الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

العناية بـ«ملائكة الأرض» لن تكون عبئاً

العناية بـ«ملائكة الأرض» لن تكون عبئاً
العناية بـ«ملائكة الأرض» لن تكون عبئاً




كتبت- علياء أبوشهبة


تصاب الأم بالهلع والصدمة إذا رزقها الله بطفل معاق لعدم قدرتها الكافية على التواصل معه، إلا أن الأمر لم يعد صعبا مثلما يتصور البعض، لأن كل ما يحتاجه هو الصبر والتعرف الجيد على إعاقة الطفل، لكى يصبح دور المنزل متكاملا مع دور المدرسة أو مؤسسة التأهيل للمساعدة فى رفع مستوى مهارات الطفل المعاق.
الدعم الأسرى بداية الطريق الصحيح
تضع لنا مها هلالى إخصائية التأهيل والتخاطب، الطرق اللازمة للتعامل مع الطفل المعاق وفى البداية تقول:صدمة ميلاد طفل معاق تكون كبيرة؛ لأن الأم تتعامل مع واقع جديد عليها لم تستعد له، فهى كانت تستعد لطفل سليم وتحلم به وبمستقبله، وأهم ما يساعد الأم على تجاوز هذه الصدمة هو الإيمان بالله وقدره، والإيمان بحق هذا الطفل وبدورها فى إمداده بكل ما يحتاج له من رعاية وحب وخدمات، كما يساعدها وجود الدعم الأسرى خاصة من الزوج، ودعم المجتمع من خدمات وأهم من ذلك تقبل المجتمع لصغيرها.
تنصح هلالى الأم التى يعانى طفلها من فرط الحركة بالتعامل معه بصبر للتمكن من السيطرة على حركاته، وتشير إلى أنها عادة ما تحتاج لمراجعة أخصائى تغذية لأن نوع الغذاء يؤثر فى فرط الحركة، كما تحتاج لمراجعة أخصائى وظيفى لتبين ما إذا ما كان لديه أى احتياجات حسية تدفعه لفرط الحركة.
كما تؤدى قلة التدليل إلى حدوث مشكلات لدى الطفل فزيادته أيضا تحدث نفس التأثير السلبي؛ ولذلك تحذر منه قائلة: «تعلمنا كأمهات ضرورة وقاية أطفالنا من الرحمة المبالغ فيها والتى قد تؤدى لتعجيزه وتواكله بدلا من أن تحفزه على التحسن وتطوير قدراته».
وعن رعاية طفل التوحد تقول: «الطفل فى هذه الحالة يحتاج للحب والرعاية مثل سائر الأطفال، ولابد أن نضمن له حقوقه وأولها الحق فى التعبير والتواصل وكذلك الحق فى التعليم والصحة والوصول للخدمات الرياضية والترفيهية وهو ما يجب مساعدة الطفل على تحقيقه».
فى حالة إصابة الطفل بالإعاقة الذهنية «متلازمة داون» فتنصح مها حجازى الأم بضرورة التعرف على قدرات طفلها وما يحتاج إليه من تدخلات ترفع من قدراته وأن تتعلم طرق تبسيط المعلومات لمساعدته على الدمج فى المدرسة.
الحب والرعاية
ومن واقع التجربة الشخصية للسيدة لمياء توفيق عبدالحميد، تقدم نصائح لرعاية الأطفال من ذوى الإعاقة، وهى أم لعمرو ونشوي، وهما فى العقد الثالث من عمرهما ولديهما إعاقة ذهنية، وتقول: إن المعلومات حول الإعاقات لم تكن متوفرة من قبل وتنصح فى البداية بالقراءة عن نوع الإعاقة من أجل تقديم المساعدة اللازمة.. كما تؤكد ضرورة تواصل دور الأم مع المدرسة فهى رغم عدم توافر عدد كبير من المدارس فى منتصف الثمانينيات عند مولد أبنائها إلا أنها كانت تحرص دائما على البحث عن أفضل فرصة لإلحاقهم بمدرسة مناسبة.
التواصل مع مدرسى أبنائها كلمة السر، تكمل لمياء توفيق، موضحة أنها تحرص على التواصل مع مدرسى أبنائها لتستكمل معهم مشوار التأهيل بنفس الأسلوب، وتعتبر أهم ما تفخر به هو أن أبناءها ليس لديهم أى مشكلة فى التواصل الاجتماعى مع الآخرين. لأن ابنها الأكبر عمرو مؤذن فى المسجد المجاور لمنزلها، كما أن ابنتها نشوى لديها الكثير من الأنشطة الفنية، والسر فى أنها لا تخفى أبناءها عن الناس فقد كانت الأسر تتعامل مع أبنائهم المعاقين من منطلق أنهم يجب إخفاؤهم؛ وهو ما رفضته تماما وتنصح باجتنابه.
ترى لمياء أن المشكلة الأكبر لدى أى أم لطفل من ذوى الإعاقة هى نظرة المجتمع السلبية، ونظرات الشفقة وكلمة «يا حرام» وغيرها من العبارات المستفزة.