الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

قصة مصنع ألبان الأطفال المكتشف بالصدفة

قصة مصنع ألبان الأطفال المكتشف بالصدفة
قصة مصنع ألبان الأطفال المكتشف بالصدفة




كتب- محمود جودة


الاكتشاف المفاجئ بوجود مصنع لإنتاج ألبان الأطفال فى مصر، أثار حالة من الجدل، بسبب الأزمة التى يعانى منها ملايين الأطفال نتيجة نقص ألبان الأطفال وفى نفس الوقت يتم تصدير 36 مليون عبوة هى كامل طاقته الإنتاجية للخارج، دون طرح عبوة واحدة فى السوق المحلية، مما دفع القوات المسلحة للتدخل واستيراد عبوات بأسعار مناسبة وبجودة عالية.
جريدة «روزاليوسف» كانت أول من حاور الدكتور إبراهيم عزت مالك مصنع الألبان عقب أزمته مع الجهات الإدارية بالدولة والتعنت معه عام 2007، ثم توقف الإنتاج، دون سبب رغم حصوله على موافقة وزارة الصحة فى عهد الوزير حاتم الجبلى.
الدكتور إبراهيم عزت صاحب المصنع الوطنى الوحيد لإنتاج الألبان فى مصر منذ عام 2003، عانى كثيرا خلال الـ14 عاما، بسبب تعنت الدولة والروتين والبيروقراطية التى منعته من طرح منتجه فى الأسواق المصرية، رغم أنه عاش خارج مصر لسنوات ثم عاد ومعه «سر الصنعة» الخاصة بألبان الأطفال من هولندا وأنتج وقتها لبنًا أطلق عليه «بيبى زان 1 و 2» للأطفال.
وواجه صاحب المصنع تحديا كبيرا، كان متضمنا مواجهة مافيا الدواء والألبان، حيث اعتمدت مصر على استيراد الألبان من فرنسا طيلة سنوات، وكان طرح منتجه فى الأسواق بمثابة الانتحار بالنسبة له وقتها، ولكنه اقتحم عش الدبابير، ورغم ذلك لاقى دعما من  الدولة فى البداية، حتى أن د.أحمد نظيف رئيس وزراء مصر الأسبق حضر فعاليات توقيع بروتوكولات خاصة بالمصنع، كما زارته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، مما يعد دعما قويا له مصريا وعالميا، واعترافا صريحا بجودة منتجه.
إلا أنه واجه العواصف والتشويه، والتضليل للرأى العام بشأن صناعته التى جلبها من الخارج، حتى أغلقت فى وجهه الأسواق المصرية على خلفية شائعات حول عدم جودة المنتج، ولكنه قرر مواصلة الإنتاج وتصديره كاملا للخارج، وهو ما يعد اعترافا بسلامة المنتج المصرى الذى يصنع بجودة وفخامة أوروبية، وأصبح يصدر 36 مليون عبوة ألبان خارج مصر، فى الوقت الذى تحتاج فيه الأسواق المحلية لـ 18 مليون عبوة ألبان أطفال سنويا فقط، أى أنه يصدر ضعف الاحتياج المحلى من الألبان.       

التفاصيل ص2