الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

جنون أسعار الأسماك.. شوكة فى جوف المواطن القليوبى

جنون أسعار الأسماك.. شوكة فى جوف المواطن القليوبى
جنون أسعار الأسماك.. شوكة فى جوف المواطن القليوبى




القليوبية - حنان عليوه


لا يزال الشارع القليوبى يشهد حالة من التخبط والغليان، بسبب استمرار ارتفاع أسعار الأسماك عنان السماء، دون أن يتدخل أى مسئول للحد من الأزمة أو التعامل معها حتى بمسكنات، علاوة على استمرار انخفاض حجم المبيعات، بعد عزوف المواطنين عن الشراء، أو التوافد على المحال المتخصصة فى مأكولات الأسماك للارتفاع غير المبرر والمسبوق فى أسعارها.
ومن المؤكد أن وجبة السمك كانت الوحيدة التى لا يزال محدودو الدخل يستطيعون شراءها فى ظل الغلاء الفاحش، أما الآن فـ«ياقلبى لا تحزن»، حيث إن الأسر الفقيرة لا تزال تنتظر التدخل لعدم وجود أى بديل عنها، خاصة أن أسعار اللحوم تشوى جيوبهم، والدجاج أيضا لم يرحم محدودية دخولهم.
بداية يستنكر جمال العيسوى، من أبناء مدينة طوخ: استمرار أزمة ارتفاع أسعار الأسماك، خاصة أنه لم يعد قادرا على شرائه، بعدما كانت الوجبة الوحيدة التى يمكن شراؤها بعد ارتفاع أسعار اللحوم عنان السماء، ولحقتها أسعار الدواجن، التى سجلت مؤخرا ٣٠ جنيها، واللحوم ٩٥ الجملى، والعجال ١٠٠ جنيه.
وتلفت نهال فتحى، من أبناء القليوبية، إلى أن أسعار الأسماك تزداد يوما بعد يوم، حيث ارتفعت الأسعار بطريقة جنونية، فى الوقت الذى تسمح فيه الدولة بتصدير الأسماك إلى الخارج، بينما الأسعار المحلية فى ارتفاع مستمر، مطالبة المسئولين بمنع التصدير لخفض الأسعار وسد احتياجات المواطنين محليا.
ويشير أحمد إمام، صاحب محل أسماك، إلى أن أسعار الوجبات زادت بنسبة ٤٠٪ بسبب ارتفاع أسعارها فى الأسواق، الأمر الذى أصاب حركة البيع والشراء بالركود، ناهيك أنه دفع الكثير من الأهالى والمتوافدين على العزوف عن تناول وجبات الأسماك فى المحلات، منوها إلى أن معظم المحال تتعرض فى الوقت الجالى إلى خسائر فادحة تهدد بغلق بعضها وتشريد البعض الآخر.. وتتساءل سحر محمد: أين دور الرقابة والغرفة التجارية فى تحديد الأسعار؟، حيث إن الغلاء لم يترك سلعة سواء لحومًا أو أسماكًا أو حتى الخضروات، منوهة إلى أن غياب المسئولين عن الرقابة والمتابعة تسبب فى جشع التجار وأصحاب المحلات فى مواصلة الارتفاع الجنوني، مطالبة بضرورة تحديد الأسعار لجميع السلع والإعلان عنها يوميا فى النشرات الإعلامية بالمحافظات لوقف استغلال التجار للمواطنين.
وتلفت رباب محمد، إحدى المتضررات، إلى أن الأسماك كانت السلعة الوحيدة التى تلجأ لها نسبة كبيرة من الأسر، خاصة ذات الدخل الضعيف والأسر الفقيرة، لكن حاليا لم يكن هناك سلعة تناسب أسعارها المواطن البسيط، متسائلة: كيف يعيش المواطن الفقير فى تلك الظروف؟ وماذا يطعم رب الأسرة أبناءه؟.
ويقول ممدوح جمال، من أبناء القليوبية: إن تصريحات المسئولين بشأن اتخاذ إجراءات رادعة ما هى إلا مجرد شو إعلامي، ولم تكن تلك التصريحات موجودة على أرض الواقع، والدليل على ذلك حالة الغليان الذى يشهده الشارع المصرى، وعلى وجه التحديد الشارع القليوبى فى الوقت الحالي. وتنوه دينا خالد، ربة منزل من القناطر الخيرية، إلى أن جميع الأسعار أصبحت مرتفعة بشكل جنونى ولم تقتصر على اللحوم والدواجن والأسماك فقط، بل وصلت أيضا للخضروات والفواكه، مشيرة إلى أن كيلو الطماطم وصل إلى 15 جنيهًا، على الرغم من كونها سلعة أساسية فى البيوت، والبطاطس 8 جنيهات.
بصوت تملأه الحسرة، تقول سناء محمود، موظفة: «العيشة أصبحت ضنك، والمرتب مبقاش يكفى مصاريف أسبوعين»، لافتة إلى أن استمرار موجة الغلاء فى الوقت الحالى أجبرتها على الاستغناء عن شراء اللحوم والدواجن ولحقتهما مؤخرا وجبة السمك.
وتضيف: «إحنا مش ملاحقين على المصاريف بتاع المدارس والدروس الخصوصية، وحتى فواتير الكهرباء والمياه والغاز»، متسائلة: «هنجيب منين نسرق ولا نرتشى ولا نبيع أولادنا ولا نتسول ولا نهاجر برة البدل»؟، مضيفة: «المسئولين مش حاسين بالغلابة ومدى الفقر اللى بقينا فيه بسبب الارتفاع الجنونى للأسعار».
ويناشد المواطنيون بمحافظة القليوبية بالرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، ووزير التنمية المحلية، واللواء محمود العشماوى، محافظ القليوبية، بضرورة التدخل لوقف تلك المهزلة ورحمهم من جشع التجار، مطالبين بتحديد أسعار السلع الغذائية وخفض الأسعار بما تناسب المرتبات.
يشار إلى أن أسعار الأسماك فى أسواق القليوبية، تباينت مؤخرا، حيث وصل سعر كيلو «البلطى» إلى 38 جنيها، والكابوريا 110 جنيهات، والجمبرى 150 جنيهًا، فيما تراوح سعر أسماك السبيط إلى 140 جنيهًا، وسمك الماكريل المجد 30 جنيها، فضلا عن أن سمك الفليه بلطى 60 جنيها، وسمك المكرونة 40 جنيها، وسمك البورى 90 جنيها.