الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«الفجالة» شارع الأزمات بدأ بالسيراميك وانتهى بـ«الملتحى» تسببت صورة الشخص الملتحى




 على أحد الكتب الخارجية للصف الأول الإعدادى فى مادة اللغة العربية فى حدوث أزمة بين أولياء الأمور ودار النشر المسئولة عن طبع الكتاب حيث أتهم عدد من المواطنين جماعة الإخوان بأنها تريد أخونة الكتب المدرسية بفرض صور معينة على الكتب وأن هذا ما حدث يمثل بداية حقيقة لهم للهيمنة على فكر طلاب المدارس خاصة صغار السن بينما اعتبر البعض بأنها لا تمثل أزمة صورة عادية أو غير مقصودة.


بعض أصحاب المكتبات.. ابدوا استياء من طبع صورة لملتح على أحد الكتب الخارجية.. حيث أكدوا أنها البداية وأن السنوات المقبلة. سيكون هناك تعميم على جميع الكتب وإجبار من الحكومة على وضع مثل هذه الصور.. كالملتح أو شيخ بعمامة وقد يصل الأمر إلى وضع صورة لامرأة منتقبة وإن الغلاف الذى تغير هو «لكتاب الأضواء» للصف الأول والثانى والثالث الثانوى للغة العربية.. واعتقد البعض أن الأمر قد يكون اجباريا من الحكومة ولا أحد يعلم.. أو أن أصحاب دار الطباعة أرادوا التقرب تجاه جماعة الإخوان المسلمين، وتقديم فروض الولاء والطاعة لأكبر حزب وتيار دينى حالى على الساحة السياسية وأخرون أكدوا أن هذا الأمر سيجعل الإخوان تتشجع وتطالب الكل بتغيير الأغلفة أسوة بكتاب الأضواء، وهو ما يدخلنا فى مرحلة جديدة من الرياء والنفاق من قبل القائمين على طبع هذا الكتاب، بعض الآراء جاءت متهمة الذين لم يلتزموا بطبع أغلفة مثل كتاب الأضواء.. بضعف الإيمان.. مؤكدين أن هذا الغلاف يعبر عن سماحة الإسلام وإن الملتحى صورة مشرفة تطبع على أغلبية الكتب بدلاً من غيره حتى إن البعض قال.. ولم لا تعمم هذه الصورة على كل الكتب خاصة إن رئيس الجمهورية نفسه ملتح وهو يعتبر قدوة للشعب كله.. وعلينا الاقتضاء به.

على الجانب الآخر سادت حالة من الجدل بين أولياء الأمور حول رأيهم فى الغلاف.. حيث إن بعضهم اعتبروه أمراً عادياً ولم يخيفهم الأمر.. بينما اعتبره آخرون أن الغلاف سيؤدى بالضرورة إلى اخونة المناهج.. وبالتالى الطلبة وذلك «بدس» أفكار «الجماعة» داخل المناهج مشيرين إلى أن هناك من يسهل لهم هذا الأمر بالنفاق و«التطبيل» لكونهم التيار المسيطر على الساحة السياسية كما كان يحدث للنظام السابق الذى اعتمد على النفاق حتى أصبح فرعوناً لا يقدر عليه أحد.

وأكد بعض أولياء الأمور خوفهم من تطور الأمر لصناعة فرعون جديد.. ومن ثم القيام بثورة جديدة للقضاء عليه.. وتتوالى الثورات.

وفى محاولة لمعرفة أسباب قيام دار نشر بنهضة مصر تغيير الغلاف صار لنا الاتصال بالدار إلا أن احد المسئولين بالدار أكد أنه المنوط بالرد على أى استفسارات ولكن رفض الإفصاح عن اسمه.. ووضح.. إنه فى كل عام دراسى جديد يتم تغيير شكل الغلاف.. وأضاف صورة الملتحى طبعت فقط على كتاب العربى لكتاب الأضواء للمراحل الأولى والثانى والثالث الثانوى.. مؤكداً إنه تم تغيير الغلاف بهذا الشكل لأن مدرس العربى معروف عنه أنه رجل فقه ودين ومن الطبيعى أن يكون بهذا الشكل.. وما المانع لأن يكون ملتحيًا أو بعمامة فمعظم العلماء.. قديمًا وحديثا يلبسون العمامة ويظهرون بزى خاص يدل على علمهم أو مدى فقههم.. وأن ظهور معلم اللغة العربية بهذا الشكل  لا يمثل أى خطورة

ونفى أن يكون هناك أى اتجاه من قبلهم لأى تيار دينى أو سلفى.. معتبراً أن صورة الغلاف عادية جدًا.. ولا تشير لأى معنى سوى الذى قصدوه عن معلم اللغة العربية.. وهو الفقه والوقار.. ليس إلا.. وأضاف أن نهضة مصر من الشركات العريقة المنوطة بطباعة كتاب الأضواء منذ أكثر من 75 عاماً.. وأنها لم ترد بتغيير الغلاف أى نفاق أو رياء من قبلهم لكسب رضى التيار الإسلامى المسيطر فى الوقت الحالى، وأشار إلى أنه لم تأت أية أوامر من أى جهة لإجبارهم على تغيير الغلاف، وفى حالة حدوث هذا فإن الشركة ليست صغيرة أو سيئة السمعة لقبول مثل هذه الأوامر.. ومن المؤكد أن هناك من سيعترض فى حالة العمل على توجيهنا لتيار معين أو لصالح أى تيار حالى سلفى أو إخوانى .

الجدير بالذكر أن شارع الفجالة من الشوارع الرئيسية فى مصر أو كما يطلق عليه البعض القبلة الأولى للطلاب لأولياء الأمور لأنه يضم أكبر مجمع للمكتبات للمستلزمات الدراسية سواء الرسمية أو الخارجية.

وخلال العقود الأخيرة نجد كل فترة تظهر أزمة بالشارع بداية من احتلال محال ومعارض الأدوات الصحية للمنطقة وكادت تنجح فى طمس هوية الشارع وتحويل نشاطه إلى أدوات صحية إلا أن الأمر لم يستمر.

وبنظرة سريعة على الكتب نجد أن أسعارها متفاوت ما بين عام وآخر فالمرحلة الابتدائية يتراوح أسعار كتبها ما بين 17 إلى 25 جنيهًا بمختلف المواد. أما الإعدادية فهو ما بين 20 إلى 30 جنيهًا.. والثانوية العامة تزيد قليلًا على هذا المبلغ بالفجالة العديد من المكتبات التى تتخصص فى بيع هذه الكتب فهناك مكتبة دار المعارف ودار مطابع المستقبل، والعزيزية، والحرية، ومكتبة الفجالة، والمطبعة الحديثة، ومكتبة الفائز، ونهضة مصر، وغيرها من المكتبات الخاصة المتخصصة فى بيع أو طباعة هذه الكتب.. وبالفجالة تجار لبيع الأدوات المدرسية الذين يحتلون نصف الشارع أمام هذه المكتبات والذين يتفننون فى جذب الطلاب خاصة حديثى الالتحاق بالمدارس ببعض الأدوات المدرسية التى غالبًا ما تكون على شكل ألعاب أو شخصيات كرتونية محبوبة للأطفال.. هذا بالإضافة إلى الحقائب المدرسية التى تتغير كل عام على حسب الموضة التى ترتبط أيضًا بالشخصيات الكارتونية،. كالقط والفار، واسبونش بوب، وسبيدرمان، وغيرها من الشخصيات التى أحبها الأطفال فى الرسوم المتحركة.

ويبدأ اليوم العمل فى الفجالة من الساعة السادسة صباحًا وحتى الواحدة صباحًا بعد منتصف الليل وهناك من يظل متواجداً طيلة الـ24 ساعة.. ذلك لأن هناك العديد من التجار الذين يأتون من المحافظات لشراء كميات كبيرة من الكتب لمختلف المراحل الدراسية بداية من الابتدائية وحتى الثانوية العامة وقد يتراوح الخصم الذى يحصل عليه التجار نسبة تصل إلى 25٪ من إجمالى المبلغ الذى اشتروا به وهم يجدون فى ذلك ربحًا وفيرًا.

رغم احتلال محال ومعارض «الأدوات الصحية» فى الشارع فإن «الفجالة» ستبقى القبلة الأولى لأولياء الأمور والطلبة كأهم وأشهر مجمع للمكتبات فى مصر لشراء مستلزمات الدراسة.. من أدوات مدرسية، وأقلام، ومساطر وكراسات وكشاكيل.. بالإضافة إلى أهم شىء يقبل عليه الطالب الكتاب الخارجى الذى ينقذه من عقم الكتاب المدرسى التابع لوزارة التربية والتعليم رغم المحاولات اليائسة لتطويره والتى لم تقدم سوى غلاف جديد فقط فى معظم الأحوال فالكتاب الخارجى هو النافذة التى تتيح للطالب الإطلاع على خلفيات وشرح المنهج الدراسى الكتب الخارجية عديدة، منها سلاح التلميذ، والأضواء، والامتحان، والمعاصر... وغيرها من الكتب التى تتناسب فيما بينها لجذب التلاميذ بالشروح الوافية وطبع بعض الملاحق المزودة بنماذج الامتحان.