الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أنت فاكرنى هندى!

أنت فاكرنى هندى!
أنت فاكرنى هندى!




ياسر صادق  يكتب:

«انت فاكرنى هندى».. كثير منا كان ومازال يكرر هذه الجملة عندما يجد الانسان أن الشخص الذى أمامه يقول له كلامًا غير معقول أو أنه يريد أن يسخر منه ولا يحترم عقله أو يريد أن ينصب عليه.
 لكن الهند التى نسخر منها فى جملة «انت فاكرنى هندى؟» ماذا فعلت مع إيمان عبدالعاطى والتى تبلغ من العمر 36 عامًا ـ اسمن فتاة فى العالم ـ ويبلغ وزنها اكثر من 500 كيلوجرام وتعانى من مشاكل فى الغدة الدرقية، وأصيبت بجلطة بعد ارتفاع نسبة الكولسترول فى الدم، وظلت لمدة 25 عاما طريحة الفراش، لا تخرج من غرفتها ولا تستطيع الجلوس على مقعد ولا التحرك من مكانها، وبدأت شقيقتها شيماء فى شن حملة الكترونية من أجل إنقاذ إيمان بعد أن أعيتها الحيل واستنفدت كل الطرق!
فماذا فعلت الهند التى يتكون غالبية سكانها من ناس يعبدون البقر أو النار، ومسلمين أيضًا عندما علم بأمرها احد الأطباء هناك يدعى موفى لاكدوالا، حيث تدخلت وزيرة الشئون الخارجية فى الهند سوشما سوارج لإصدار التأشيرة لإيمان، وقام حرفيون مصريون بعمل سرير خاص لها وتم نقلها من منزلها بالإسكندرية بشاحنة الى المطار، وتقيم إيمان فى دور كامل مساحته 1000 قدم مخصص لمثل هذه الحالات، وكان فى استقبالها بالهند أكثر من 100 عامل لنقلها.
كما تم جمع تبرعات لها فى الهند لتحمل نفقات علاجها، وبعد مرور شهر هناك نزل وزن ايمان اكثر من 120 كيلوجراما وبدأت تحرك أطرافها وتجلس، وستجرى عملية جراحية أخرى.
هذه هى الهند التى انت وأنا وهو وهى نسخر منها، ونقول «انت فاكرنى هندى»! الهند تعاملت مع إيمان بمنتهى الاحترام وعلى أساس أنها حالة انسانية تحتاج المساعدة.
ماذا فعل الأطباء هنا فى مصر لإيمان، ولغير ايمان؟ هل احد منهم تعاطف معها وكلف نفسه وذهب إليها وتبنى حالتها؟ أو تبرع لها احد سواء اطباء أو رجال اعمال؟ لم يحدث!
ماذا فعل لها وزير الصحة الدكتور أحمد عماد؟ ولا حاجة! فالوزير الحقيقة مش فاضى للكلام ده هو مشغول مع شركات الأدوية خاصة الأجنبية وكيفية زيادة اسعار الدواء على المواطنين الغلابة الذين لا يجدون لقمة العيش! مش معقول يهتم بالمرضى. هل مثلًا السيد الوزير يذهب للمستشفيات ويرى حالتها المتدنية والناس التى لا تجد أسرة لها وملقاة على الأرض، ولا دواء وتعامل اسوأ معاملة من الدكاترة الذين يتعاملون مع المرضى باستعلاء، أو كأن الدكاترة يعالجون المرضى على نفقتهم وليس من اموال الدولة ودافعى الضرائب أو حتى على نفقتهم الشخصية!
 لا اتحدث عن كل الاطباء وانما الغالبية منهم، اما الممرض فلن يساعد المريض الا إذا حصل على المعلوم والا لن يسأل فيك، لقد وصلت حالة التدنى فى المستشفيات إلى وجود بيوت للثعابين وكلاب وحمير كما حدث فى مستشفى جزيرة الشندويل بمحافظة سوهاج، الأمر الذى جعل خالد هلالى عضو لجنة الصحة بالبرلمان يقدم طلب احاطة ضد الوزير، الذى لو كان عنده شعور بالمسئولية لقدم استقالته على الفور كما يحدث فى البلاد المتحضرة.
لكن هيهات أن يفعل ذلك، فالكرسى عنده أهم من المرضى والناس كلها، لازم طبعًا يعمل ودن من طين واخرى من عجين، كان يجب على رئيس الوزراء أن يصدر قرارًا باقالة وزير الصحة بعد هذه المهزلة.