام بمياه ساخنة أو تنظيف الحمام باليد.
وتابع آسر «طنط كانت بتخلينى استحمى بمياه مغلية ولو نزل منى دم لازم امسحه بايدى قبل ما اخرج من الحمام»،ولم تكتف زوجة الأب بذلك بل كانت تجبره هو وأخته على الوقوف لساعات طويلة عقابا على لا شىء، عاش آسر وأخته مريم طوال فترة إقامتهما مع والده وزوجته محرومين من الأكل والنوم، مما كان يدفعه إلى استجداء الطعام من زملائه فى المدرسة، دون أن يجرؤ على اخبار احد بما يتعرض له.
وأكمل، أنه من كثرة تعرضه للضرب على يد زوجة والده كان الاعياء دائما ما يسيطر عليه طوال يومه الدراسى، وكان النوم يغالبه طوال الوقت فقد كان محروما من الأكل والنوم فى الوقت الذى يبذل فيه مجهودا شاقا لا يطيق أحد تحمله.
 رغم كل تلك القسوة والتعذيب لم يكن الأب يتدخل ليرفع عن أولاده هذا العذاب غير المبرر، بل إنه أعطى لزوجته إشارة الموافقة على كل ما تفعله وكأنهما لا ينتمان له ،فكل أنواع العذاب التى ذاقها الطفلان كانت على مرأى ومسمع من والدهما، الذى لم يحرك ساكنا لرفع المعاناة عن أبنيه.
وتقول ملك شقيقة آسر الصغرى، طنط مريم كانت بتعاقبنا احنا الاتنين لكن آسر كان بيتعاقب أكتر، وكانت بتدوس على دماغه برجلها وبتضربه بالخشبة ، حتى فى الإجازة كانت بترفض تخلينا نعمل أى حاجة، وكانت بتحرمنا من الأكل ولما نروح المدرسة كانت تدى لكل واحد فينا رغيف عيش فاضى ومن غير ما ناخد مصروف.
وتابعت ملك: إنها كانت فى أغلب الأحيان تحمل عن أخيها حقيبته المدرسية التى لم يكن قادرا على حملها من فرط الاعياء جراء تعذيب زوجة والده له، وأنهما لم يجرؤا على اخبار أحد بما يتعرضان له من تعذيب خوفا من زوجة والدهما التى هددتهما بزيادة التعذيب فى حالة أخبرا أى شخص.
وتابعت: إنه بعد اكتشاف الواقعة وعندما طلبت النيابة العامة سماع أقوال الطفلة ملك، اصطحبتها زوجة الأب وأعطتها مبلغ 25 جنيهًا ولقنتها بمعرفة المحامى ما ستقول أمام النيابة، وأن تنفى تعرض آسر للتعذيب على يدها وأن آثار الضرب فى أنحاء جسده من جراء مشاجرة وقعت بينه وزملائه فى المدرسة وهددتها بأنها فى حال عدم امتثالها فإنها ستعود إلى منزل أبيها وستذيقها ألوان العذاب، وأنها بعد انتهاء التحقيق أخذت منها مبلغ الـ 25 جنيهًا مرة أخرى.
وأنهت الطفلة ملك حديثها قائلة: «حسبى الله ونعم الوكيل فيها» ووجهت رسالة إلى والدها تطالبه بالانفاق عليها هى وشقيقها وتوفير المسكن الملائم لهما بعيدا عن زوجته القاسية
وفى نهاية حديثهما وجه الطفلان والأم الشكر لوزير الداخلية اللواء مجدى عبدالغفار، الذى أرسل وفدا من قطاع حقوق الانسان بالوزارة لمساندتهم فى محنتهم، وطلب منهم سرعة التواصل مع الوزارة لتذليل أى عقبات تواجههم فى المستقبل .
وأقام المستشار هيثم الجندى، دفاع الطفل آسر عددًا من الدعاوى القضائية أمام محكمة الأسرة يطالب فيها الأب بالانفاق على طفليه ودفع مصاريف المدرسة التى رفض دفعها وتوفير مسكن آمن لهما يضمن لهما حياة انسانية، ومن المقرر أن تصدر محكمة القاهرة الجديدة حكمها فى القضية فى الـ 30 من مارس الجارى.