السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

منطقة صناعية أمريكية بمحور قناة السويس

منطقة صناعية أمريكية بمحور قناة السويس
منطقة صناعية أمريكية بمحور قناة السويس




تقرير ـ أحمد إمبابى


فى ختام أسبوع للرئيس عبدالفتاح السيسى بالعاصمة الأمريكية واشنطن، خرجت زيارة الرئيس بمجموعة من النتائج غير المسبوقة على مستويات العلاقة الاستراتيجية المختلفة بين البلدين بعناصرها العسكرية والسياسية والاقتصادية والأمنية.
وعلى مدى خمسة أيام عمل للرئيس السيسى فى واشنطن كانت هناك سلسلة من اللقاءات والمباحثات المكثفة والمثمرة مع المسئولين فى الإدارة الأمريكية وأجنحة العمل المختلفة بها، بداية بلقاء القمة مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الذى عقد الاثنين الماضى وصولا للقاءات الأمس.
الرئيس السيسى فى ختام لقاءاته بواشنطن استقبل السيناتور الجمهورى جون مكين وليندسى جراهام، وبعدها التقى أيضا النائب تيد كروز بالكونجرس الأمريكى.
لكن تلك اللقاءات جاءت ضمن المباحثات المتنوعة مع مراكز القوى فى الإدارة الأمريكية والمسئولين بها، حيث حرص الرئيس على إجراء مباحثات تحقق الانطلاقة الجديدة فى العلاقات المصرية ـ الأمريكية.
22 لقاء للرئيس فى واشنطن
بجانب لقائى الأمس مع نواب بارزين فى الكونجرس الأمريكى، عقد الرئيس عبدالفتاح السيسى نحو 20 لقاء وجلسة  مباحثات مع المسئولين فى الإدارة الأمريكية وكبار السياسيين والاقتصاديين ومسئولين دوليين، بإجمالى نحو 22 لقاء، فضلا عن الحوار التليفزيونى الذى أجراه مع شبكة فوكس نيوز الأمريكية وأذيع مساء الأربعاء.
حديث الأرقام لإجمالى لقاءات الرئيس فى واشنطن كان كالتالى:
- اليوم الأول: فى أول أيام عمل الرئيس خلال الزيارة كان الأحد الماضى وفيه عقد الرئيس 4 لقاءات كانت مع رئيس البنك الدولى جيم يونج كيم، ولقاءين مع المديرين التنفيذيين لشركتى «جنرال الكتريك» و«لوكهيد مارتن» الأمريكيتين ثم لقاء مع الجالية المصرية فى أمريكا.
- اليوم الثانى: فى يوم الاثنين كان موعد لقاء القمة التاريخى بين الرئيس السيسى ونظيره الأمريكى دونالد ترامب.. حيث جرت مراسم استقبال حافلة للرئيس فى البيت الأبيض بعدها عقد الرئيسان جلسة مباحثات انتهت بنتائج ايجابية تعبر عن الانطلاقة الجديدة للعلاقات المشتركة.
وفى نفس اليوم قام الرئيس بزيارة مقر الغرفة التجارية الأمريكية وعقد لقاء مع ممثلى كبرى الشركات الأمريكية.. وفى مقر إقامته عقد لقاء مع رئيس شركة بوينج الأمريكية المتخصصة فى مجال صناعة الطائرات.
- اليوم الثالث: كان حافلا باللقاءات مع المسئولين فى الإدارة الأمريكية وأجنحتها المختلفة.. وكانت البداية بلقاء قمة عربية ما بين الرئيس السيسى والملك عبدالله بن الحسين العاهل الأردنى بمقر إقامتهما فى واشنطن.
بعدها التقى الرئيس وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون وزير خارجية، ثم لقاء مع مستشار الأمن القومى الأمريكى هيربرت ماكماستر.
وفى نفس اليوم قام الرئيس السيسى بزيارة مهمة لمقر الكونجرس الأمريكى وعقد نحو 5 اجتماعات مع قيادات وأعضاء ولجان مجلسى الشيوخ والنواب بالكونجرس.. حيث التقى بول ريان رئيس مجلس النواب، كما التقى ميتش ماكونيل زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ، وأورين هاتش الرئيس المناوب لمجلس الشيوخ، والتقى الرئيس كذلك ديفين نونز رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب وأعضاء اللجنة، هذا بجانب لقاء مع إدرويس رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب وأعضاء اللجنة، وأيضا بوب كوركر رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ.
وخلال تلك اللقاءات تم استعراض أطر العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، والجوانب المتعلقة بالدور المصرى فى تسوية الأزمات القائمة فى الشرق الأوسط.
- اليوم الرابع: استهل الرئيس نشاطه فى اليوم الرابع من الزيارة بلقاء مع مجموعة من الشخصيات المؤثرة فى المجتمع الأمريكى، والتى تضم مسئولين سياسيين وعسكريين سابقين، بالإضافة إلى قيادات مراكز الأبحاث ودوائر الفكر وقيادات المنظمات اليهودية الأمريكية.
وفى نفس اليوم استقبل دان كوتس مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية.. وتوجه بعدها لمقر وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» حيث عقد جلسة مباحثات موسعة مع الوزير ماتيس وكبار القيادات العسكرية الأمريكية.
وفى نهاية اليوم التقى الرئيس مديرة صندوق النقد الدولى كريستين لاجارد، كما استقبل رئيسة اللجنة الفرعية لاعتمادات الدفاع بمجلس النواب الأمريكى.
يضاف ذلك إلى اللقاء التليفزيونى الذى أجراه الرئيس مع شبكة فوكس نيوز الأمريكية الشهيرة.
أبرز مكاسب زيارة واشنطن
لاستعراض أبرز النتائج التى خرجت بها زيارة الرئيس لواشنطن، نتوقع 5 ركائز أساسية شملتها جدول أعمال الرئيس فى تلك الزيارة وفيها تحقق عدد من النتائج المهمة على الأصعدة الاستراتيجية والعسكرية والاقتصادية والإقليمية.
1- الركيزة الأولى: كانت مع إدارة البيت الأبيض: وتمثلت فى لقاء القمة مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ولقاء الرئيس بوزير الخارجية ومستشار الأمن القومى.
وترجمة تلك اللقاءات الانطلاقة الجديدة للعلاقات المصرية ـ الأمريكية.. وأكدت على توثيق التعاون الاستراتيجى بين البلدين، بجانب التأكيد على دعم الولايات المتحدة الأمريكية لمصر.
 الركيزة الثانية: وهى زيارة الرئيس لمقر الكونجرس الأمريكى ولقاءاته المختلفة مع قيادات وأعضاء الكونجرس من الحزبين الجمهورى والديمقراطى والتى تناولت أطر العلاقات الاستراتجية والدور الإقليمى لمصر فى منطقة الشرق الأوسط وحربها على الإرهاب
3- الركيزة الثالثة كانت فى زيارة الرئيس لمقر وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» وما شهدته من اتفاقيات عن زيادة الدعم العسكرى لمصر لمستويات غير مسبوقة.
الركزية الرابعة: كانت فى زيارة الرئيس لمقر الغرفة التجارية الأمريكية ولقاءه برؤساء 12 من كبرى الشركات الأمريكية وتفاصيل النقاش مع المستثمرين الأمريكيين لزيادة استثماراتهم والعمل على إنشاء منطقة صناعية أمريكية بمحور قناة السويس.
الركيزة الخامسة: كانت فى لقاء الرئيس مع مسئولين دوليين فى واشنطن خاصة مع رئيس البنك الدولى ومديرة صندوق النقد الدولى وما تناولته من تقييم لبرنامج الإصلاح الاقتصادى الذى تنفذه مصر.
وخلال تلك الركائز الأساسية يمكن إجمال أهم المكاسب التى تحققت فيها تلك الزيارة والتى سيترتب عليها سيناريوهات مختلفة خلال الأسابيع المقبلة فيما يلى:
- تفعيل وتوثيق التعاون الاستراتيجى بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية.
- إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بوقوف أمريكا خلف مصر فى تحدياتها المختلفة خاصة فيما يتعلق بمحاربة الارهاب
- زيادة الدعم العسكرى والمعونة العسكرية إلى مصر لمستويات غير مسبوقة خاصة فيما يتعلق بمستوى التسليح وزيادة نسبة المعونة العسكرية بعد أن تم تجميدها فى عهد أوباما
- زيادة الدعم الاقتصادى،  والاعلان عن اقامة منطقة صناعية أمريكية على هامش محور قناة السويس
- قضية القرن.. حيث تم الاتفاق على التنسيق المصرى ـ الأمريكى فى القضية الفلسطينية والعمل على دفع عملية السلام.. حيث من المقرر أن تعقد قمة خماسية تجمع رؤساء أمريكا ومصر والأردن والسلطة الفلسطينية وإسرائيل فى البيت الابيض فى يوليو المقبل لبحث عملية السلام.
- التنسيق المصرى ـ الأمريكى فى أزمات المنطقة خاصة فيما يتعلق بالوضع فى ليبيا وسوريا والعمل على مواجهة التنظيمات الإرهابية بها.
 تفاصيل لقاء البنتاجون
من ابرز الأجنحة المؤثرة فى الإدارة الأمريكية جناح وزارة الدفاع، وكان لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لها أمس الأول نتائج مهمة على مستوى التعاون العسكرى بين البلدين.
وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس عقد جلسة مباحثات موسعة مع وزير الدفاع ماتيس وكبار القيادات العسكرية الأمريكية، حيث تم خلال اللقاء التأكيد على أهمية العلاقات المصرية ـ الأمريكية وما تتسم به من طابع استراتيجى، لا سيما التعاون العسكرى بين البلدين الذى طالما ساهم فى الحفاظ على الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط. كما أكد الجانبان تطلعهما لتعزيز العلاقات العسكرية بين مصر والولايات المتحدة خلال المرحلة المقبلة وبما يمكن الدولتين من مجابهة التحديات غير المسبوقة التى تمر بها منطقة الشرق الأوسط والعالم.
كما تم خلال اللقاء بحث التحديات الإقليمية والدولية خاصة مكافحة الإرهاب، حيث تم تناول ظاهرة الإرهاب من جوانبها المختلفة سواء العسكرية أو الأيديولوجية، وأكد السيد الرئيس فى هذا الإطار ضرورة تكثيف الجهود الدولية لتجفيف منابع الإرهاب سواء من حيث إيقاف مدّه بالسلاح والمقاتلين أو تمويله، وحيث يتم القضاء عليه فى أسرع وقت لإنهاء معاناة الشعوب التى يهدد الإرهاب أمنها وسلامتها.
وأضاف المتحدث الرسمى إن اللقاء شهد كذلك تباحثاً حول الأوضاع فى الشرق الأوسط، حيث أكد الرئيس أن بذل مزيد من الجهود لتسوية الأزمات القائمة بالمنطقة من شأنه محاصرة الإرهاب الذى لم يتمدد ويكرس نفوذه إلا بسبب الفراغ الذى نشأ عن انهيار الدول وتفكك مؤسساتها. وأضاف السيد الرئيس إن موقف مصر الثابت بشأن أزمات المنطقة يستند إلى العمل على استعادة كيان الدولة الوطنية، والحفاظ على سلامتها الإقليمية، وإعادة بناء مؤسساتها، بحيث يتم توفير الأمن والاستقرار للشعوب التى عانت الكثير خلال السنوات الماضية.
وذكر السفيرعلاء يوسف أن جيمس ماتيس وزير الدفاع الأمريكى أكد خلال اللقاء أهمية دور مصر المحورى فى منطقة الشرق الأوسط، مشيداً بجهودها فى مجال مكافحة الإرهاب، فضلاً عن مواقفها بشأن دعم الاستقرار فى المنطقة وتسوية أزماتها، مؤكداً دعم الولايات المتحدة الكامل للجهود المصرية فى هذا الصدد. كما ذكر وزير الدفاع الأمريكى أنه يعتزم زيارة مصر قريباً، لمواصلة التباحث حول سبل تعزيز التعاون العسكرى القائم بين البلدين.
صندوق النقد الدولى
من اللقاءات المهمة أيضا لقاء الرئيس مساء أمس الاول مع كريستين لاجارد المدير التنفيذى لصندوق النقد الدولى.
وأعرب الرئيس خلال اللقاء عن تقديره للتعاون المثمر بين الحكومة وصندوق النقد الدولى فى إطار تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى، مؤكداً حرص مصر على استمرار التعاون مع الصندوق، لا سيما فى مجال الدعم الفنى، فضلاً عن دعم مصر فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وتعزيز جهود التوسع فى برامج وشبكات الحماية الاجتماعية لمحدودى الدخل والفئات الأكثر احتياجاً.
كما أكد الرئيس مواصلة تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى، مشيداً بما أظهره الشعب المصرى من صبر وتفهم للإجراءات الاقتصادية الأخيرة رغم صعوبتها، إيماناً بحتمية الإصلاح الاقتصادى وضرورة التعامل الفعال مع المشكلات الاقتصادية المزمنة. وأكد السيد الرئيس كذلك حرص مصر على تهيئة مناخ الأعمال وجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية، بهدف رفع معدلات النمو وخفض البطالة والدين العام، مستعرضاً ما يتم اتخاذه من إصلاحات إدارية وتشريعية لتحفيز الاستثمار وتوفير مناخ داعم له، وعلى رأسها العمل الجارى لإصدار قانون الاستثمار، فضلاً عن تيسير الإجراءات البيروقراطية أمام المستثمرين.
وأضاف المتحدث الرسمى إن لاجارد أشادت من جانبها بالقرارات الشجاعة التى تم اتخاذها لمعالجة الاختلالات الهيكلية فى الاقتصاد. كما أشادت مديرة صندوق النقد الدولى بالخطوات الجدية التى تتخذها الحكومة وبالتقدم المحرز فى تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي، مؤكدة حرص الصندوق على مواصلة التعاون مع مصر، وتوفير الدعم اللازم لإنجاح برنامج الإصلاح الاقتصادى.