الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

قمة استعادة الشراكة بين القاهرة وواشنطن: السيسى: الإرهاب تحد عالمى.. وترامب يشيد بجهود مصر فى مكافحته

قمة استعادة الشراكة بين القاهرة وواشنطن: السيسى: الإرهاب تحد عالمى.. وترامب يشيد بجهود مصر فى مكافحته
قمة استعادة الشراكة بين القاهرة وواشنطن: السيسى: الإرهاب تحد عالمى.. وترامب يشيد بجهود مصر فى مكافحته




رسالة واشنطن - أيمن عبدالمجيد - عمر علم الدين

استأنف الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس لقاءاته المكثفة بواشنطن، بلقاء نظيره الأمريكى دونالد ترامب، حيث شهد اللقاء تبادل الرؤى حول القضايا الأقليمية، وفى القلب منها استراتيجية مكافحة الإرهاب الذى بات مهددا للعالم أجمع.
وأكد الرئيس أن خطر الإرهاب بات عالميا يتطلب تكاتف الجهود واستراتيجية لمكافحته، فيما أشاد ترامب بجهود مصر فى دحر الإرهاب.

واستقبل حشد من الجالية المصرية المقيمة فى ولايات أمريكية، الرئيس بالأعلام المصرية وهتافات تحيا مصر، مواصلين وقفتهم الداعمة أمام البيت الأببض حتى نهاية اللقاء.
وفى المقابل سعت عناصر منتمية لجماعة الإخوان الإرهابية لتنظيم تظاهرة منددة بالزيارة إلا أن قدرتهم على الحشد تضاءلت لأدنى مستوى حيث باءت محاولاتهم بالفشل، فكان اللجوء إلى الترويج الإلكترونى بتصوير فيديوهات فى خارج محيط البيت الأبيض وبثها عبر الفيس تحمل تهديدات.
وفى أجواء اتسمت بالحميمية والمصارحة والجدية التى لم تخل من بعض المداعبات، التقى الرئيس السيسى العشرات من أبناء الجالية المصرية مساء أمس الأول بواشنطن.
وشدد الرئيس فى اللقاء الذى حضرته روزاليوسف، على أنه لا يتوانى فى اتخاذ الإجراءات اللازمة لبقاء الدولة المصرية بمؤسساتها، واستعادتها لقوتها، دون النظر لأثر ذلك عليه شخصيا، قائلا: «ما تحقق فى السنوات الثلاث الماضية أمر عظيم مقارنة بحجم التحديات، ففى قطاع البنية التحتية تجاوزنا ما أغفل تحقيقه فى الثلاثين عاما الأخيرة، حيث انجزنا ما تتطلبه التنمية من شبكة طرق وموانئ بحرية وجوية ومصادر للطاقة».
وأضاف الرئيس اتخذنا قرارات صعبة لتحقيق اصلاحات اقتصادية ضرورية، بما يحقق المصلحة الوطنية، فكان تعويم الجنيه تحديا كبيرا، ورغم أن الكثير من المسئولين كانوا متخوفين، ونصحنى البعض بترك هذا القرار حتى لا اتحمل اثاره واكمل العام ونصف فى هدوء، وكان بإمكانى تأجيل تلك القرارات ليتحملها من يأتى بعدي، إلا اننى لم أكن لأسامح نفسى اذا لم اتخذ قرارات ضرورية للمصلحة الوطنية.
وأضاف الرئيس كان لدينا تقدير موقف صائب يدرك اصالة الشعب المصري، فاستقرار الدولة المصرية هو الاساس مشددا: «خلوا بالكم من مؤسسات الدولة فلم يعد مصلحة نظام هو الهدف، فالدولة باقية والنظام يتغير وسيرحل ويأتى غيره»
وأكد الرئيس أن المصريين تحملوا اصعب ظروف فى السنوات الثلاثين الماضية، نتيجة ارتفاع الاسعار، والدولة تقدر ذلك وتبذل كل الجهد لتخفيف تلك الاعباء.
وأعرب الرئيس مرتين خلال اللقاء فى بدايته ونهايته عن شكره وتقديره لأبناء الجالية المصرية فى أمريكا لتحملهم اعباء الانتقال فى يوم اجازتهم الاسبوعية للقائه، وفى لمحة انسانية قال الرئيس: «علمت أن الأستاذ عبدالمنعم عبدالله كان قادما معكم واصيب بوعكة صحية ونطمئن عليه بالمستشفى» وهو ما قابله افراد الجالية بامتنان لعلمهم بايفاد الرئيس ممثلا له قبل اللقاء للاطمئنان على زميلهم، معربين عن استعدادهم الكامل لدعم وطنهم، وسعادتهم بلقاء رئيسهم.
وشدد الرئيس على أن ما وصفه بـ«مصر الجديدة» ترعى ابناءها جميعا فى الداخل والخارج، مضيفا انتم جزء من شعب مصر، لكم دور مهم كجسر للتواصل مع العالم من خلال البلدان والمجتمعات التى تقيمون بها، ولديكم دور مهم كسفراء لمصر للتعريف بحقيقة ما يحدث على الأرض فى مصر وتصحيح الصورة المغلوطة التى يصدرها البعض، وفى الوقت ذاته نحتاجكم لنعرف منكم عن الآخر.
وقال الرئيس سنعمل على تنظيم مؤتمر لمصريى الخارج، يذاع على الهواء ليكون الحديث بحرية كاملة، على غرار التجربة الناجحة لمؤتمر الشباب.
ولم يخل اللقاء من روح الدعابة، عندما بدأ منظم اللقاء منح الكلمات للحضور مؤكدا انه سيحرص على منح السيدات فرصا متساوية للحديث فعقب الرئيس: «لا بل نعطيهم تمييزا بفرص أكبر» وعندما بدأت الكلمات ومنح الرجال فرص أكبر ذكر الرئيس مدير الجلسة بالعودة لمنح السيدات الكلمة وهو ما قوبل بالتصفيق.
وشدد الرئيس على أن معركة تطوير الخطاب الدينى تسير بخطى ناجحة، فمجرد الحديث فى تجديد الخطاب الدينى انجاز فى وقت تزايد فيه الفكر التكفيرى المتطرف، مضيفا الإنجاز سيأخذ بعض الوقت.
وأضاف الرئيس: «قبول الآخر واحترام الاختلاف فى العقيدة حتى من لا دين له، لا نرسخه لأهداف سياسية ولا شعارات اخلاقية بل نرسخه كواقع على الأرض بالممارسة لاسباب دينية، فليس من حقى الضغط عليك حتى معنويا لتغيير عقيدتك، كل انسان مسئول عن اختياره فقط وليس عن الآخر».
وأوضح الرئيس: «عندما ازور الكنيسة المصرية فى اعياد الأخوة فى الوطن لا يمكن أن اكون بامثل أنى فرحان وهما كمان بيمثلوا، لا بل سعادة حقيقية تعززها المواقف الفعلية لا الشعارات، فلم يطلب منى أحد أن أعلن أمنيتى أن نحتفل العام القادم فى كاتدرائية جديدة بالعاصمة الجديدة، أنا من طرحت ذلك».
وفى المقابل طالب رأفت صليب أحد ابناء الجالية المصرية الرئيس بالتدخل لدى الاعلام لوقف استخدام البعض لمصطلح «أقباط المهجر» فالجميع مصريون، وإساءة البعض لا يجب أن تنعكس على جميع المقبمين بالخارج فالبعض ينظر إليهم على انهم خونة.
وهو ما رد عليه الرئيس الجميع مصريون والمواطنة هى الأساس، وليس صحيحاً اننا ننظر لكل المصريين الاقباط فى المهجر نظرة سلبية، فنحن ندرك أن لا أحد يعبر عن المجموع، ولا تمييز على اساس الدين.
وشدد الرئيس على أن المعركة ضد التطرف وجماعة الاخوان بدأت فى ٣ يونية ولكنها لم تنته بعد، مضيفا وصولهم للحكم جاء نتيجة لحظة راهنة فى ٢٠١١، ضعفت فيها الدولة وهم كانوا الأكثر تنظيما بحسابات انتخابية بحته، فلم يترك لهم أحد البلد كما اعتقد البعض، وعندما قال الرئيس الاسبق أنا أو الفوضى لم يكن تشبثاً بالحكم، بل كان ادراكا لواقع تنظيمهم.
على جانب آخر، قال وليد فارس مستشار الحملة الانتخابية للرئيس الامريكى دونالد ترامب إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لواشنطن ستمهد الطريق لبناء شراكة قوية بين مصر والولايات المتحدة ترتكز على المصالح المشتركة واحترام السيادة الوطنية وتعزيز التواصل بين المؤسسات الرسمية والشعبية بالبلدين.
واضاف ان امريكا حريصة على مساندة مصر اقتصاديا لما تمثله لها كشريك استراتيجى وفعلى فى الشرق الاوسط تريد ان يكون له دور اقليمى اكبر خلال المرحلة المقبلة، واشار الى ان هذا التعاون والشراكة هى قناعة من ترامب وإدارته.
وقال فارس- خلال لقائه مع عدد من الإعلاميين بواشنطن ان زيارة الرئيس السيسى إلى واشنطن والمباحثات التى سيجريها مع الرئيس ترامب واعضاء الكونجرس الامريكى لا تستهدف فقط اعادة الدفء الى العلاقات المصرية- الامريكية ولكن اعادة اللحمة إلى العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.. مضيفا انه توجد مصلحة استراتيجية أمريكية جراء دعم واشنطن لجهود مصر فى مكافحة الارهاب والتطرف.
وتابع ان اولويات الإدارة الأمريكية الجديدة هى مكافحة الإرهاب التى تشمل مكافحة تنظيم داعش فى أى مكان يتواجد فيه، ومواجهة تنظيم القاعدة وايضا مواجهة القاعدة وضرورة مواجهة الأيديولوجية التى تغذى الإرهاب مشيرا إلى ان الولايات المتحدة تحتاج إلى مصر فى حربها ضد الارهاب والتطرف.
خاصة لما تملكه مصر من افكار ورؤية جيدة فى الحرب ضد الارهاب ولديها ايضا افكار لمصر والمحيط، مشيرا الى ان امريكا ايضا داعمه لمصر فى حربها ضد الارهاب خاصة فى سيناء، واكد ان موقف ادارة ترامب قبل الترشيح وبعد نجاحه لم يتغير خاصة فيما اعلنه فى مكافحة التطرف.
وشدد على ان تنفيذ قرار بشأن تصنيف الاخوان المسلمين كجماعة ارهابية يتوقف على «التوقيت السياسى»- نظرا للطبيعة المعقدة للمؤسسات السياسية الامريكية المعنية باتخاذ القرارات وتنفيذها وايضا الاجراءات تحتاج بعض الوقت ولكن القرار السياسى موجود ولكن عمر الادارة الجديدة شهران فقط.
واشار الى ان خروج اكثر من 30 مليون مصرى فى الثلاثين من يونيو عام 2013 خلق واقعا جديدا فى مصر، حيث تجلت إرادة التغيير فى مصر من خلال ثلاثة استحقاقات ديمقراطية تمثلت فى الاستفتاء على الدستور، واجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وقال ان الادارة الامريكية تولى أهمية كبيرة لتعزيز علاقاتها مع مصر فى كافة المجالات من منطلق أن مصر تعد اكبر دولة فى المنطقة من حيث السكان، علاوة على دورها الإقليمى المحورى ومساهماتها فى تعزيز السلام والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، وكونها بوابة للقارة الافريقية.
واضاف ان مصر تعد ركيزة اساسية لأى تحالف اقليمى يهدف الى مكافحة الارهاب او بناء كيانات اقتصادية، مشيرا الى ان تيارات كثيرة داخل الولايات المتحدة تنظر الى مصر باعتبارها شريكا استراتيجيا لتعزيز الامن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط.
وقال انه توجد قناعة لدى إدارة ترامب والكونجرس الامريكى بشأن ضرورة مواصلة التشاور مع دول المنطقة فى مقدمتها مصر لمواجهة الارهاب والتطرف، بالاضافة الى تعزيز الشراكة الامريكية مع مصر فى المجال الاقتصادى.
وشدد على أهمية هيكلة الاستراتيجية الاقتصادية بين مصر والولايات المتحدة لدعم الاصلاحات الاقتصادية وتشجيع الشركات الامريكية على زيادة استثماراتها بالسوق المصرية.
وأضاف ان الولايات المتحدة يهمها تعزيز النهوض الاقتصادى فى مصر على المدى المتوسط والطويل، منوها الى انه يوجد اعتقاد لدى قطاعات عديدة بالكونجرس بان مصر ستعد شريكا اقتصاديا لواشنطن، خاصة ان مصر تخلصت من ادارة متشددة وتحركت الى الاستقرار وقد تم والآن تتحرك فى اتجاه الاقتصاد.
ودعا الى تكثيف زيارات الوفود البرلمانية المصرية والشعبية الى الولايات المتحدة لتعزيز التواصل مع المؤسسات الرسمية والشعبية الامريكية واطلاع الرأى العام الامريكى على حقيقة الاوضاع فى مصر.

قابيل: نتفاوض مع الأمريكان لتقليل نسبة المكون الإسرائيلى فى «الكويز»

أكد المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة أنه يجرى التفاوض مع الجانب الأمريكى على تقليص نسبة المكون الاسرائيلى فى المنتجات الخاضعة لاتفاقية الكويز، إلى جانب العمل على اجتذاب استثمارات امريكية جديدة، من خلال اطلاع المستثمرين رجال الاعمال الامريكان على الاصلاحات الاقتصادية المصرية والتعديلات التشريعية والاجراءات المزيلة لمعوقات الاستثمار فى مصر.
وأضاف قابيل، خلال لقائه بعدد من اعضاء  الوفد المصرى فى واشنطن أن حجم التبادل التجارى بين مصر وامريكا بلغ ٥ مليارات دولار، بينهم مليار ونصف صادرات مصرية، والنسبة المتبقية واردات امريكية للسوق المصري، تتمثل فى الذرة الصفراء ومكونات صناعة الحديد الصلب.
ونوه قابيل إلى أن العجز فى الميزان التجارى تقلص فى العام ٢٠١٦ عن سابقه نتيجة زيادة الصادرات المصرية بنسبة ٦٪ وتقلص الواردات من أمريكا بنسبة ٢٦٪، لافتا إلى أن ذلك ليس ناتجا عن تراجع الاستهلاك المصرى للسلع الأمريكية ولكن ناتج عن تراجع استيراد السلع غير الاساسية.
ونوه قابيل إلى سعى مصر إلى تقليص عجز الميزان التجارى على المستوى العام من ٩ مليارات إلى 7 مليارات.
ونوه قابيل إلى أن الملف الاقتصادى على اولويات الزيارة الرئاسية المصرية التى تعد الاطول فى تاريخ الزيارات الرئاسية المصرية لامريكا خمسة أيام.
ونوه إلى أن التفاوض على الاستثمار ليس مع الحكومة الامريكية بل مع غرفة التجارة، لافتا إلى أنا أمريكا تتجه لاتخاذ إجراءات حمائية تقلص الواردات من الخارج لكن ذلك لن يضر مصر.