الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

السيسى يخاطب أمريكا الرسمية عبر ترامب.. و«الشعبية» بمراكز صناعة الرأى العام

السيسى يخاطب أمريكا الرسمية عبر ترامب.. و«الشعبية» بمراكز صناعة الرأى العام
السيسى يخاطب أمريكا الرسمية عبر ترامب.. و«الشعبية» بمراكز صناعة الرأى العام




كتب - أيمن عبدالمجيد - عمر علم الدين

تأتى أهمية الزيارة الرسمية الأولى للرئيس عبدالفتاح السيسى، للولايات المتحدة الأمريكية، من حيث التوقيت وطبيعة الملفات المطروحة، واللحظة الراهنة التى تعيشها أمريكا فى ظل بناء الرؤى حول العديد من الملفات الدولية وفى القلب منها منطقة الشرق الأوسط.
زيارة ثلاثية الأبعاد، يحتل الملف الأمنى ومكافحة الإرهاب بعدها الأول، عبر مساع مصرية لبناء استراتيجية دولية للمكافحة تتخذ إجراءات فعلية على الأرض، فيما يحتل الملف الاقتصادى وتعزيز سبل التعاون والدعم لخطط الإصلاح فى بنية الاقتصاد المصرى البعد الثاني، يلى ذلك ملف الأمن القومى العربي، والعمل على بناء مشتركات مصرية أمريكية تسهم فى إعادة بناء الدولة الوطنية بدول تعد بؤر صراع ملتهب بمنطقة الشرق الأوسط وفى القلب منها ليبيبا والعراق وسوريا واليمن، إلى جانب ملف القضية الفلسطينية، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967.
واستهل الرئيس عبدالفتاح السيسى زيارته الرسمية  للولايات المتحدة الأمريكية الأحد بلقاء الدكتور جيم يونج كيم، رئيس البنك الدولي، وقيادات شركتين من كبريات الشركات العالمية، جيف إميلات رئيس مجلس الإدارة المدير التنفيذى لشركة جنرال إليكتريك، ومارلين هيوستن الرئيس والمدير التنفيذى لشركة لوكهيد مارتن.
وتعكس لقاءات الرئيس أهمية الملف الاقتصادى على أجندة الزيارة الرسمية الأولى عقب ثورة ثورتى 25 يناير و30 يونية، فهى الأولى لرئيس مصرى منذ العام 2009، تأتى عقب سنوات من التوتر فى العلاقات بين البلدين.
وحول الملف الاقتصادى قالت الدكتورة سحر نصر وزيرة التعاون الدولى لروزاليوسف، إن تعزيز فرص الاستثمار فى مصر من أهم الملفات على أجندة الزيارة المصرية إلى جانب العمل على استئناف تمكين مصر من الحصول على الدفعات المتبقية من قرض البنك الدولى، والعمل على توسعة فرص الاستثمار فى مصر وتذليل العقبات أمام المستثمرين، والعمل على تقليص الفجوة فى الميزان التجارى بين البلدين، وبلغ حجم التبادل التجارى بين مصر وأمريكا فى 5 مليارات دولار.
 وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى لرئاسة الجمهورية: «الزيارة تستهدف بدء التنسيق والتشاور مع الإدارة الأمريكية الجديدة وتبادل الرؤى حول القضايا الإقليمية».
وأضاف يوسف: «الملف الاقتصادى يحتل أهمية كبيرة فى الزيارة حيث تستهدف توضيح الإصلاحات الاقتصادية التى بدأتها مصر، وقد أعلن البيت الأبيض دعمه لمصر اقتصاديا وتجاريًا»
وأوضح يوسف: «تستهدف الزيارة إعادة تقييم ملف المساعدات والعمل على تطويرها، إلى جانب تعزيز فرص الاستثمار فى مصر من خلال غرفة التجارة الأمريكية وهذا يتضح من لقاء الرئيس بقيادات أهم شركتين فى أمريكا، إلى جانب لقاء قيادات أهم قوتين اقتصاديتين البنك الدولى، وصندوق النقد الدولى».
وحول طبيعة الرؤية المصرية، لتطوير ملف المساعدات الأمريكية لمصر قال المتحدث الرسمى باسم الرئاسة لروزاليوسف:  «إن تطوير المساعدات الأمريكية لمصر يبدأ بإعادة تقييم ما تحقق منها فى السابق، ومدى الاستفادة منه، والتشاور حول تطويرها لتعظيم الاستفادة وهو أمر يتطلب وقت وتبادل الرؤى وهو ما سنعمل عليه».
وحول أهمية التعاون الاقتصادى قال يوسف: «يكفى أن نعلم أن 33% من حجم الاستثمارات الأمريكية فى القارة الإفريقية تتم فى مصر، ونسعى إلى زيادة تلك الاستثمارات من خلال تزليل العقبات أمام المستثمر الأجنبى، وإطلاع القوى الاقتصادية على الإصلاحات المصرية، والمشروعات العملاقة التى بدأتها مصر».
ويمثل العمود الفقرى للزيارة توضيح الموقف المصرى وحقيقة الأوضاع السياسية والأقتصادية والرؤية المصرية لكافة القضايا الإقليمية والدولية، خاصة أن الإدارة الأمريكية الجديدة فى مرحلة تكوين رؤية وإعادة بناء سياساتها تجاه الملفات فى الشرق الأوسط.
وأكد السفير علاء يوسف، أن الزيارة تكتسب أهميتها الكبيرة من توقيتها الذى تواجه فيه مصر وأمريكا تحديات مشتركة، بينها ملف الإرهاب، والبحث عن سبل لمواجهته.
وأضاف يوسف، مصر لديها رؤية لمكافحة الإرهاب تتخطى المواجهة الأمنية والعسكرية إلى بناء استراتيجية كاملة للمواجهة بأبعادها الأمنية والاقتصادية والسياسية والفكرية تتطلب تعاونًا دوليًا، وهو ما سيتناوله الرئيس السيسى ونظيره الأمريكى ترامب فى اللقاء المرتقب غدًا.
وأوضح المتحدث باسم الرئاسة المصرية، أن مصر تسعى لبناء موقف دولى يتخذ إجراءات فعلية لتجفيف منابع تمويل وتسليح التنظيمات الإرهابية، إلى جانب التأكيد على أن كافة التنظيمات المتطرفة هى وجه واحد للإرهاب فلا يوجد ما يسمى تنظيم معتدل، مع اطلاع الجانب الأمريكى على جهود مصر فى محاربة الإرهاب التطرف.. وحققت مصر إنجازات فى الثلاث سنوات  الأخيرة فى حربها ضد الإرهاب الذى تصاعدت وتيرته عقب ثورة 30 يونية وإزاحة الإخوان عن الحكم، ليصل ذروته فى يونيو 2015 فى سيناء قبل أن يبدأ فى التراجع تدريجيًا، ما عكس نجاح الاستراتيجية المصرى التى عملت على تجفيف منابع التمويل والتسليح والاستقطاب إلى جانب توجيه ضربات استباقية للخلايا الإرهابية جعلت تلك التنظيمات فى أضعف حالاتها تمهيدا لمرحلة اقتلاعها من جذورها.
ويتلامس الجانب السياسى فى مكافحة الإرهاب، مع تجفيف بؤر الصراع فى منطقة الشرق الأوسط، وفى المقدمة تجفيف البيئة الحاضنة للإرهاب فى ليبيا وسوريا والعراق وفى المقدمة الحل العادل للقضية الفلسطينية التى يستخدمها المتطرفون ذريعة لاستقطاب الشباب.
وقال يوسف: «إن الرؤية المصرية فى اللقاءات مع الإدارة الأمريكية وقيادات الرأى العام والمراكز البحثية، تنصب حول ضرورة إيجاد حلول سياسية للدول التى تشهد أزمات، فمكافحة الإرهاب فى ليبيا وسوريا والعراق، يجب أن تنطلق من دعم بناء الجيوش الوطنية وتقوية القائم منها، فبدون جيش وطنى قوى لن تكون هناك قدرة على حماية الحدود ومواجهة الإرهاب على الأرض»
ويهتم الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال زيارته التاريخية لأمريكا، بمخاطبة القيادات الرسمية عبر القمة الرئاسية مع ترامب، وإلى جانب ذلك يستهدف مخاطبة الرأى العام الأمريكى عبر لقاءات مكثفة بالقيادات المؤثرة فى الرأى العام الأمريكى.. فقد التقى الرئيس السيسي، بلفيف من قيادات الجالية المصرية فى واشنطن امس، وتحوى أجندة الرئيس لقاءات مع قيادات مؤثرة فى الرأى العام الأمريكى وقيادات عدد من أهم المراكز البحثية.