الخميس 26 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

انشقاق «مقدسى» المتحدث باسم الخارجية السورية





 
 
حذر باراك أوباما ، فى كلمة له بكلية الدفاع الوطنى فى واشنطن ، نظام الأسد من مواجهة «عواقب وخيمة» فى حال إذا ما أقدم على استخدام أسلحة كيميائية ضد «الثوار»، بعد وصول المعارك إلى دمشق.
 
 
وأكدت صحيفة «التليجراف» البريطانية أن هذا الإنذار يعد التحذير الثانى إلى سوريا، خلال الساعات القليلة الماضية، حيث سبق لوزيرة الخارجية هيلارى كلينتون أن حذرت النظام السورى من تجاوز ما أسمتها بـ»الخطوط الحمراء» من قيام النظام باستخدام «الكيماوي».
 
 
ونقلت الصحفية عن تصريح مسئول رفيع المستوى فى وزارة الدفاع الأمريكية بأن مسؤولين استخباراتيين أمريكيين تأكدوا من وجود تحركات عسكرية فى أكثر من مكان داخل سوريا لتجميع المكونات الضرورية لتجهيز أسلحة كيميائية من غاز السارين القاتل.
 
 
إلا أن وزارة الخارجية السورية سارعت إلى نفى التقارير التى تحدثت عن احتمال لجوء نظام الأسد لاستخدام الأسلحة الكيميائية، كما نقل التليفزيون الرسمى عن مصدر بالوزارة قوله: إن سوريا أكدت مراراً أنها لن تستخدم مثل هذه الأسلحة، إن وجدت، ضد شعبها تحت أى ظرف.
 
 
وفى السياق نفسه، نشرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية مقالا حول الوضع ، محذرة من خطر الانزلاق نحو التدخل فى سوريا. وأكدت الصحيفة أن مؤشرات تدخل المجتمع الغربى فى الشأن السورى تتزايد بشكل واضح ، حيث تتمثل المرحلة الأولى فى امداد المعارضة السورية بالاسلحة.
 
 
أما الخطوة الثانية فستكون فرض منطقة حظر طيران شمال سوريا حيث لقى ما يقرب من 40 ألف شخص مصرعهم خلال الصراع الذى وصفة الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون بأنه يتوسع ويصل إلى مراحل جديدة من الوحشية.
 
 
ونقلت الصحيفة البريطانية عن الجانب المعارض رؤيته فى أن أى تدخل غربى فى الصراع قد يكون عن طريق عمليات قصف جوى ، لكن فى حالة إزاحة النظام فلا يمكن لأحد أن يتوقع ما طبيعة القوات التى ستسيطر على مجريات الأمور بعد ذلك وهو ما يعنى أن حملة جوية غربية قد لا تنهى الصراع لكنها قد تحول طبيعته إلى شكل آخر. فيما نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مجلة «أتلانتيك» الأمريكية تقريرا يفيد بأن الجانب الإسرائيلى طلب الإذن من الأردن بضرب مخازن الأسلحة الكيماوية السورية عبر حدودها خلال الشهرين الأخيرين مرتين.
 
 
ونقلت المجلة الأمريكية عن مصادر استخباراتية، أن مبعوثا من الموساد توجه بهذا الطلب إلى الأردن، إلا أن الأردن رفضت إعطاء تصريح من هذا النوع حتى هذه اللحظة.
 
 
وأشارت المجلة إلى أن إسرائيل يمكنها تنفيذ ضربة من هذا النوع دون تصريح الأردن، كما فعلت عندما ضربت المفاعل النووى فى «دير الزور» ، إلا أنها قلقة من تداعيات مثل هذه الضربة  فى ظل تصاعد قوة الإسلاميين فى الأردن.
 
 
على صعيد متصل ، كشف دبلوماسيون فى حلف الناتو أن وزراء خارجية دول الحلف سيوافقون على إرسال صواريخ «باتريوت» إلى تركيا.
 
 
ومن المتوقع أن يقدم وزراء خارجية الحلف المؤلف من 28 دولة مساندتهم لهذه الخطوة أثناء اجتماعهم فى بروكسل مما يؤكد وقوفهم خلف حليفتهم تركيا.
 
 
من جانبه ، صرح  وزير الخارجية التركى أحمد داود أوغلو مؤخرا أن ردود الأفعال المنتقدة لطلب تركيا من (الناتو) نصب صواريخ «باتريوت» على حدودها مع سوريا «غير مبررة» ، مؤكدا  أنه عند انتهاء التهديد الحالى، ستتم إعادة الصواريخ إلى البلاد التى جاءت منها. أعلنت الولايات المتحدة والمانيا وهولندا، وهى الدول الثلاث فى الحلف التى تملك هذه الصواريخ، انها ستدرس الطلب التركي، بينما قالت فرنسا ان «لا سبب» لرفضه.
 
 
وفى سياق متصل، انشق جهاد مقدسى المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية عن حكومة الأسد وغادر البلاد، حسبما أفاد مصدر دبلوماسى رفيع المستوى.
 
 
يذكر مقدسى وهو فى الاربعينيات عمل بالسفارة السورية فى لندن وعاد إلى دمشق قبل نحو عام للعمل كمتحدث باسم الوزارة والقيام بالدفاع عن الحكومة ضد الانتفاضة على حكم الاسد.
 
 
لكنه لم يكن يتمتع بنفوذ يذكر فى نظام يدعمه الجهاز الأمنى الذى لا تأثير لوزارة الخارجية عليه.
 
 
فيما عبر معارضو الأسد عن أن خسارة مثل هذه الشخصية البارزة يعتبر دليلا آخر على أن النظام يتداعى من الداخل.
 
 
وكان مقدسى قد أعفى ، فى وقت سابق ، من مهامه الرسمية لارتجاله مواقف خارج النص الرسمى السوري.