الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أ ب أصحاب

أ ب أصحاب
أ ب أصحاب




أحمد عبدالعليم يكتب:

«الصداقة».. تُعلمنا عائلاتنا فى الصغر أننا بحاجة إلى أصدقاء، «يشاركونكم الضحك واللعب..  يقدمون النصائح..  تضعون رؤوسكم على أكتافهم أثناء البكاء..  يخففون عنكم الأحزان.. الصديق وقت الضيق» هذا ما يقولونه، ولكن لا أحد يخبرنا بأنهم أشخاص لديهم مشاعر وطاقة تحمُل كما يُمكن أن نُغضبهم ويغضِبوننا.
فى البداية تمنحنا طفولتنا فرصًا أكبر فى تشكيل علاقات قائمة على براءة الأطفال، نتساوى فى لون البشرة وتسريحة الشعر وطريقة الملابس.. لا مكان للفروق الفردية، كل ما نحتاجه من الصديق أن يتواجد معنا فى نفس المكان لا أحد يفكر ماذا سيحدث لاحقًا، لكن مع مرور الوقت وتقدم العُمر بنا يُصبح من الصعب العثور على صداقات جيدة، فالجميع يحتاج مساحة لحياته الشخصية.
«الأصدقاء لماذا؟».. أول تساؤل تُفرزه القشرة المخية عندما نشعر بأن العالم الذى يضم شُركاءنا قد أدار لنا ظهره، للإجابة عن أكثر الأسئلة السوداوية سنقول: «إن الحياة سيئة دون شركاء ونحتاج أن يتذكرنا أحد بعد رحيلنا»، حتى لاعب الوسط الهولندى مارك فان بوميل الذى ادعى أنه محترف ولا يمتلك أصدقاء بين صفوف فريق بايرن مايونخ، فضحته الكاميرات أكثر من مرة أثناء احتفالاته مع زملائه.
«ما قيمة الرجل دون أصدقاء».. فى محاورة صحفية مع اللص جون ديلينجر الملقب بـ«روبين هود الاقتصاد الأمريكى» تحدث بثقة عن نيته فى الهرب من السجن قائلاً: «اهتم بأصدقائى وأصدقائى يهتمون بى وذلك يكفينى»، ناهيك عن إنه قتل بعدها بسبب وشاية إحدى صديقاته المقربات، فهذا يعد أيضًا برهانًا جيدًا على أهمية قضاء الوقت مع رفقاء بعيدون عن حياة الجريمة.
«نعم هناك أسرار بين الأصدقاء».. علينا الاعتراف بأننا جميعًا لدينا ما نخفيه عن أفضل أصدقائنا، وفى بعض الأحيان نفعل ذلك بهدف حمايتهم والاحتفاظ بهم لأطول فترة ممكنة، لا نريد إقحامهم فى مزيد من الضغط النفسى أو تحميلهم ما لا طاقة لهم به، لكن كلها محاولات لتأخير خسارتهم، ففى الحقيقة لا شىء يستمر للأبد، من نتمسك به سيتركنا ولو بعد حين، وعندما يحين الوقت علينا تفهم الدوافع الإنسانية للتغيير، وتقبل حقيقة أننا نحيا سويًا اليوم لنفترق غدًا.
الحتة بشلن:
أحيانا يؤثر بك من لقبته «صديقًا» ويصدمك بإخفاء الحقيقة، ربما منحه مزيدًا من الوقت لإصلاح ما يمكن إصلاحه يُمكنهُ من الحفاظ على ما لا يُمكن تعويضه، ربما لو استمعت إليه وعلمت أسبابه وحاولت رؤية الأمور من وجهة نظره، ربما قد تتفهم لماذا لم يخبرك وكان يخفى عنك الأمر، أحيانا كل ما نحتاجه من الصديق هو أن يضع يده على كتفنا فى أحلك الأوقات ويخبرنا بأن كل شىء سيكون بخير.
عليك تقبل أصدقائك بفروقهم واختلافاتهم الفردية المتفاوتة، بعيوبهم، بكونهم ليسوا أنت، فهم ليسوا جيدين بما يكفى ليكونوا أنت لكنهم بارعون فى كونهم أنفسهم، سيكون هناك صعود وهبوط بمراحل الصداقة التى تحاول جاهدا الحفاظ عليها، ربما تجرح نفسك وأنت تتمسك بحبلها وترفض أن ينزلق من يديك، لا يمكننا تبين ما ستكشفه الأيام وقد لا يمكننا تغيير ما يحمله المستقبل، لكننا نحتاج إلى أصدقائنا معنا كل ساعة وكل دقيقة.
يقولون إن هناك اختراعًا واحدًا أفضل من الكهرباء.. الصداقة.

Fb.com/Limo20New