الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

السيسى ينجح فى توطيد العلاقات المصرية - الأمريكية مع دوائر صنع القرار

السيسى ينجح فى توطيد العلاقات المصرية - الأمريكية مع دوائر صنع القرار
السيسى ينجح فى توطيد العلاقات المصرية - الأمريكية مع دوائر صنع القرار




رسالة واشنطن

أيمن عبدالمجيد ـ عمر علم الدين

اختتم الرئيس عبدالفتاح السيسى اليوم زيارة تاريخية ناجحة للولايات المتحدة الأمريكية، أعاد خلالها توطيد العلاقات المصرية - الأمريكية على جميع المستويات ودوائر صنع القرار بواشنطن، وهو هدف استراتيجى من أهداف الزيارة.
فقد بدا من تصريحات ترامب، وحفاوته بالرئيس السيسى بالبيت الأبيض، وتأكيد دعمه الكامل للرئيس ومصر دولة وشعبا، نجاح الرئيس السيسى فى كسب مؤسسة الرئاسة الأمريكية فى ظل إدارة جديدة تناقض توجهات الإدارة الأمريكية السابقة، التى أحدثت شروخًا فى العلاقات المصرية الأمريكية برهانها الخاسر على تنظيم الإخوان والإسلام السياسى.
وهو ما عبرت عنه مارى باث مساعد وزير الدفاع الأمريكى السابق، لـ«روزاليوسف»، قائلة:» الرئيسان حدث بينهم ارتياح كبير لتقارب الشخصيتين، فهما قويان قادران على مواجهة التحديات، وهذا سينعكس ايجابا على العلاقات المصرية  - الامريكية على مستوى التعاون المؤسسي، خاصة وزارة الدفاع، فوزير الدفاع الحالى صديق للرئيس ترامب، وكذلك صديق للرئيس السيسي».
وأضافت مارى: «ترامب يريد علاج الشروخ التى حدثت فى العلاقات المصرية - الأمريكية عقب خروج مبارك ومرسى من السلطة، فقد أسهمت سياسات أوباما، فى حدوث تصدعات كبيرة فى العلاقات يسعى ترامب إلى ترميمها، وسيكون ذلك فى صورة إعادة تطوير المساعدات الأمريكية لمصر ليصل جزء كبير منها إلى مجالات التنمية الاقتصادية، بحيث لا تنحصر فى المساعدات العسكرية.
إلا أن مايكل اشكروفت وزير الداخلية الأمريكى السابق، يرى: « أن دفء العلاقات الشخصية وحدة لا يكفى لبناء شراكة حقيقية، بل يجب أن تكون العلاقات بين البلدين استراتيجية وليست تكتيكية فقط، والتطور الذى يحدث علاقات استراتيجية يجب أن يتخطى العلاقات الرسمية إلى العلاقات الشعبية مع مؤسسات المجتمع المدنى، ومؤسسات المال والأعمال والشراكة بين رجال المال والشركات الخاصة، بحيث تكون هناك علاقات ومصالح مشتركة بين كل مؤسسات صنع القرار ولوبيات الضغط فى المجتمع والقطاع الاقتصادى
وأضاف أشكروفت: التطور الحقيقى المطلوب لتصل مصر للتقدم يجب أن ينصب من الدولة المصرية على تطوير قدرات الشباب، وحل مشكلات البطالة، فهذا الأساس لاستعادة الأمن والاستقرار».
ونجح الرئيس السيسى خلال زيارته التى امتدت خمسة أيام، وهى الأطول فى تاريخ الزيارات الرئاسية المصرية لامريكا، فى استعادة قوة العلاقات بين القاهرة ومختلف مؤسسات صنع القرار الأمريكية، فقد استقبل اعضاء الكونجرس الرئيس السيسى بحفاوة بالغة الاربعاء حيث التقى الرئيس السيسى بـ«بول راين»، رئيس مجلس النواب الأمريكى خلال زيارته لمقر الكونجرس الأمريكى فى مبنى «الكابيتول».
وناقش الرئيس مع قيادات الكونجرس ولجانه المختلفة الاوضاع فى منطقة الشرق الاوسط والتحديات التى تواجهها مصر وفى مقدمتها الإرهاب.
 والتقى الرئيس «نونز»، رئيس لجنة الاستخبارات وأعضاء اللجنة،  و«إيد رويس»، رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب بحضور 25 من أعضاء اللجنة.
والتقى السيسى، السيناتور «بوب كوركر»، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، بحضور 21 من أعضاء اللجنة، واختتم الرئيس لقاءاته داخل المجلس، بالسيناتور «ميتش ماكونال»، زعيم الأغلبية الجمهورية.
وأوضح الرئيس الرؤية المصرية بشأن العديد من القضايا المهمة، فى مقدمتها خطة مصر لمكافحة الإرهاب،  والإنجازات التى تحققت على المستوى الأمنى وفى مجال الإصلاح الاقتصادى فى مصر، والقرارات الاصلاحية التى أنجزت.
ويرى الادميرال فالون رئيس الأركان الأمريكى السابق فى لقائه بعدد من أعضاء الوفد الإعلامى والسياسى المصرى المصاحب للرئيس حضرته «روزاليوسف»، أن الإدارة الأمريكية والخبراء والمستشارين، خلصوا خلال الإعداد للزيارة إلى ضرورة تعزيز سبل التعاون بين القاهرة وواشنطن فى مجال محاربة الإرهاب، لما تقوم به مصر من دور قوى وفاعل فى الحفاظ على الأمن بمناطق تهم أمريكا بقوة، خاصة منطقة قناة السويس وشمال سيناء والحدود الليبية.
وأضاف فالون، هناك تعاون سابق على الزيارة لكن الفترة المقبلة ستشهد دعمًا أكبر وتوسعًا فى أشكال التعاون إلى جانب دور أكبر للقوات الدولية فى كشف الإرهابيين.
وعلى مستوى قطاع المال والأعمال التقى الرئيس السيسى عددًا من قيادات المؤسسات المالية بينهم مدير البنك الدولي، وقيادات كبرى الشركات الفاعلة فى الاقتصاد الأمريكى لبحث سبل التعاون واطلاعهم على الإصلاحات الاقتصادية المصرية المحفزة.
وعلى مستوى الإعلام الأمريكى كقطاع فاعل ومؤثر فى الرأى العام الضاغط على مراكز صنع القرار، أدلى بحوار مطول لشبكة فكس نيوز الأمريكية، تحدث خلاله عن الرؤية المصرية للعديد من القضايا المهمة وما أنجز فى العديد من الملفات بينها الجهد المصرى لمكافحة الإرهاب، والإصلاحات الاقتصادية المحفزة للاستثمار، والرؤية المصرية للحل السلمى للقضية الفلسطينية، والنزاعات الإقليمية وسبل استعادة الدولة القوية فى ليبيا وسوريا والعراق.
ومن مكاسب الزيارة دعم القطاع السياحى المصرى، فقد أعلن ترامب أن مصر دولة آمنة مشجعًا الأمريكان على زيارتها.
وحققت مصر عوائد ١٢ مليار دولار من قطاع السياحة فى ٢٠١٠، تراجع إلى ٦ مليارات، وأصيب القطاع بانتكاسة فى السنوات الأخيرة بفعل تحذير عدد من الحكومات لرعاياهم فى مقدمتهم إدارة أوباما.
ومع تحسن العلاقات الأمريكية من المرجح عودة السياح الأمريكان بقوة ما يسهم فى مضاعفة العوائد الدولارية وهو ما سينعكس على انخفاض سعر الدولار والسلع الاستهلاكية بالتبعية.
وأكد شكروفت وزير داخلية أمريكا السابق أن السياحة الأمريكية ستعود بقوة لمصر  الفترة المقبلة.