الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أهالى أسيوط يطالبون وزارة الرى بمواجهة المشكلة

أهالى أسيوط يطالبون وزارة الرى بمواجهة المشكلة
أهالى أسيوط يطالبون وزارة الرى بمواجهة المشكلة




أسيوط ـ إيهاب عمر


فشل كلوى وأمراض خبيثة، انتشرت بين المواطنين فى محافظة أسيوط، بالإضافة إلى تدمير نحو 3500 فدان من الأراضى الزراعية الخصبة، وذلك بسبب ريها بمياه الصرف الصحى التى يتم تفريغها بترعة «الزنار»، ورغما عن خطورة هذه الكارثة، إلا أن المهندس ياسر الدسوقي، محافظ أسيوط، تجاهلها تمامًا ولم يلق لها بالا.
والكارثة أن جموع المسئولين على علم اليقين بأنه يتم تفريغ صرف صحى مدينة أسيوط على هذه الترعة، بغض النظر عن عدد الأفدنة التى تروى بزمام مركز أسيوط وجزء من مركز منفلوط، ناهيك أن مديرية الرى بالإقليم اكتفت فقط بتحرير محاضر للهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى دون تحرك رادع لوقف هذه الكارثة البيئية والصحية.
فى البداية يقول رأفت توفيق، مزارع: إن ترعة الزنار تسبب خطورة كبيرة على المزارعين بسبب تصريف مياه الصرف الصحى عليها، التى تغذى الترع بزمام قرى كثيرة ومنها «بنى غالب ـ البورة ـ علون ـ مسرع ـ جزء من جحدم»، حتى أن مياه هذه الترعة تصل إلى جزء كبير من زمام مركز منفلوط.
ويلفت توفيق إلى أن معظم المزارعين مضطرون للرى خاصة أن هذه المصارف الوحيدة التى تروى أراضيهم، منوها إلى أن تلك الكارثة المتهم فيها مديرية الرى والبيئة والمحافظة لأنهم لم يتحرك لهم ساكن لوقف صرف هذه المياه على ترعة الزنار، أو منع تفريغ مياه الصرف بها.
ويشير فاروق عبدالحميد، مزارع، إلى أن مياه الصرف الصحى دمرت خصوبة الأراضى الزراعية، حيث إن الأسمدة أصبحت لا تستطيع أن تعيد للتربة خصوبتها بسبب مخلفات الصرف، لدرجة أن رائحة الأراضى أصبحت بنكهة الصرف الصحى وظهر ذلك فى مناطق كثيرة.
ويقول المهندس أحمد رفعت، وكيل وزارة الزراعة الأسبق بأسيوط: إن مشكلة تصريف الصرف الصحى فى ترعة الزنار خطيرة جدا، خاصة على زراعات الخضر، حيث إنها تشكل خطورة أيضا على التربة لأن الصرف الصحى يشمل تصريف الورش الكائنة بحى غرب أسيوط، التى تصرف الزيوت والمواد السامة داخل شبكات الصرف، التى تصرف على ترعة الزنار وتروى بها الأراضى الزراعية، ما يتسبب فى تفاعل مركبات الصوديوم مع أملاح التربة، التى تدمر الأراضى الزراعية.
وأشار رفعت إلى أن المزارعين بمنطقة عزبة الجبانات يقومون بكسر ماسورة الصرف الصحى بهدف رى زراعتهم من الخضر، خاصة أنهم ليس لديهم مصدر للمياه، منوها إلى أن اللواء إبراهيم حماد، محافظ أسيوط الأسبق، كان قد وعد بحفر آبار مياه ارتوازية فى هذه المنطقة للقضاء على ظاهرة رى الزراعات بالصرف الصحى، لكن للأسف لم يتم شيء فى هذا الأمر.
من جانبه قال حسين عبدالمعطى، نقيب الفلاحين بأسيوط: إن صرف مياه الصرف الصحى على ترعة الزنار بأسيوط يسبب كارثة كبيرة بيئيا وصحيا على المواطنين، حيث إن هذه المياه تروى نحو 3500 فدان بقرى «منقباد ـ البورة ـ الهداياء ـ علون ـ مسرع ـ أولاد رائق ـ بنى حسين غرب ـ عرب المدابغ» فضلا عن أن جزءًا من هذه المياه يصرف على نهر النيل.
وأكد نقيب الفلاحين أن هذه تعتبر جريمة فى حق المواطنين يتحمل مسئوليتها جميع المسئولين بأسيوط لالتزامهم الصمت على هذا الأمر الذى يترتب عليه انتشار الأمراض الخبيثة فى مختلف القرى، ناهيك أن المحافظة متوقع أن تصدر جميع الأمراض إلى مختلف المحافظات عن طريق المحاصيل التى تم ريها بهذه المياه.
وأشار عبدالمعطى إلى أنهم رفعوا عدة مذكرات إلى الجهات الرقابية بهذا الشأن لوقف صرف مياه الصرف الصحى فى هذه الترعة ورفعها إلى محطات التحلية والغابات الشجرية، حرصا على سلامة المواطنين، ومنعا لانتشار الأمراض المزمنة والأوبئة.
إلى ذلك كشف المهندس جوزيف حلمى، رئيس الإدارة المركزية للموارد المائية والرى بأسيوط، عن أنه تم تحرير محضر مخالفة للهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى لمخالفتها القانون 48 لسنة 1982 الخاص بحماية المياه من التلوث، مشيرا إلى أنه تم تحذيرها أكثر من مرة بهذا الشأن، لكن دون أى جدوى، وعلى أثر ذلك تم تحرير المحضر ضد الهيئة.