الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

قمة العقول تبدأ تفعيل الرؤى المتطابقة

قمة العقول تبدأ تفعيل الرؤى المتطابقة
قمة العقول تبدأ تفعيل الرؤى المتطابقة




رسالة واشنطن:

أيمن عبدالمجيد ـ عمر علم الدين

لم يكن لقاء القمة الرئاسية المصرية الأمريكية، فى الثانية عشر ظهر الأثنين، بتوقيت واشنطن، السادسة مساء بتوقيت القاهرة، مجرد قمة سياسية، بل كانت قمة عقول، ومناظرة بين رؤى تحمل كلا منها خطه للمستقبل بآليات تنفيذ تسهم فى دحر التحديات.
كانت الرؤية المصرية التى عبر عنها الرئيس عبدالفتاح السيسى نابعه من إدارك تام للواقع بتحدياته، مستلهمة من الماضى بخبراته، تحمل آليات الانطلاق لمستقبل أفضل بتوقعاته.
فالرئيس السيسى ليس من ذلك النوع القادم من النخبة السياسية العادية، فهو رئيس فرضته لحظة وتحديات مصيرية، قادم بخلفية معلوماتية لما شغله من مواقع سابقة رئيسا للمخابرات الحربية، قبل قيادة الجيش المصري، ثم رئاسة مصر.
فيما جاء ترامب من خارج النخبة السياسية ايضا، فقد جاء بخلفية اقتصادية تضع المصلحة والمكاسب الاقتصادية فى مقام متقدم، وهو يدرك حاجة أمريكا فى اللحظة السياسية الراهنة التى تشهد أعادة تموضع بالشرق الأوسط إلى شريك قوى ومصر تملك من مقومات القوة الدولة والتأثير الأقليمى الكثير.
ومن ثم جاءت القمة بين الرئيس السيسى ونظيره ترامب مثمرة، للتقارب الكبير فى الرؤى بشأن التحديات الاقليمية والعالمية.
وأعلن ترامب دعمة الكامل لمصر، مشيدا بقوة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مواجهة التحديات، وما حققته مصر من تقدم فى حربها ضد الإرهاب.
اشادة ترامب بدور مصر فى مواجهة الارهاب، فى ظل انتقادات ترامب  لتعامل ادارة أوباما مع هذا الملف، ساهم فى تقبل الرؤية الأمريكية الداعية لتطوير ملف المساعدات الأمريكية للقاهرة، بتعزيز الدعم فى مجالات التسلح، فى ظل تنامى خطر الإرهاب من جانب واشتعال الصراع بدول اقليمية ما خلق بيئة مواتية لنمو التنظيمات الارهابية.
وفى المقابل فأن الرؤية المصرية تتضمن استراتيجية أكبر لمكافحة  الإرهاب تتخطى حدود المعالجة الامنية وأن كانت ضرورية، لتشمل دعم اعادة الاستقرار لسوريا والعراق وليبيا و اليمن، وحل عادل للقضية الفلسطينية.
وتفيد المعلومات التى توصلت إليها روزاليوسف أن هناك شبه تطابق فى الرؤى بين  السيسى وترامب، حول معظم القضايا، خاصة فى الملف السورى بضرورة العمل على استعادة الامن والحل السياسى وتقوية الجيوش الوطنية، وكان ترامب انتقد وضع اوباما الاطاحة ببشار الأسد على اولويات ادارته، فى حين لم يجيب عن سؤال من البديل، ويتخوف ترامب من أن تحل التنظيمات الارهابية محل النظام السوري.
وفى الملف الداخلى المصري، تضع الرؤية المصرية ضمن استراتيجيتها أولوية كبيرة للملف الاقتصادى وهو ما عكسته اللقاءات المكثفة للرئيس السيسى مع مدير البنك الدولى وغرفة التجارة والصناعة الامريكية، وقيادات كبريات الشركات.
وترى مصر أن التنمية الاقتصادية ضرورة لحماية الشعوب من الفقر وما يتبعه من فرص استقطاب نحو التطرف، ومن ثم دعم التنمية فى الشرق الاوسط ككل يسهم فى تعزيز فرص الاستقرار.
والتقى الرئيس السيسى أمس بالعاهل الاردنى الملك عبدالله الذى قدم فى زيارة لأميركا، ومن المقرر أن يزور الرئيس الفلسطينى  محمود عباس ابومازن امريكا الشهر المقبل، وهو ما يعنى أن هناك رؤية جديدة تصاغ الأن بهدف ايجاد حلول للقضية الفلسطينية ستكون مصر بدورها التاريخى وثقلها الاقليمى طرفا فاعلا فيها، كذلك الأردن.
وحول مخاطر دعوة بعض الامريكان لنقل السفارة الامريكية باسرائيل للقدس، ومخاطر ذلك على فرص انهاء الصراع العربى الاسرائيلى وخطورة على المنطقة وتعزبز فرص التطرف فى استقطاب غاضبين، قال الدكتور زياد العسلى رئيس منظمة فريق العمل الأمريكى من أجل فلسطين، لروزاليوسف، أن الدعوات لنقل السفارة الامريكية للقدس قديمة تعود الى ٢٠ عاما سابقة.
وأضاف العسلى هناك قانون امريكى بالفعل اقره الكونجرس لنقل السفارة منذ ٢٠ عاما، لكنه يشترط موافقة الرئيس الاميركي، وكل الرؤساء كانوا يرفضون لعلمهم تأثير ذلك على أميركا والشرق الاوسط، ومن ثم اعادة طرح تفعيل هذا القانون امر متكرر.
وأكد العسلى أن تصريحات ترامب السابقة الداعمة لنقل السفارة لم تخلو عن كونها محاولات لكسب اصوات انتخابية خلال الانتخابات الرئاسية، لكن عندما جلس الرئيس على كرسى الحكم واستمع للرؤى المختلفة وابعاد مثل هذا القرار فأن ذلك سيدفع مؤكد لتعطيل القانون السابق مثل الرؤساء السابقين.
وشدد العسيلى على أن اللحظة التاريخية مواتيه جدا لاستعادة الشراكة القوية بين مصر والولايات المتحدة الامريكية، فى ظل نظامين جديدين بالبلدين لدى كل منهما ما يقدمه للأخر، وهذا يتطلب أن تتخلى النخب السياسية عن الشعارات، والنظر بحكمة إلى سبل تعزيز التعاون المشترك، وفهم طبيعة امريكا التى تحكمها المصالح الاقتصادية، وهى الأن فى حاجة لشريك قوى مثل مصر التى بها جيش قوى وقدرة كبيرة للتأثير وتحقق انجاز فى مكافحة الارهاب الذى تستهدف امريكا محاربته أيضًا.
ونوه العسلى إلى أن فرص التعاون الاقتصادى والعمل على استعادة الامن بالشرق الاوسط كبيرة فى ظل تحسن العلاقات بين القاهرة وواشنطن، الى جانب التأثير الكبير للدولتين لانجاح اى حلول مقترحة للقضية الفلسطينية شريطة أن تكون حلول غير تقليدية.
وتشهد العلاقات المصرية الامريكية طفرة ملحوظة فى ظل الادارة الامريكية الجديدة، مع تأكيد ترامب على الرغبة فى تطوير العلاقات الثنائية على جميع المستويات.
وقال ترامب للسيسي:» لديك حليف وصديق عظيم  فى الولايات المتحدة، وباسم اميركا اتطلع لحقبة جديدة رائعة فى العلاقات المصرية الأميريكية».
وكشفت مصادر أن ترامب أكد على أن اميركا ستحافظ على دعم كاف لمصر على المستويات الامنية والاقتصادية وشراكة قوية.
ومن جانبه قال الدكتور زياد عسلى، رئيس منظمة «فريق العمل  الأمريكى من أجل فلسطين»   إن  العلاقات المصرية  الأمريكية باتت فى أفضل صورها فى ظل وجود رئيس مصرى جرىء وقادر أن يعرض مشاكله ويطلب بقوة.